1يو 5:1 أن اللَّه نور وليس فيه ظلمة البتة

 

“وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ.” (1يو 5:1 )

+++

تفسير القديس أغسطينوس

 يقول الرسول : ” الله نور وليس فيه ظلمة البتة ” ماذا يقول قبل ذلك ؟ ” ليكون لكم شركة معنا اما شركتنا فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ” .

ان كان الله نوراً وليس فيه ظلمة البتة ، واننا لابد ان يكون لنا شركة فان الظلمة تطرد من حياتنا ، سوف يخلق فينا نوراً جديداً لان الظلمة لا يمكن ان يكون لها شركة مع النور لذا يقول الرسول : ” ان قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نکذیب” وهذا ما عبر عنه الرسول بولس قائلا : ” اية شركة للنور مع الظلمة “ ( 2کو 6: 14) لذلك فالذي يقول ان له شركة مع الله مع ويمشي في الظلمة يكذب لأن الله نور وليس فيه ظلمة البته ولا يمكن أن تكون هناك شركة بين النور والظلمة.

وهنا ربما يتساءل الانسان مع نفسه ماذا أفعل ؟ كيف يمكنني ان أكون نوراً؟ انني أعيش في الخطايا والضعفات ، انني احس اليأس والحزن يتسلل إلى نفسي . لايوجد خلاص الا في الشركة مع الله . الله نور وليس فيه ظلمة البتة ، الخطية ظلمة كما قال الرسول عن الشيطان وملانئکته إنهم ” سلاطين الظلمة” ( أفس 12:6) لم يدعهم سلاطين الظلمة ألا لانهم سلاطين الخطية ، لهم السلطان على کلی الخطايا والاثام ، اذا ماذا نفعل یا اخوتي ؟ لابد أن يكون لنا شركة مع الله وإلا فلیس لنا رجاء في الحياة الابدية ولكن “الله نور والخطايا ظلمة “، اننا ننجذب إلى اسفل بالخطايا والضعفات ولا يمكننا أن یکون لنا شركة الله . ما هو رجاؤنا أذا ؟ 

ألم أعدكم انني سأتحدث معكم عن اشياء تفرح قلوبكم ؟

لقد منحنا الله التعزية ورفعنا إلى فوق واعطانا رجاء حتى لا نخور في الطريق ، لاننا نركض إلى مدينتنا، واذا تملكنا اليأس من الوصول سوف نفشل ، ولكن ذاك الذي كل ارادته ومشيئته ان نصل الى المدينة يحفظنا في امان ويقوينا في الطريق . “اذا قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا فی الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ، فاذا كنا نسلك في الظلمه لا يمكن أن نقول أن لنا شركة معه، اذا سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ” . لنسر اذا في النور كما هو في النور لكي يمكن أن يكون لنا شركة معه. ولكن ماذا نفعل تجاه خطايانا ؟ اسمع ما يقوله “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية”، ما أعظم الضمان الذي أعطاه الله لنا !

اننا سوف نحتفل بعيد الفصح حيث سفك الرب دمه عنا الذي به نغتسل “من كل خطیه ” لاننا نثق أن ” صك العداوه “ ( کو 14:2) ، وقيد العبودية الذي يمسكنا الشيطان به قد محي وتحطم بدم المسيح . يقول الرسول : الدم ” دم ابنه يطهرنا من كل خطية “.

ماذا يعني”من كل خطية” ؟ انظر وتعجب فان الذين اعترفوا باسم المسيح وتعمدوا والذين دعوا أطفالا قد اغتسلوا من كل خطية . أتوا بالقديم وخرجوا بالجديد . كيف أتوا رجالاً وشيوخاً وخرجوا أطفالاً صغاراً؟.

الشيخوخة هي الحياة القديمة والحياة الجديدة هي طفولة التجديد .

الخطايا القديمة قد غفرت ليس لهؤلاء فقط ولكن الخطية تغفر لنا نحن ايضا ، بعد الغفران ( بالمعمودية ) ومحو كل الخطايا ، فاننا بحياتنا في هذا العالم وسط التجارب تلتصق بنا بعض الخطايا  ولو رغما عنا ( مصادفة ) ولكن ماذا يستطيع الانسان ان يفعل ؟ ليته يعترف بما هو فيه لكي يشفى بذاك الذي لا يتغیر ( غير الفاسد ) . المسيح يبقى هو هو “امسا واليوم والى الابد” ولكننا نحن الذين نتغير.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

غاية التجسد أن نتعرف على ربنا مخلصنا ونقبل الشركة معه، مقدمًا رأسمالها كله أي النور، وأما مساهمتنا نحن الذين في الظلمة والضعف، فباتحادنا مع النور تزول ظلمتنا لنسلك في النور.

يقول القديس أغسطينوس:

[“وهذا الخبر الذي سمعناه ونخبركم به“، ما هو الخبر الذي سمعوه ولمسوه بأيديهم؟… “أن اللَّه نور وليس فيه ظلمة البتة” [5].

هذا ما ينبغي أن نعلنه. فمن يجرؤ ويقول أن اللَّه فيه ظلمة؟!

ما هو النور؟ وما هي الظلمة؟ فربما يقصد الرسول مفهومهما العام.

اللَّه نور“. يقول البعض أن الشمس نور والقمر نور والشمعة نور. إذن لابد أن يكون دلك النور أعظم بكثير من هذا كله. بل وأكثر سموًا وعلوًا. فما أبعد اللَّه عن المخلوق!!

يمكننا أن نقترب من هذا النور إن عرفناه، وسلمنا له نفوسنا لتستنير به. فنحن بأنفسنا ظلمة، ولا نصير نورًا إلاَ إذا استنرنا به هو وحده!

وإذ نحن متعثرون بذواتنا ينبغي ألا نتعثر به. ومن ذا الذي يتعثر به إلاَ الذي لا يدرك أنه خاطئ؟!

وماذا تعني الاستنارة به سوى أن يعرف الإنسان أن نفسه قد أظلمت بالخطية. ويرغب في الاستنارة بالنور فيقترب منه. وكما يقول المزمور: “اقتربوا إلى الرب واستنيروا، ووجوهكم لا تخزى” (مز 3٤: ٥). فإنك لن تخجل من هذا النور عندما يكشف لك ذاتك، ويعرفك أنك شرير. فتحزن على شرَّك، وعندئذ تدرك جمال النور.] 

ويقول العلامة أوريجينوس: [حقًا إن اللَّه هو النور الذي يضيء أفهام القادرين على تقبل الحق، كما قيل في المزمور 36 “بنورك نعاين النور“. أي نور به نعاين النور، سوي اللَّه الذي يضيء الإنسان فيجعله يرى الحق في كل شيء، ويأتي به إلى معرفة اللَّه ذاته الذي يدعى “الحق”. فبقوله “بنورك يا رب نعاين النور” يعني أنه بكلمتك وحكمتك أي بابنك نرى فيه الآب.]

v لا يعرِّف يوحنا جوهر اللَّه… بولس أيضًا يدعو اللَّه “نور لا يُدنى منه” (1تي 16: 6).

عندما يقول يوحنا أنه لا توجد ظلمة في نور اللَّه يؤكد أن كل أنوار الآخرين يشوبها بعض العيوب.

القديس جيروم

v اللَّه هو نور الأذهان الطاهرة، وليس نور الأعين الجسدية. هناك (في السماء) سيكون الذهن قادرًا على معاينة هذا النور، الذي حتى الآن لا تقدر أن تعاينه.

القديس أغسطينوس 

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

أية 5 :- وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِإِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّة

هناك شركة مع الله فلابد أن نعرف:

  1. من هو الذى ندخل معه فى شركة، ماهى طبيعته.
  2. ماهى الشروط الواجبة التى يتطلبها الدخول معه فى شركة. 

فأول إعلان عن الله هنا أنه نور وليس فيه ظلمة البتة. ولاحظ فالكلام ليس مكرراً. فالنور نسبى فهناك مكان به نور ولكن هناك مكان أقل إستضاءة إذ به بعض الإظلام، كحجرة بها لمبة واحدة وحجرة بها 100 لمبة. 

النور = إشارة للصلاح الكامل والجمال الكامل والمعرفة الكاملة فالنور يسقط على كل شئ ويظهره فلا يختفى منه شئ، لذلك قيل عن الله أنه فاحص القلوب والكلى إذ هو يعرف كل شئ. وطالما كل شئ مكشوف فالتصرف سيكون سليماً لذلك فالنور يشير للحكمة الكاملة. وكما أن الشمس هى نور للعين البشرية هكذا نور الله بالنسبة للعين الروحية، فمن يقترب من الله يقترب من النور ويدخل النور حياته فيضئ كيانه فيدرك الله ويعرفه ويعرف إرادته فتكون قرارته سليمة. وتكون له حياة أبدية. وكما قال داود بنورك يارب نعاين النور (مز36: 9) فنحن بالروح القدس نعاين المسيح ونعرفه، وبالروح القدس النور نفهم كلام الكتاب المقدس، وبالروح القدس نعرف محبة الآب. وبالمسيح النور الحقيقى نحصل على الروح القدس ويحل فينا. وبالروح القدس نعرف الحق. وبالمسيح النور عرفنا الآب ورأيناه. فالمسيح هو النور المولود من نور “نور من نور” النور لا شئ مبهم أو مخفى عليه، والمسيح قال “أنا هو نور العالم” والنور إشارة للقداسة والطهارة.

الظلمة = اما الظلمة فتشير للخطية :- 

  1. فالظلمة حرمان من النور والخطية حرمان من النعمة. 
  2. السير فى الظلمة يعرض السائر للإنزلاق والسقوط والتعثر، والخطاة عميان عن طريق الخلاص كثيرو الزلل والسقوط.
  3. الخطاة كالخفاش يكرهون النور فهو يكشف أعمالهم السيئة (يو3: 19، 20).
  4. الخطية تعمى بصيرة صاحبها فتقوده إلى جهنم.
  5. الشيطان يدفع للخطية لذلك أسماه المسيح سلطان الظلمة.
  6. فى الظلام الروحى لا يرى الخاطئ الله ولا يعرفه ولا يرى الحق ولا يدركه ولا يرى نفسه وبالتالى لن يدرك أنه خاطئ لذلك يتكبر. 

ونحن من ذواتنا ظلمة لكن من يقترب إلى الله يستنير ومن يتمسك به يصير نوراً “إقتربوا إليه واستنيروا ووجوهكم لا تخزى” (مز34: 5) فالمكان الذى فيه ظلمة تنتشر فيه الحشرات والقاذورات (رمز الخطية) ومع النور تهرب. فالنور يعطى للناس إرشاداً وبدونه يتخبط الناس. 

والظلمة قد تكون الجهل بسبب عدم المعرفة، إذ بدون نور كل شئ غامض أما النور فهناك الحكمة إذ كل شئ مكشوف وواضح. والآن إجابة السؤال الأول :- ماهى طبيعة الله ؟ الله نور وكامل الجمال والحكمة. 

والسؤال :- ماهى شروط الشركة معه؟ السلوك فى النور. 

ومن يفعل سيكون فرحه كاملاًُ.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى