برديصان

 

كاتب سرياني يعتبر عادة من الغنوسيين. ولد في إدیسّا (الرها) بالقرب من نهر ديصان لذلك سمى “ابن ديصان” (حيث أن كلمة “بر” بالسريانية تعني ابن).

و يعتبر من أبرز الذين يمثلون الكنيسة المبكرة في إديسا. كان صديقاً للبلاط الملكي، وبصفة خاصة للملك أبجر التاسع ملك إديسا الذي كان زميلا له في الدراسة. كان فيلسوفاً يكتب باليونانية والسريانية وشاعراً متمكناً ودرس أيضا علم الفلك وتبحر فيه.

و صار مسيحياً ورسم شماساً (وربما قساً). يخبرنا القديس إبيفانيوس: أن بردیصان مؤسس لشيعة البرديصانيين كان الحظ لسقوطه مع أتباع فالنتينوس، ومن شرورهم استوحي و استمد تعاليمه الذميمة. وهو أيضا زاد عليها كثير من المباديء والآراء الفاسدة؛ فقد رفض قيامة الأموات، وهكذا کون عقائد لشيعته. ولكنه قبل الناموس والأنبياء والعهد القديم والعهد الجديد و أيضا بعض من الأسفار المزيفة .

من قبل أن يقبل الإيمان كان مهتماً بدراسة علم الفلك واستمر في ذلك حتى بعد قبوله الإيمان فاشتغل بالتنجيم، إذ لم يستطع أن ينفض عنه سحر النجوم القديم أو يتخلى عن حبه الشديد في أن يلبس الأفكار أشكالاً أسطورية. وقد أدى ذلك إلى اعتباره ليس فقط غير أرثوذكسي بل وأيضا هرطوقياً. ويقول عنه يوسابيوس إنه لم يستطع أن ينقي نفسه من خبائث وثنيته القديمة. وقد وعظه عقّي أسقف الرها دون جدوى ومن ثم قام بحرمة.

 اختلف المؤرخون في أمر بدعته فقال بعضهم إنه اعتقد في أكثر من إله. وقال آخرون إنه قال بثلاث ذوات أو طبائع وأربعة كائنات صارت 366 عالماً وكائناً، وإن الله لم يكلم موسی والأنبياء إنما هو رئيس الملائكة، وان مريم لم تلد جسداً قابلاً للموت لكن نفساً نيرة اتخذت شكلاً جسدياً. وقال البعض إنه كان يقول بأصلين إله الخير وهو النور وإله الشر وهو الظلام. وهكذا أنشأ شيعة عرفت بإسمه واعتنق عقيدة من الممكن أن تكون وسطاً بين الغنوسيين والكنيسة، وهو أمر يتمشى مع أحداث حياته.

و في باديء أمره كتب مقالات ضد الهرطقات، ولكنه عاد وانحرف في  معتقدات ماركيون وفالنتينوس الفاسدة. فكان مثلا  يسمي الشمس أب الحياة و القمر أم الحياة، ويزعم أن أم الحياة في كل شهر تخلع النور لباسها وتدخل إلى أبي الحياة ونتيجة اجتماعهما تلد أولاذا يمدون العالم السفلى بالنمو والزيادة.

كانت شهرته أساساً أنه أول من ألف ألحاناً و أناشيد نثرية ليضمن انتشار عقائده في وسط الناس.

 ألف150 نشيداً على نسق المزامير وألف لها ألحاناً جذبت بعذوبتها الفتيان والشابات وضمنها آراءه الغنوسية الفاسدة. من هذه الألحان لم يتبق إلا القليل تم تجميعها مما اقتطفه القديس أفرام ۳۷۳م، الذي كان معارضاً شديداً لبرديصان وتلاميذه. ولكنه استخدم ببساطة نفس الطريقة التي أستخدمها بنجاح، خصمه بردیصان.

ومن القليل النادر الذي مازال موجودا من أعماله:

  • شرائع البلدان: حوار عن القدر موجود بالسريانية أملاه قبل ضلاله لتلميذه فيلبس، هذا الحوار هو بين بردیصان وتلميذه المدعو أفيدا أو “عويذا”. وهو موجه إلى القيصر أنطونيوس الحمصي، كتبه ۱۹۷م ويقول البعض ۲۲۰م في ۳۲ صفحة. ويعتبر أول كتاب سرياني في الفلسفة في الدور المسيحي، وهو أيضا الوحيد الباقي من مؤلفاته، ويعترف فيه بوحدانية الله.
  •  ضد الماركيونيين كتبه في صورة حوار ضدهم وضد قادة آخرين لهم آراء هرطوقية متنوعة.
  •  ينسب ابن أبي يعقوب العربي في قائمة كتابه “الفهرست” في نهاية القرن العاشر، ثلاثة أعمال أخرى لبرديصان: أحدها يتناول النور والظلمة، والثاني الطبيعة الروحية للحق، والثالث المتحرك والغير متحرك”.
  •  نسب إليه البعض مزامير سليمان وهي ٤۲ مزمور لا أثر للبدعة فيها، وتتميز بسمو الإنشاء السرياني وعمق المعاني.
  •  أعد القديس مار أفرام السرياني 56 تسبحة ضد الهرطقات، وكان هدفها تفنيد عقائد ماركيون وبردیصان وماني.
  • وأخبرنا مار أفرام أن برديصان كان من أهل الزهو تياها في نفسه مشغوفا بالأبهة.
  • حاول أن يوفق بين العقيدة المسيحية وعلم التنجيم بمفاهيمه المنتشرة في البيئة الثقافية الوثنية.

 

  • ألف کتباً عن الفلك بقي منها شذرة واحدة فقط، نوه عنها جرجس أسقف العرب.

فاصل

 من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي

فاصل

ميليتو 

الكنيسة الجامعة

هرمونيوس

آباء وكتاب أنطاكية وسوريا
تاريخ الكنيسة

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى