أخنوخ

 

“وَعَاشَ يَارَدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَخْنُوخَ. وَعَاشَ يَارَدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارَدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ.وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.” (تك 5 : 18-25)

وهكذا نرى أن هناك نسلين لآدم. نسل قايين ونسل شيث. هل تعلم ماذا يمثلان هذان النسلان؟ إنهما يمثلان مجموعتين من الناس في العالم؛ من عهد آدم الى اليوم. في نظر الله هناك مجموعتان من الناس. فالله لا يرى فرقًا بين الخطية السوداء والخطية البيضاء؛ بين رجل وامرأة؛ بين غني وفقير؛ إن الله ليس متحيزاً. إلا أن الله يفصل الناس في مجموعتين. فهناك مجموعة تؤمن بكلمة الله؛ والأخرى لا تؤمن بها. هناك من يعرفون الله وهناك الذين لا يعرفونه. هناك الذين يسلكون في طريق النور؛ وهناك من يسلكون في طريق الظلمة. هناك من سيُغْفْر لهم ؛ وآخرون لن يُغْفَر لهم. فكل من يؤمن بالله ويختار طريق البر الذي أسسه؛ سيخلص وينال حياة أبدية؛ كما خلص شيث وعائلته. ومن لا يختار طريق الله للبر، سيهلك كما هلك قايين وعائلته.

تقول كلمة الله أن آدم عاش تسعمائة وثلاثين عامًَا؛. ومات بعد ذلك. ففي هذه الأيام الأولى؛ كان الناس يعيشون سنينًا طويلة؛ ولكن في النهاية يموتون مثل كل الناس. لقد مات آدم وحواء كما قال الله. إلا أنه عندما خلق الله آدم وحواء؛ لم تكن إرادة الله أن يموتا على الأقل روحيًا ؛ بل أن يعيشا. لماذا إذَا مات آدم وحواء؟ لقد ماتا لأنهما ارتكبا الخطية؛ والخطية تؤدي الى الموت.

وُلِد أخنوخ في الخطية. لكن عندما بلغ أخنوخ الخامسة والستين من عمره؛ تاب عن خطاياه؛ وحول نظره إلى الله؛ وآمن بوعد الله بمجيء مخلّص إلى العالم ليموت كذبيحة من أجل خطايانا. وقد عبر لله عن إيمانه؛ بتقديمه لله ذبيحةً ككفارة للخطية. وهكذا حسب الله إيمان أخنوخ براً؛ وغفر له خطاياه؛ وطهّر قلبه من الخطية. إذ تقول كلمة الله: “وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.” (تك5: 22).

قيل أن أخنوخ هو أول رجل اتقن مهنة الخياطة؛ وعلمَ الناس كيف يقطعون الجلود لتكون ملابس لهم؛ ويُقال أنه أول من علَّمٌ الناس كيف يصنعون الأحذية لتحمي أقدامهم؛ ويُقال أيضًا أنه أول من أتقن الكتابة و علّمّ الناس القراءة والكتابة .

أيضًا هناك قصة تُروى عن أخنوخ: و آن ملاك الموت عقد مُعاهدة معه وطلب أخنوخ من ملاك الموت ثلاثة طلبات :

الطلبة الأولى : أن يموت ثم يعود إلى الحياة مرة أخرى حتى يستطيع أن يصف للناس ما هو الموت.

والطلبة الثانية: أن يرى مصير الأشرار بعد الموت حتى يقول للناس إلى أي مدى يُعاقَب الأشرار حتى يُحَذِر الناس من الشر الذي يفعلونة، وقد حقق الملاك هذين المطلبين

الطلبة الثالثة: أن يسمح له الملاك برؤية الفردوس ليرى ما يتمتع به الأبرار»؛ وعندما سمح لهُ أن يُلقَي نظرة على الفردوس لم يعد إلى الأرض ثانية.

فاصل

من كتاب تاريخ بني إسرائيل – الراهب أولوجيوس البرموسي

فاصل

شيث تاريخ العهد القديم متوشالح

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى