برودنتيوس
Prudentius
وُلد 348م
من أوائل شعراء المسيحية في العصور المبكرة، ولد في شمال أسبانيا.
ينم اسمه وتعليمه ووظيفته عن أنه ينتمي إلى أسرة طيبة وشريفة.
تعلم البلاغة والقانون، وتظهر أشعاره معرفة تامة بالشعر الكلاسيكي اللاتيني، خاصة أشعار فيرجيل، أوفيد، هوراس وجوفينال. ويبدو أنه على معرفة بقليل من اليونانية ولكنه يجهل العبرية. وحسب عادة قديمة في الأدب اللاتيني فقد وضع عناوین أعماله باليونانية.
من المحتمل أن تكون أسرته أصلاً مسيحية لأنه لم يأت بذكر أنه تحول إلى المسيحية. و يتحدث عن حياته المبكرة ذاكرا أنها تلوثت ببعض الخطايا. ولابد أنه كان في مكانة مرموقة، إذ أنه بعد أن مارس المحاماه تقلد مرتين عملاً هاماً في الدولة. وأخيرا ارتفع إلى وظيفة عالية في بلاط الإمبراطور.
قام برحلة إلى روما في الفترة ما بين 401-403م، وكان لها تأثير عميق في حياته، وباعث للإلهام في كتابة أشعاره.
و في آخر أيامه تغيرت حياته تحت تأثيرات دينية عميقة فاعتزل الحياة العامة، عازفاً عن الأمور الدنيوية بعد أن أدرك تفاهتها.
يبدو من بعض تعبيراته أنه التحق بمجتمع ديني، ولم تعد له أية نقود ليتصدق بها على المساكين، فكان شعره هو التقدمة الوحيدة التي يستطيع أن يقدمها.
كرس حياته لكتابة الشعر وللصلاة هادفاً إلى نشر معرفة مسيحية صحيحة بين الطبقات المتعلمة. أو مثل “Pindar مسيحي” يتغنی بانتصارات الشهداء في أعيادهم وهكذا يكرمهم أعظم تكريم. (Pindar هو شاعر إغريقي خلد خاصة لقصائده المغناه).
استخدمت قصائده الترتيلية بعد ذلك في خدمات العبادة في الكنيسة الأسبانية.
لا توجد أية معلومات عنه بعد عام 405 م. ونجهل سنة وفاته.
کتب برودنتیوس في مقدمة المجموعة التي تحوي أعماله (أصدرها في 405م)، والتي رتبها هو نفسه، مقدماً المفتاح للدخول إلى روح كتاباته بتلميح دقيق لما تحويه هذه الكتابات: و الآن في نهاية حياتي، نفسي الخاطئة تحرر ذاتها من الحماقة، وعلى الأقل بصوتها، إن كانت لم تعد قادرة بأعمالها، ترفع تمجيدها لله نهارا وليلاً بلا توقف. سأغني للرب بالتراتيل، سأقاوم الهرطقات و أشرح إيمان الكنيسة الجامعة، سوف أهدم هياكل الوثنيين، وسوف أضع أوثانك للموت يا روما. وسأهدي قصائدي للشهداء، و أمجد الرسل.
(45-34.Praefatio,v “المقدمة”).
الشعر المسيحي اللاتيني في الجيل العظيم الذي لأمبروسيوس وأغسطينوس وجيروم، وصل إلى قمة تعبيره عن نفسه في برودنتیوس. ويعتبره البعض أمير الشعر المسيحي.
كتب عنه Isidore of Seville في بداية القرن السابع: “برودنتیوس الحلو الذي لا نظير لفمه، العظيم جداً، المشهور جدا لأجل مؤلفاته الشعرية المتنوعة”
أعماله
تتصف أعماله بصفة مميزة جداً ألا وهي التنوع.
كل القصائد لها قيمة أدبية عالية. كتبت في معظمها بلاتينية كلاسيكية جيدة. احتوت على العديد من الكلمات الجديدة تفي باحتياجات الكنيسة، وفيها لمسة من الأشكال القديمة وكلمات تميز تلك الفترة من الزمن. وأعماله الباقية هي:
أعمال غنائية (ترتيلية):
- Cathemerinon مجموعة ألحان أو ترانيم تناسب ساعات النهار المختلفة وفصول السنة الليتورجية.
- Peristephanon 14 قصيدة غنائية في تكريم الشهداء.
أعمال دفاعية:
- Apothesis انتصار الطبيعة البشرية في يسوع المسيح: يبدأ باعتراف مختصر بسر الثالوث، ويحوي أيضا دحض للهرطقات مثل السابيلية (الأبيات ۱-۱۷۷). ثم التركيز على تمايز الأقانيم في الله الواحد (الأبيات ۱۷۸-۳۲۰). ضد اليهود الذين لم يعرفوا المسيا بينما قبله الوثنيون (الأبيات ۳۲۱-551). وضد الهراطقة الذين يعتبرون المسيح مجرد إنسان، أكد برودنتیوس لاهوته بالأدلة الكتابية (الأبيات ۵۵۲-۷۸۱). وضد أولئك القائلين بأن كل النفوس هي ذرات إلهية (الأبيات ۷۸۲-۹۰۲). ثم أخيرا ركز على أولئك الذين ينكرون الطبيعة الإنسانية للمسيح ويعتبرونها خيالا (الأبيات 953 – 1058)
- Hamartigenia قصيدة في أصل الشر: 966 بيت على الوزن السداسي، ويذكر أن أصل الشر في العالم هو كبرياء الملاك الذي سقط. وأجاب على السؤال: لماذا يسمح الله بالخطية، بأن ذلك سببه هو حرية إرادة الإنسان.
- ضد سيماخوس Contra Symmachum: كتابان، في شعر، كتبهما بعد مرور حوالي ۲۰ سنة على المناظرة الجريئة بين السيناتور الوثني القوي سيماخوس، والأسقف المسيحي القوي أيضا القديس أمبروسيوس. وهاجم فيه الديانات الوثنية.
- كتب عدة قصائد لمقاومة تأثير الغزاة الوثنيين.
أعمال رمزية:
- المعركة الروحيةPsychomachia : يقدم في المقدمة تطبيقا رمزيا: استطاع إبراهيم بمساعدة عبيده ال۳۱۸ أن يحرر لوطا، ثم باركه ملكي صادق، ثم رزق بإسحق؛ وهكذا الإنسان المسيحي بمساعدة صليب المسيح يسوع يحرر نفسه، فينال بركة المسيح، ويلد أعمالا صالحة. (يذكر نفس الشيء كاتب رسالة برناباس ۱۳۸م)
- Dittochaeo “الغذاء المزدوج” من العهدين؟: هذا هو أكثر كتاباته غرابة ويصعب تفسير عنوانه، بالكاد نستطيع أن نعتبره شعرا. يتكون من 49 مجموعة كل منها 4 أبيات سداسية الوزن، تتناول مشاهد من العهدين القديم والجديد (۲۶ من القديم، و۲۵ من الجديد).
الكنيسة الجامعة | |||
الآباء الغربيون قبل وبعد نيقية |
|||
تاريخ الكنيسة |