2كو 1:1 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله

 

بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، مَعَ الْقِدِّيسِينَ أَجْمَعِينَ الَّذِينَ فِي جَمِيعِ أَخَائِيَةَ:

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة اللَّه وتيموثاوس الأخ،

إلى كنيسة اللَّه في كورنثوس، 

مع القديسين أجمعين الذين في جميع آخائية]1[.

لم يبدأ باسم المرسل إليهم كما كانت العادة في ذلك الوقت، بل بالراسل، لكنه كرسولٍ يكتب لشعبه يبدأ باسمه، وذلك كما كانت عادة الحكام والقضاة.

ضم الرسول بولس تيموثاوس إليه ليس لأنه في حاجة إلى معونته، وإنما لأنه على فم شاهدين تتحقق الكلمة، وقد دعاه “الأخ” ليكرمه في أعين شعب كورنثوس كأخٍ معه في ذات الإيمان، أو كشريك معه في الخدمة، وإن كان ليس رسولاً. إذ لم يقل: “بولس وتيموثاوس الرسولان”. أما في رسالته إلى أهل فيلبي فضمه إليه دون ذكر كلمة “رسول“، لأنه لم تكن توجد حاجة إلى تأكيد رسوليته لشعب فيلبي.

تواضع عجيب! إذ دعا الشاب الصغير أخاه، لأنه يقَّدر إيمانه وعمله الكرازي والرعوي.

في الرسالة الأولي دَعي نفسه “المدعو رسولاً“، أما وقد أكد لهم رسوليته جاء حديثه هنا في الرسالة الثانية: “بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة اللَّه“. يتحدث معهم في يقينٍ، وكأنه يلزمهم أن يقبلوا ذلك، فإن إرساليته لن تتوقف على إرادتهم أو أية إرادة بشرية، بل هي حسب مشيئة اللَّه الذي دعاه، وقد قبل بولس الدعوة فتثبّتت. دعاه الرب يسوع نفسه مباشرة للعمل الكرازي بين الأمم حسب مشيئة الآب التي هي واحدة مع مشيئة الرب يسوع. 

v مرة أخري يدعو بولس الكورنثيين كنيسة لكي يجمع الكل معًا، ودعاهم “القديسين” حتى إذا كان أحد منهم دنسًا يُستبعد من هذه التحيّة.

القديس يوحنا الذهبي الفم 

v تعبير “مع كل القديسين” غامض، فإما يعني كل القديسين الذين كانوا مع بولس، أو يعني كل القديسين الذين في كورنثوس.

القديس ديديموس الضرير

v اثنان يصنعان سيمفونية (حب متبادل مفرح): بولس وسوستانيس عند كتابة الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (١ كو ١:١)، وبعد هذا بولس وتيموثاوس عند ارسال الرسالة الثانية إلى نفس (الجماعة).

العلامة أوريجينوس

يري القديس يوحنا الذهبي الفم أنه يشير هنا إلى مسيحيّي كل مقاطعة آخائية ولم يكتفِ بمسيحيي المدينة، لأن الكل كانوا يعانون من ذات المشكلة، والكل كانوا في حاجة إلى ذات العلاج.

مع ما اتسم به بعض أعضاء الكنيسة في كورنثوس من مشاكل روحية وعقيدية وسلوكية وتنظيمية فإن عيني الرسول تتطلعان إلى هذه الكنيسة كعروسٍ مقدسة للعريس القدوس، تسعى نحو القداسة، فيُحسب شعبها قديسين.

الكنيسة في اقتدائها بعريسها القدوس هي نور العالم. ففي كتابه “ضد صلسس” يدعو أوريجينوس معارضيه إلى عقد مقارنة بين البلاد الوثنية والكنائس المسيحية التي نشأت فيها، خاصة تلك التي في كورنثوس والإسكندرية.

v إذا قورنت الكنائس التي شكَّلها المسيح بتجمعات المدن التي توجد بها، فسوف تظهر كمشاعلٍ مضيئة في العالم. فمن منا لا يعترف بأن عدد الأعضاء القليل من الكنائس غالبًا ما يكون أفضل من كثيرين الذين يظهرون في التجمعات المدنية؟!… 

إذ ما قارنا مجلس كنيسة اللَّه بمجلس المدينة، نجد أن بعضًا من أعضاء مجالس الكنائس جديرون أن يكونوا أشرافًا لمدينة إلهية، إذا ما وجدت مثل هذه المدينة في العالم. في حين نجد الأعضاء المدنيين غير أهلٍ بأخلاقياتهم للمراكز البارزة التي يشغلونها بين مواطنيهم. 

لتقارن على نفس هذا النمط رأس كل كنيسة برؤوس تلك المدن، فستجد أن الشاغلين، حتى لأدنى الدرجات في كنيسة اللَّه، متفوقين على كل الحكام المدنيين، إذا ما وضعنا فضائل الفئتين جنبًا إلى جنبٍ.

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله وتيموثاوس الاخ الى كنيسة الله التي في كورنثوس مع القديسين اجمعين الذين في جميع أخائية 

مكدونية وإخائية = مقاطعات رئيسية في اليونان وكورنثوس عاصمة إخائية 

بولس رسول.. بمشيئة الله = الرسالة الأولى صححت كثيراً من الأوضاع في كورنثوس. ولكن يبدو أن قلة إستمرت في العناد وإستمروا يشككون في رسولية بولس. وهنا يظهر الرسول أساس سلطانه أنه رسول يسوع المسيح بمشيئة الله. لكي يثبت صحة تعاليمه فلا يتشككون  فيما قاله لهم. تيموثاوس = المعروف لديهم جيداً. مع جميع القديسين = أي المؤمنين 

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى