كيف تقرأ الأيقونة
الأيقونات يمكننا من خلالها فهم الكثير عن كنيستنا القبطية ، فالأيقونه في معناها السري هي رسالة تقوم بدور تعلیمی له فاعليته في الحياه الكنسية ، فمن خلال لغة الألوان البسيطه تعلن الأيقونة الإنجيل المقدس ، وتوضح تعاليم الكنيسه وتنطلق بمشاعر المؤمنين إلى الحياه العتيدة .
ماهي الأيقونة
الأيقونة كلمة يونانية تعنى صورة ، ولكنها ليست كأي صورة عادية ، بل لها صفات وتعريفات ورموز لها دلالتها
? وفي الاصطلاح الكنسي … الأيقونة تعني صورة تمثل السيد المسيح أو القديسة العذراء مريم أو الشهداء أو القديسين .
? وهي لا تخضع للخيال الخاص بالفنان ، بل يحكمها لاهوت وطقس وتقاليد الكنيسة .. لذلك نجد فيها العديد من الملامح الرمزية الدقيقة .
? كما أنها تعتبر عظة وكتاب مرسوم مسجل بلغة بسيطة جامعة يقرأها الكل دون تمييز بين لسان ولسان .. يترجمها الأم بلغة البساطة ، كمن يقرأ كتاب أو يسمع عظة فيستطيع الأميون العاجزون عن قراءة الكتب أن يذكروا الأعمال المملوءة محبة التي قام بها القديسون وخائفوا الله بإخلاص ، وهكذا تلتهب فيهم الغيرة ، لكى يتشبهوا بهم فيسلكوا كما سلكوا في حياتهم ، مستبدلين الأرض بالسماء ، ومفضلين غير المنظورات على الأمور المرئية ، ويتلمس فيها المتعلم ما تعجز المؤلفات من الإفصاح عنه .
ما هي الشروط الواجب توافرها في فنان الأيقونة ؟
الأيقونة هي فن مختص بخدمة الكنيسة كالعهد القديم ووحی الروح القدس على الفنانيين والذين قاموا بأعمال فنيه لخيمة الإجتماع ، وما تحتويه طبقا لتعاليم المسيح . لذا يجب أن يكون فنان الأيقونة متحداً بالله وملهماً منه وليس ناقلاً لصورة أعجيته ، إنما يكون رسمه نتيجة تأمل عميق في حب الله ، وفي سر الخلاص للإنسان ، وتأمله يكون ناتج أيضا من الكتاب المقدس ( فأغلب الأيقونات قديماً رسمها رهبان ) .
وأن يكون الفنان موهوباً من الروح القدس وكان هذا أيضا في العهد القديم
ولنأخذ مثالا : “وَقَالَ مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «انْظُرُوا. قَدْ دَعَا الرَّبُّ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي بْنَ حُورَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بِاسْمِهِ، وَمَلأَهُ مِنْ رُوحِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَكُلِّ صَنْعَةٍ، وَلاخْتِرَاعِ مُخْتَرَعَاتٍ، لِيَعْمَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، وَنَقْشِ حِجَارَةٍ لِلتَّرْصِيعِ، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، لِيَعْمَلَ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ مِنَ الْمُخْتَرَعَاتِ. وَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُعَلِّمَ هُوَ وَأُهُولِيآبُ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانَ. قَدْ مَلأَهُمَا حِكْمَةَ قَلْبٍ لِيَصْنَعَا كُلَّ عَمَلِ النَّقَّاشِ وَالْحَائِكِ الْحَاذِقِ وَالطَّرَّازِ فِي الأَسْمَانْجُونِيِّ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ وَالْبُوصِ وَكُلَّ عَمَلِ النَّسَّاجِ. صَانِعِي كُلِّ صَنْعَةٍ وَمُخْتَرِعِي الْمُخْتَرَعَاتِ.” ( خر 30:35-35 ) .
استخدمت الكنيسة القبطية هذه الأيقونات كوسيلة الغرض من وضعها تذكير المؤمنين بأصحابها ، تضع الكنيسة على حامل الأيقونات أيقونة الصليب ، وهي تذكر المؤمنين بالفداء والثمن الغالي الذي دفع من أجل الخلاص وتلفت نظر المؤمن إلى كيفية الصلب ، وكيف أن السيد المسيح البار صلب مع الأشرار ، وأن أحد اللصين لما آمن بالمصلوب وأعترف بربوبيته استحق الجلوس عن يمينه بقوله : اليوم تكون معي في الفردوس .. “أما الذي أنكره وضع على شماله دلالة خذلانه . وكذلك يكون حال الناس عند مجئ الرب الثاني : فالمؤمنون بالرب والذين عاشوا في الإيمان “إيمان ابن الله الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا سوف يقيمهم السيد المسيح له المجد عن يمينه في اليوم الأخير ، وأما الأشرار الذين ينكرونه فسوف يطرحهم عن يساره ، كما أن
صورتي العذراء ويوحنا الانجيلي بجانب صورة السيد المسيح له المجد مصلوباً من هنا ومن هناك إشارة إلى وقوفهما عند صلب المسيح قبل موته .
في الكنيسة ننظر نحو الشرق ، منتظرين مجئ ربنا يسوع المسيح على السحاب ، ننظر أيضا القديسين على حامل الأيقونات يتطلعون إلينا ، إذ هم فعلا في الفردوس يطلبون عنا کی نكمل جهادنا ونلحق بهم ..
تكريم الأيقونة
ويقول القديس باسيليوس الكبير في تكريم الأيقونة : تكريم الأيقونة ينتقل إلى من تمثله الأيقونة فإنها تمكننا من أن نمر خلال باب مفتوح ونرتبط بصلة معه وتحركنا وتؤثر علينا کی نقلد الفضائل والإيمان والتقوى التي تحلى بها شخص الأيقونة ، وعندما نعيش في الحياة الإلهية فإننا نمثل أمام مجد الرب يسوع ونحب الغذاء الروحي ، وعندما نتأمل هذه الشخصيات المقدسة مصورة في
الأيقونات نتمثل بمجد الله ونحب أن نصبح مثلها ” .
? لسنا نعبد الأيقونة المادية ، بل نعبد الله المرموز له في الأيقونة.
? “اعلموا يا أحبائي أننا حينما نسجد للصليب إنما نسجد للمصلوب ، وليس للخشب ، وإلا كنا ملزمين نسجد لكل شجرة في الطريق ” .
القديس يوحنا الدمشقی
? كما أنك عند تكرم الكتاب المقدس ، لا تتحني لمادة الجلد أو الحبر ، بل لأقوال الله الواردة فيه ، هكذا أنا أكرم صورة السيد المسيح ، لست أكرم الخشب والرسم ، هذا لن يكون .. في تكريم صورة السيد المسيح ، أفكر في إحتضان المسيح نفسه وتكريمه هو .. نحن المسيحيون بقبلاتنا الجسدية لأيقونة المسيح ، أو أيقونة رسول أو شهيد نقبل السيد المسيح أو شهيده في الروح
الأب ليونتوس من نيابوليس بقبرص
الأيقونة وطقس الكنيسة
للأيقونه دور فعلي في ترتيب طقس الكنيسة فليس من الممكن وضع صورة لكونها مرسومة بدقة ، فالأيقونة التي توضع وتعلق وتصير قطعة من بيت الله تمر أولا بصلوات خاصة تسمى ( صلاة التدشين ) حيث تدهن الأيقونة بالميرون .
كما أن للأيقونة دور أساسي في الكنيسة ، فقد صارت عنصرا أساسيا بدورات الأعياد السيدية ( دورة عيد الشعانين وكذلك عيد الصليب وعيد القيامة )
طقس تكريس الأيقونة
بعدما يصلي الكاهن صلاة الشكر ويرفع البخور يصلي قائلا : ” أيها السيد الرب … ” الذي من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء ، وأمر بصنع تابوت الشهادة به مثال الشاروبيم والسيرافيم ، الذين يسترون المذبح بأجنحتهم ، وأعطيت الحكمة لسليمان لبناء البيت الذي في أورشليم ، وظهرت لاصفيائك الرسل القديسين ، بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، ليبنوا لك الكنائس على اسم قديسيك وشهدائك ، نسأل ونطلب منك يامحب البشر الصالح ، أن ترسل روحك القدوس على هذه الأيقونة ، التي لوالدة الإله .. ( أواسم القديس أو الشهيد حسبما تمثل الصورة ) ، لتكون ميناء للخلاص ، ميناء للثبات .
لكي كل الذين يتقدمون إليها بإيمان ، يطلب ( اسم القديس ) عنهم أمام الله لغفران خطاياهم . لأنه مبارك ومملوء مجداً اسمك القدوس …
وبعد ذلك يدهن الكاهن الأيقونة بالميرون ثلاث مرات متوسلاً إلى الله قائلا : قدس هذه الأيقونة على ( اسم ) .. على مذبح الكنيسة التي ( المدينة ) .. باسم الأب والابن والروح القدس إله واحد آمین .
هكذا يربط الطقس بين الأيقونة والمذبح ، والكنيسة أي الشعب ، وكأن من تمثله الأيقونة المكرسة قد ارتبطت بعبادة أولاد الله ، وتوبتهم وحياتهم لا ليتعبدوا للأيقونة حاشا ، وإنما ليدركوا فاعلية صلوات إخوتهم المنتصرين وحبهم لهم .
تحدث الأنبا يوساب الأبح عن تكريم الأيقونة المكرسة وفاعليتها في حياة الكنيسة قائلا : “تقولون : كيف نسجد للألوان ؟ وكيف نقنع أفكارنا ؟ ….
” لابد من تكريس أواني للخدمة والمذابح والصور ، لا من يد كاهن ، بل من يد رئيس الكهنة ويمسحها بدهن الميرون ، والكاهن هو مثال ويناول المؤمنين ، لكنها لا تجيز له أن يحمل الميرون ولا أن يقترب إليه ، لأنه ليس له سلطان أن يعطى الروح القدس لغيره …
انظروا إلى طقس الكنيسة ، كيف رتب بحكمة دقيقة بإرشاد روح الله ، فالمذبح والأواني والصور يجب ألا يسجد أمامها ، بل ولا تقبل أيضا قبل أن يمسحها رئيس الكهنة بدهن الميرون..”
يأمر قانون الكنيسة أن تحضر الصورة فوق المذبح أثناء صلاة القداس ، ويصلى عليها ثم تمسح بدهن الميرون ، وإذا فرغ من توزيع القربان ينفخ في وجه كل صورة ثلاث مرات قائلا : “اقبلوا الروح ” …
ربما تشك قائلا : كيف يحل الروح القدس في صورة؟
أقول لك إن كنت لا تصدق أن الروح يحل بدهن الميرون ونفخة الأسقف ، فقد صار كل الإيمان باطلاً ، فالروح إذن لا يحل على المذبح والقربان ولا الكنيسة ، ويكون سجودنا أمام الهيكل باطلاً أيضا .
ولكن حاشا لله اسمع ما يقوله الإنجيل المقدس : “من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه . ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه ” ( مت 20:23-21 ) . عرفني من هو ساكن فيه إلا روح الله ؟!
ربما تقول : ومن الذي أسجد له ؟ هل أسجد لروح الله الحال في الصورة ؟ أم أسجد للشهيد أو القديس صاحب الصورة ؟
أقول ، إنما السجود هو لروح الله ، أما صاحب الصورة فينبغي له التبجيل والسلام والإكرام ، وسؤاله للصلاة والشفاعة قدام الرب .
فن رسم الأيقونات
يعتبر فن رسم الأيقونة أحد فروع الفن القبطى الذي يعتبر في شتى مجالاته وريث لحضارة مصر الفرعونية وما تلاها من تداخل وتزاوج للحضارات التي تعايشت مع الحضارة المصرية مثل استغلال المجموعة اللونية وكلها من محاجر ومناجم مصر وهي عبارة عن أكاسيد طبيعية، ومن الشائع أن الفنان يلجأ إلى تذهیب خلفية الرسم المصور وكذلك بعض أجزاء منه کهالات القديسين بصفائح ذهبية دقيقة.
وقد ازدهر وانتشر فن تصوير الأيقونات في مصر في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وعكف على رسمها فنانون بعضهم من المصريين وبعضهم من اليونانيين أو الأرمن الذين كانوا يعيشون في مصر ونتذكر منهم الفنان يوحنا الناسخ الذي تنتسب إليه الكثير من الأيقونات القبطية بكنائس مصر القديمة والأديرة القبطية، ونجد أن هذه اللوحات قد دوّن عليها اسم المصور والسنة التي رسمت فيها.
يبقى أن نؤكد أن القبطي يرى في الأيقونة عوناً طوال رحلته على الأرض تسنده في ظل الظروف وتعينه على الشركة مع الله، فما دمنا في الجسد فالحواس في حاجة ملحة إلى أشياء مادية ملموسة نتطلع إليها فتتقلنا إلى داخل القلب، وهذا هو سر احتفاظنا بهذه الأيقونات أمام عيوننا وفي بيوتنا وكنائسنا.
فالأيقونات في الكنائس ليست قطعاً فنية للعرض أو الزينة، وإنما هي معين لنا في تحقيق حياة الصلاة خلال المنظورات.
ملامح الأيقونه القبطية
يرسم القديس بطل الأيقونة بحجم كبير بينما يتضاءل بجانبه أي شيء آخر فتبدو الأبنية والأشخاص الأشرار خصوصاً ومن قاموا بإضطهاده بأحجام صغيرة، وكأن الفنان القبطى يرید جذب أنظارنا نحو القديس بطل أيقونته، ويقول لنا إن كل الآلام التي مر بها وكل من قام بتعذيبه كلهم ذهبوا ولم يذكر عنهم التاريخ شئ، وكل مباهج الدنيا وما ضحی به ذلك القديس كان بالفعل نفاية لكى يربح المسيح.
? كما أن الشخصيات لا ترسم في حجرات مغلقة لأن مسكنها في الأبدية، والأبدية لا حدود لها.
? يرسم الأشخاص بملابس محتشمة بدون محاولة إبراز أي مفاتن أو تفاصيل للجسد، لأن هؤلاء كانوا يعيشون حياة البر والتعفف ولأن الغرض من الأيقونة ليس لإظهار الجمال الجسدی لهؤلاء القديسين بل الجمال الروحي.
? يرسم الأشخاص القديسين في الأيقونة بكلتا العينين دليل على البصيرة الروحية التي تمتع بها هؤلاء، أما الأشرار فيرسمون من الجانب فقط ولا يظهر منهم سوى عين واحدة، دليل على نقص البصيرة الروحية عندهم، وتفضيلهم للأمور المادية عن الأبدية.
? يرسم الأشخاص القديسين وقد ظهرت هالة من النور على رأسهم، وهذا مأخوذ من الفن الروماني، حيث كان يرسم الإمبراطور وحول رأسه هذه الهالة لتفرقته عن بقية الأشخاص في اللوحة.
? يرسم في أيقونات القديسين بعض الأحداث التي جرت لهم أو العذابات، وقد يرسم القديس ممسك بشيء للدلالة على شخصيته مثل القديسة دميانة ترسم حولها 40 عذراء، والأنبا رويس يرسم معه جمل، والقديس مارمينا معه جملين، والقديس مار مرقس معه أسد، وهكذا بحيث تدل الأيقونة على صاحبها وقد تحكي بعض الأحداث التي مر بها .
يرسم الأشخاص القديسون بعينين واسعتين دليل البصيرة الروحية، وأنف وفم دقيق دليل على أن هؤلاء عاشوا زاهدين في الحياة، ولم يكن إلههم بطونهم، كما ترتسم على الشفاة إبتسامة رقيقة بدون ظهور أسنان القديس، علامة على أن فرح ذلك القديس كان فرح روحي وليس من العالم.
كيف تقرأ الأيقونة؟
إن كل شيء بالأيقونه له رمز ومعنی بما في ذلك الألوان المختلفة .. سنبدأ بشرح أيقونة الميلاد.. إذا تأملنا في أيقونة الميلاد التي تحدثنا عن تنازل الله الكلمه من علو السماء واقترابه نحونا، نجد أيضا معجزة عجيبة وهي معجزة الأمومة العذراويه.
? نرى الطفل مضطجعاً في مزود مقمطاً، أي مربوطا في رباط أبيض يلف جسده كله بطريقة خاصة ترمز لأكفان القبر فهو في ميلاده ينبئنا عن موته.
? السيدة العذراء نجدها بثوبها الأزرق، لأنها كما نعلم السماء الثانية، نراها وهي تمثل حواء الجديدة فبولادتها للإله المتجسد أصبحت أماً لكل حي.
? يوسف النجار متأملا هو أيضا ويبتعد قليلاً لانه ليس والد الطفل، ولكنه في تأمله يفكر كيف كان يريد أن يخليها سرا قبل ولادتها للطفل بهذه الطريقه المعجزية.
? المجوس حكماء الفلك والنجوم والدارسين الباحثيين المدققين جيدا زمان النجم، الذي إكتشفوه وساروا خلفه حتى مكان الطفل، وقدموا هداياهم ذهبا رمزا للملك فهو ملك الملوك، ولبان أي بخور لأنه رئيس كهنة، ومراً رمزا لعذاباته وصلبه عن البشريه، سجود المجوس هو خضوع الأمم الوثنيه للإيمان المسيحي فقد صار المجوس باكورة الأمم وقد عرفوا كلمة الله بالنبؤة، فالقديس إكليمنضس السكندري يقول إن الله أعطى الناموس للبعض وأعطى الأخر النبؤة.
? الثور يرمز للأمة اليهودية لأن الثور يغمضون عينيه ويجعلوه يلف الطاحونة أو الساقية فهو منفذ تماماً للناموس دون أن يعي شيئا بما يفعله، كالأمة اليهودية التي تنفذ الوصايا المكتوبة بلا معرفة.
? الحمار يشير إلى الأمم غير اليهود فهو يحمل عليه كاهل الوثنية الثقيلة المتعبة، ويسير بهذا الحمل الثقيل، ولا يعرف كيف الخلاص منه، إذن وجود الثور والحمار معا في الأيقونة يشيران للخليقة كلها .
? الخراف تشير للنفوس التي تنتظر الراعي الحقيقي – المسيا – تنتظره في الهاوية ليخلصها ولينادي عليها ليخرجها إليه، لذلك نجد الأغنام والرعاة تقترب كثيرا من الطفل يسوع وكأنها متهللة فرحة بقرب الخلاص من هذه الحياة الفانية.
وأخيرا فإن دراسة موضوع الأيقونات في الكنيسة يوفر لنا فرصة للتأمل في نواحی عديدة من حياتنا، فنستطيع أن نؤكد أن الله الذي حول الأرض الخربة إلى أيقونة جميلة تحدث بمجد الله وقدرته قد جعل من الطبيعة أيقونة جميلة، والقديسين الممتلئون بالنور السماوي المشتعلون بنار الحب الإلهي هم أيقونة حب حقيقي الله، لذلك فإن من واجبنا أن نحافظ على هذه الطبيعة الأيقونة الجميلة التي خلقها الله، كما يجب علينا أن نتذكر أن الله قد أعطانا لمعرفته الكتاب المقدس حتى نستطيع أن نؤكد أن الكتاب المقدس هو فعلا أيقونة رائعة لمعرفة الله .. لذلك يتعين علينا أن نبحر في هذه الأيقونة من خلال القراءة والدرس حتى نستطيع الوصول إلى معرفة الله وعشرته.
لذا فالأيقونة الجميلة في الكنيسة تستمد جمالها من روح الله القادر أن يجعلنا أهلا لأن نكون أعضاء مباركين في جسده الطاهر.
له كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
كما يمكنك ان تقرأ أيضا الأيقونة القبطية