القديس هورسيسيوس
تتلمذ على يدي باخوميوس الذي أحبه جداً من أجل اتضاعه ونموه، حتى أنه أقامه رئيساً على دير شينوفسكيا وكان لم يزل صغيراً في عمره.
عيَّن القديس باخوميوس قبل انتقاله بترونيوس ليكون خلفاً له في قيادة الشركة. وقد عاش بترونيوس شهرين فقط (وقيل 13 يوما فقط) بعد ذلك ثم انتقل في 346م. فتولى القيادة هورسیسیوس وقد ازدهرت الحياة الرهبانية على يديه ازدهاراً كبيراً.
و في ۳۵۰م عندما ثارت بعض الصعوبات في داخل الشركة و أراد بعض رؤساء أديرة الشركة الانفصال عنه والاستقلال بأديرتهم. حزن هورسیسیوس وجاهد في الصلاة بدموع معاتباً الرب إنه لم يكن يريد الرئاسة قط، فأراه الرب رؤية فهم منها أنه يسلم الرئاسة لتادرس، ففرح جداً لأنه كان يحب تادرس من أجل اتضاعه. فتقاعد هو وعين تادرس في مكانه من أجل إعادة السلام والنظام.
استطاع تادرس أن يلم الشمل ويعيد الراغبين في الانفصال إلى الحظيرة مرة أخرى. وكان يستشير هورسیسیوس في كل أمر.
و بعد وفاة القديس تادرس في أبريل 368م، كتب القديس أثناسيوس إلی القديس هورسیسیوس قائلا: “لم يمت تادرس ولكنه نائم في راحة حقيقية في الرب. أنا أكتب هذا لكم جميعاً بالاشتراك، وبالأخص لك أنت يا عزيزي المحبوب أبا هورسيميوس، لكي الآن، ولأنه هو نائم، أن تقبل أنت الرعاية الكاملة وتأخذ مكانه وسط الإخوة المحبوبين. لأنه عندما كان تادرس عائشا كنتما أنتما الاثنان كرجل واحد.
و صار هورسیسیوس مرة ثانية أبا للشركة (للكينونيون Koinonia).
نشر كل من W.E.Cnm و A.Ehrhard رسالة للقديس ثيوفيلس بابا الإسكندرية إلى هورسیسیوس تحوي تفاصيل هامة عن ليتورجية أسبوع الآلام في الإسكندرية، وتقريراً عن مشاركة هورسيسيوس في الاحتفال بعيد القيامة في العاصمة المصرية. و لا يتفق W.Hengstenberg مع A.Ehrhard في اعتقاده بأصالة الرسالة إلى هورسیسیوس.
كتاباته
عظات: : خمس عظات في أسبوع الفصح، تُقال في السبت الكبير وأحد القيامة.
رسائل: تنسب له عدة رسائل بالإضافة إلى أربع رسائل إحداها أرسلها للقديس تادرس.
قوانین:
لاتزال طبعة جيروم لقوانين باخوميوس باقية كملحق لمقالة كتبها هورسیسیوس بعنوان: “تعاليم في النظام الرهباني” Doctrina de institutione Monachorin
وهي تشهد لمثالياته الرهبانية والعقائدية. كتبها في 56 فصل وفيها يرشد رهبانه إلى واجباتهم بكل دقة، حتی يرى البعض أن هذه الوثيقة تقدم نظرة عميقة لروح مؤسسات القديس باخوميوس أكثر مما تقدمه قوانین مؤسسها. ويستدل من الفصل الأخير منها على أن هورسيسيوس كتبها قبل نياحته بفترة قصيرة. وقد أشار إليها جنادیوس (9.De vir.il).
أسئلة فستوس وتيموثاوس مع إجابات هورسیسیوس حفظت في ترجمة قبطية فقط ثم ترجمت حديثا إلى الألمانية والفرنسية.
قال هورسيسيوس: “أعتقد أنه إن لم يحرس الإنسان قلبه جيدا، فسوف ينسى كل تلك الأمور التي سمعها. ثم بسبب إهماله، سيقوى عليه العدو ويصرعه”.
وقال أيضا للإخوة:
- عندما تصلون، دينوا أنفسكم مراراً قائلين: “أيها الرب الإله المبارك، كيف عشت كل هذا الزمان وأنا أجهلك؟ لم أعرف منذ صباي أنك أنت الذي كونتني في رحم أمي، وإن حياتي كانت في يديك بدون معرفتي لها”. ثم تسأله فوراً ما هي إرادته كاملة، وأن يمنحك أن تحققها”.
- يجب أن نسهر على أنفسنا وننتبه إلى تنفيذ قانون الصلاة ونقتني خوف الله سواء في الصلاة مع المجمع أو في الصلوات الخاصة أو في أي مكان، ولو كنا نسير في الطريق يجب أن تلهج باسم الله ويكون لنا شركة معه بكل قلبنا.
من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي