إينوسنت الأول

Innocent I
أسقفاً 402 – 417م

دُعي الرئاسة الكنيسة في روما في وقت كان عصيباً جداً . فقد كان أسقفاً لروما أثناء حصارها بواسطة جنود ألاريك  (408 – 410) ولكنه لم يكن حاضراً وقت أخذ المدينة ، بل كان قد ذهب إلى رافينا في محاولة فاشلة لعقد هدنة مع إمبراطور الغرب هونوریوس . عاد لي كرسيه بضعة سنوات بعد ذلك في 412 م . ترك استيلاء ألاريك على روما آثاره السيئة سواء على المسيحيين أو الوثنيين . وإن كان اينوسنت لم يتأثر ولم يشر إلى هذا الأمر سوى مرة واحدة في رسائله .

و يقدم j.Quasten  تحليلاً لدور إینوسنت في موضوع رئاسة بابا روما فيقول : “في نفس وقت استيلاء جنود الاريك على روما 410م ، وبينما كانت الكنيسة اللاتينية مرتبكة بسبب هرطقة بيلاجيوس ، في وسط هذه الظروف الصعبة أظهر إينوسنت نفسه كمدافع لا يلين عن أولية بابا روما .Primacy of the Bishop of Rome Les .
بالإضافة لاتخاذه موققا انضباطياً هاماً بخصوص : بتولية الإكليروس ، المعمودية التي يقوم بها الهراطقة (الرسالة 2 ) ، قراءة الكتب المقدسة مسحة المرضى ، سر التثبيت ( الرسالة ۲۵ ) ، أصر إينوسنت أيضا وان كان بطريقة عامة ، على طاعة جميع كنائس الغرب التابعة له لما اعتادت عليه كنيسة بطرس ، التي هي أصل جميع تلك المجتمعات المسيحية ” . ( الرسالة ۲ : ۲ و ۲ ; ۲۵ ) .

في الإصرار على نفس امتيازات كنيسة روما في علاقتها أيضا مع کنائس الإلليريكون IIlyricum (المقاطعة الرومانية في ايليريا Illyria)  القديمة وتشمل البلاد الواقعة بمحاذاة الساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي  أسس اینوسنت وكالة أو نيابة رسولية في تسالونيكي والتي عومل أسقفها في الرسائل ( ۱ و ۱۳ و ۱۷ و ۱۸ ) كنائب أو وكيل للأسقف الروماني ومطرناً على أساقفة إلليريكون .  اعتبر إينوسنت الرغبة في أن تكون لروما سلطة على تلك المنطقة التي تبعت بعدئذ الجزء الشرقي من الإمبراطورية ، رغبة شرعية استاندا على حقيقة أن روما هي التي بشرت کناس إلليريكون . 

لم يكن اينوسنت مكتفيا بالتدخل في شئون الكنائس اللاتينية فقط ، فعندما أخبره ثيئوفيلس الإسكندري بعزل ذهبي الفم ، وبعد أن استلم تظلماً من ذهبي الفم رفض أن يقطع الشركة مع أسقف القسطنطينية المعزول بل دافع عن حقوقه وسلطاته بالرجوع إلى تشريع نيقية بخصوص ترتیب أولية الكراسي الرسولية ( الرسالة ۷:۳ ) ۔  وعندما قوبل طلبه بانعقاد مجمع مسکوني بالرفض ، قطع الشركة مع الإسكندرية و أنطاكية . وقد أعاد الشركة مع أنطاكية في 413 م (الرسالة ۱۹ ) ولكن مع التركيز على أولية روما في رسالة أخرى (الرسالة 24 ) بمقارنة – إلى حد ما – وضع أنطاكية مع وضع تسالونيكي . أما إعادة الشركة مع الإسكندرية و القسطنطينية فقد تمت في وقت لاحق . 

أيد بقوة القديس جيروم و أوستوکیوم وابنة أختها باولا الصغرى ، اللتين كانتا من النبيلات المتبتلات عائشين في عزلة تحت إرشاد جیروم الروحي ، عندما هوجم دیرهن . 

انتقد اینوسنت عدم تدخل يوحنا أسقف أورشليم وفشله في وقف هذا الإعتداء

أعماله

+ الرسائل البابوية : خلف لنا بنوسنت مجموعة صغيرة منها . 

  • 36 من رسائله مازالت باقية . وهي تكوَّن المصدر الأساسي الذي يمدنا بمعلومات عنه
  • الرسالة إلى ديسينتيوس أسقف جوبيو في أمبريا وضعها في 416 م ( الرسالة 25 ) في تطور فنون ليتورجيا الرومانية ، وتشهد نفس الرسالة علی سر مسحة المرضى وبتولية الإكليروس ، وتميز بين سر التثبيت وسر العماد.
  • ورسائل أخرى لأساقفة غربيين تتعلق بتأييد امتياز البابوية: لأن كل الكنائس الغربية تدين بإشائها إلى بطرس وخلفائه لذلك ينبغي أن تحفظ العادات الليتورجية الرومانية ، والخلافات الكبيرة يرجع النظر فيها إلى روما . وبالمثل الامتيازات الرومانية تسري على بلاد Ilyricum الشرق ، التي وقع تحت السلطان القضائي المدني للإمبراطورية الشرقية ” . 
  • الرسالة إلى فيكتريكيوس أسقف راوین Rouen ،  وفيها طالب بان تُنظر القضايا الصغيرة في مجامع إقليمية مع عدم إهمال نفوذ كنيسة روما . أما القضايا الكبيرة فيجب الرجوع فيها دائما إلى روما للحكم النهائي . ( الرساله 5: 2-6 مع الإشارة إلى دور موسى في خر ۲۲:۱۸ )
  • و في رسائله ( من 29- 31 ) إلى 3 أساقفة بخصوص إعادة بيلاجيوس إلي رتبته بواسطة مجمع ديوسبوليس لم يتردد اينوسنت في الإدعاء “بالسلطة الأعلى للكرسي الرسولي في المسائل العقائدية (الرسالة 30 : 2 ) مع علم الأساقفة الأفريقيين ( شمال غربي افريقيا ) بما لكرسي روما من نقود كبير ( أغسطينوس الرسالة 175: 30 ) فهم طلبوا من كنيسة روما أن تؤكد إدانتهم لبيلاجيوس لمجرد فقط أن تكون الإدانة فاعلة أيضا في ايطاليا ، ولكن فسَّر إينوسنت طلبه على أنه احتكام إلى السلطة العليا لقضائه ، وهو لذلك لك بمقتضی “سلطته الرسولية” إدانة كل من بيلاجيوس وکالیستوس وأتباعهما . وأما بخصوص قضية الخطية الأصلية ، والنعمة ، فقد ترك الباب مفتوحاً لمزيد من المناقشة مع بيلاجيوس .
  • يرىj. Qaslen أن هناك نقطتان جديرتان بالملاحظة في موضوع أولية روما ، وهاتان النقطتان تميزان كل المراسلات التي أرسلها اینوسنت .
    1- فمن ناحية يعرف كيف يغير صوته حسب مكانة الأفراد الذين يراسلهم : فمثلا إلى الأساقفة الذين تحت سلطة الحبر الروماني يتكلم كرئيس مباشر مُعطيا أوامر بسلطان ويؤنب بشدة ، أما على زملائه الأساقفة فهو يجيب او يتدخل بطريقة فيها ترضية أو استمالة واسلوب سياسي . ومثلاً وأضحا في هذا الخصوص في الفرق بين الرسالة المكتوبة لأسقف تسالونیکی  و الرسائل التي كتبها إلى أنطاكية ككرسي رسولي أخر .
    ٢. من ناحية أخرى تبريره لأولية روما يختلف في كل مرة
    – يستند اينوسنت في المقام الأول على التقليد الروماني الذي طبقاً له يكون أسقف روما هو وريث بطرس أمير الرسل ،  وهو لك له الأهتمام بكل الكنائس .
    – وحسب المناسبة ، هو أيضا يستند على تشريع مجمعي أي على قوانين نيقية حسب ما فُهمت في روما ( رسالة ۵ : ۲ و ۷ :  ۳ و ۱۰:۱۷ و24: 1 و ۳۹ ) . وبالإضافة إلى كل هذا لا يجب أن نستبعد في إينوسنت تأثير فكرة Roma aeterna أي روما الخالدة.

فاصل

القديس جيروم (إيرنيموس)

الكنيسة الجامعة

القديس أغسطينوس أسقف هيبو

الآباء الغربيون قبل وبعد نيقية

تاريخ الكنيسة

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى