فينسنت الليرينسي
هو راهب وكاهن مشهور في فرنسا في القرن الخامس . و من أفضل الكتاب الرهبان في ليرينس .
ولد في فرنسا ، ربما يكون أخا لأسقف Troyes واسمه لوب Loup. و بدأ حياته جنديا ثم تقاعد وانسحب إلى ليرينس حيث سيم هناك كاهنا التصقا بالدير . لا يعرف عن حياته الشيء الكثير سوى ما وصلنا من جناديوس في . De vir , ill . 65 [ 64 ] )
عهد إليه مع سالفيان بمهمة تعليم سالونيوس وفيرانوس ابني إفكيريوس . و يؤكد جناديوس براعته في دراسات الكتاب المقدس وتاريخ العقيدة .
اعتزل في دير في ليرين بالقرب من Antibes يعرف الآن ب Llle de St. Honorat من اسم مؤسس هذا الدير المشهور . وفيه کتب Adversus Profanas Omnium Novitates Haereticorum .Cornmonitorium تقريبا 3 سنوات بعد مجمع أفسس المسكوني الثاني أي في 434 م . وهو العمل الذي يصفه جناديوس بأنه ” الكتاب القوي جدا ” ضد الهرطقات ، وهذا العمل وحده يكفي لأن يعد فينسنت أحد الذين صاغوا أو وضعوا الخطوط الأساسية للتقليد الكنسي ذلك الذي انبثق من بوتقة عصر الآباء ، وفيه تكلم عن التقدم أو التطور العقائدي ( Dogmatic Progress ) . و يؤمن فينسنت بالتقدم العقائدي الذي يتم حسب القوانين الطبيعية للنمو هذا التقدم يشكل حقيقة تقدما وليس تغييرا في الإيمان ، لأن من صفات التقدم أن ينمو الشيء بينما يبقى هو نفس الشيء ، أما صفات التغير أن يتغير الشيء إلى شيء آخر . لذلك فالذكاء و المعرفة والحكمة تنمو وتزيد كثيرا سواء بالنسبة للفرد أو للجماعة ، بالنسبة لشخص واحد و أيضا بالنسبة للكنيسة كلها حسب العصور والأزمان . الطبيعة الخاصة لكل واحد يجب أن تحترم ولكن المهم أن تظل العقيدة هي نفسها تماما ، لها نفس المعنى وتعبر عن نفس الفكر . ( 23.c ) ” .
يؤكد فينسنت على تقدم الكنيسة الهاديء ( المستقر في معرفة الحق ، ولكن بالطبع ، في انسجام مع القديم . مثل الإنسان في نموه أو الشجرة التي تبقى هي نفسها خلال مراحل النمو المختلفة . ( c . 23 , in Migne , vol . 50 , p . 667 s99 ) 9 : مقياس القدم للعقيدة ، الذي يطلبه فينسنت يشمل عصر الرسل ومن ثم الاتفاق مع روح وجوهر العهد الجديد .
الكنيسة الحارسة بدقة شديدة على ما أؤتمنت عليه ، لا تغير ولا تنقص ولا تزيد أي شيء منه ، وجهادها هو : .. أن تصوغ ما أخذ شكله الأول وحدوده في العصور القديمة . ۲. تقوي وتعزز ما قد صار واضحا . ٣. تحفظ ما قد ثبت وتأكد وصار له تعريفا محددا . و لذلك فهناك ثلاثة أوجه للتقدم progress تقابل هذه المهام الثلاثة : ١. تقدم في الصياغة : تقوم به الكنيسة – عندما تتحداها الهرطقات عن طريق قوانين الإيمان للمجامع المقدسة من أجل إنارة الفهم باصطلاحات جديدة ملائمة ، وينفذونها إلى الأجيال اللاحقة . ۲. تقدم في الحقائق العقائدية ، يشبه كثيرا ما يحدث في نمو الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة بينما يظل الشخص هو نفس الشخص . ٣. تقدم في الاكتساب الحاسم والنهائي للحقيقة بدون تغيير أو تشويه . أما الابتداعات فهي من عمل الهراطقة وليس المؤمنين الأرثوذكسيين .
ويؤكد فينسنت على أنه لا يكفي أن نحتكم إلى فقرات من الكتاب المقدس في الرد على الهرطقات ، إذ أن جميع الهراطقة يستندون على بعض الآيات ويفسرونها تفسيرا خاطئا ، لذلك لابد أن يفسر الكتاب المقدس حسب التقليد العام للكنيسة وقواعد الإيمان الجامع ، ولهذا ففي الكنيسة الجامعة من الضروري أن نتبع : الجامعية ، القدم ، والموافقة الإجماعية ” ( 27.c ) . ومن هنا خلص إلى المقولة الشهيرة : ” الآن نحن في الكنيسة الجامعة نفسها نتمسك بأعظم عناية بجميع ما يعتقد به الكل دائما ( في كل زمان وفي كل مكان ” . العصمة من الخطأ لا تعتمد على تعاليم حتى أشهر المعلمين مثل أوريجانوس وترتليان ، الذين من الممكن أن يضلوا ( وقد أدانهما فينسنت بالهرطقة ) ، لكن على قوانين المجامع المسكونية والإيمان العام المشترك للكنيسة الجامعة ( 19-17.c ) . كان لهذا الكتاب تأثير كبير عندما ثارت مناقشات طويلة حول طبيعة التقليد المسيحي الأصيل . في القرن 16 احتكم الروم الكاثوليك والبروتستانت و الكاثوليك القدامى والإنجليكان إلى كتاب فينسنت هذا . قليل من الكتب تمتعت بمثل هذا التأثير الطويل المدى .
في ناسوت المسيح كتب فينسنت في Commonitorium : ولكن الإيمان الذي للكنيسة الجامعة معلم بأن كلمة الله صار إنسانا أي أنه أخذ لنفسه طبيعتنا ، ليس تظاهرا أو مجرد شكل خارجي ولكن في الواقع والحقيقة .. … وفي نفس الكتاب يذكر أيضا : الله الكلمة … بينما ظل جوهره الخاص غير متغير ، وبينما اتخذ لنفسه طبيعة بشرية كاملة ، هو نفسه بالفعل كان جسدا ، هو نفسه بالفعل كان إنسانا ، هو نفسه بالفعل كان شخصيا إنسانا … لأننا لابد أن ننتبه انتباها زائدا إلى أننا نعترف ليس فقط أن المسيح واحد ولكن أنه دائما واحد … نتيجة لوحدة الشخص هذه ، فكل من تلك الصفات الخاصة بالله تنسب أيضا إلى الإنسان ، وتلك الخاصة بالجسد تنسب إلى الله … لذلك كتب من ناحية أن ابن الإنسان نزل من السماء ( يو ٣ : ۱۳ ) ، ومن ناحية أخرى أن رب المجد صلب على الأرض ( اکو ۲ : ۸ ) . دون تغير في اللاهوت أو الناسوت
كتاباته
Commonitorium التذكرة أو المذكرة Memorial ) : في كتابين تحت اسم مستعار Peregrinus . : هو بحث في علم المنهج الميثودولوجيا ” Methodology يساعد على التمييز بين إيمان الكنيسة الجامعة والهرطقات الحديثة .
يوجد معياران يحتكم إليهما المؤمن وهما الكتاب المقدس والتقليد . ولأن الكتاب المقدس من الممكن أن يحرف تفسيره ، لذلك نحن نقرأه على ضوء التقليد . : الثلاثة مقاييس التي تضمن الأرثوذكسية : الجامعية – القدم – الموافقة الإجماعية . وأهمها في رأي فينسنت هو القدم ، لابد أن نعود إلى القدم عندما لا تتوفر الجامعية .
يبدأ هذا العمل بأنه فكر في أنه من النافع ، وفقا لوصايا الكتاب المقدس ، أن يكتب مباديء تلقاها من آباء قديسين . ويستطرد فيقول أن أولئك الذين يضيفون إلى الإيمان إضافات غريبة يكونون مدانون مدى الدهر ، وهم البيلاجيون ، ومثلهم فالنتينوس ، وفوتينوس ، و أبوليناريوس وغيرهم ، وذلك بناء على تحذيرات موسى النبي ( التثنية ۱۳ : ۱-۱۱ ) . وحتى تلك المواهب الحسنة التي النسطور أو الأعمال النافعة مثل تلك التي لأبوليناريوس ضد بورفيري ، لا تستطيع أن تشفع لهم في تبرئتهم من وصمة الهرطقة . ويشرح بشيء من التفصيل كيف نشأت هرطقات فوتينوس و أبوليناريوس ونسطور ، ويشرح عقيدة الكنيسة في مقاومة هذه الهرطقات . : لكي نحفظ وديعة الإيمان حسب وصية القديس بولس لابد أن نستبعد ” الابتداعات العقائدية ( 22.c ) . : يقول أيضا إن الأرثوذكسي الحقيقي الأصيل هو ذاك الذي يحب جسد المسيح أي الكنيسة ، وهو أيضا ذاك الذي يضع حق الله قبل وفوق كل شيء ، وفوق أي سلطة فردية ، وعاطفة وعبقرية وبلاغة وفلسفة . الإضافة إلى الإيمان أو الانتقاص منه هما سيان وبالمثل يحرمهما ويدينهما الكتاب المقدس . يقدم ارائه مستشهدا ومستندا علی معلمي الكنيسة القديسين الموجودين بشخصهم في زمانه أو الذين اعتبرت كتاباتهم مصدر ثقة ، مثل القديسين البابا بطرس بطريرك الإسكندرية والبابا أثناسيوس الرسولي ، البابا ثيئوفیلس ، البابا كيرلس عمود الدين والقديس غريغوريوس النزيانزي ، القديس باسيليوس وأخيه غريغوريوس النيصي . أما من الغربيين فاستند على رسائل فيلكس ويوليوس أساقفة روما ، ومن الجنوب استند على شهادة القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة ، ومن الشمال اعتمد علي القديس أمبروسيوس أسقف ميلان . وقد اعتمد جميع الأساقفة والمطارنة بالطبع بعد مجمع أفسس 431 م ) على المباديء التي نادى بها فينسنت في هذا الكتاب ، ولاموا نسطور على افتراضاته الغير مقدسة في اعتبار نفسه أنه هو الأول والوحيد الذي فهم بحق الكتب المقدسة . في الفصول الأخيرة والتي تلخص ال commonitorium يتناول قيمة الكتاب المقدس في الكشف عن دفاع جديد لمقياس القدم ، والذي عليه ( يقصد مقياس القدم ) اعتمد حديثا مجمع أفسس في إدانة نسطور عن طريق الاقتباس من عشرة آباء لاتين ويونانيين . وقد أضاف فينسنت إلى هذا الملف نصوصا من سيكستوس الثالث وكليستين ضد نسطور .
عرف فينسنت تطورا في العقيدة من حيث الفهم والصياغة للحق العقائدي . فبدون أن تغير الكنيسة وديعة الإيمان بأي صورة ، هي تكتشف غناها بصورة أعمق وتعبر عن محتواها أو مضمونها بصورة أوضح .
منذ القرن السادس عشر ظهرت أكثر من 50 طبعة وترجمة لهذا الكتاب الهام . : ويعلق , DD Wace & WC Piercy ” على موقف كنيسة روما – مع مرور الزمن – من مباديء فينسنت فيقول : إن عملية التطور التقدم في كنيسة روما وسعت الفرق بين تعاليمها ومباديء فينسنت ، عندما وضعت عقيدة الحبل بلا دنس للأم العذراء ، ليس كمجرد رأي شرعي ، ولكن كعقيدة ، الأمر الذي لم يكن يتخيله فينسنت .
المناقشة Disputatio : كتبه ضد الهرطقات . * Obiectiones Vincentianae وقد فقد نصه ولكن غرف من كتابات بروسبير . اعتراضات علی الأغسطينية ، وقد شكل جزءا من الحوار المتعلق بأنصاف البيلاجيين في جنوب فرنسا خاصة ما يخص الجبرية وطبيعة | النعمة الإلهية . * Excerpta sanctae memoriae Vincentii Lirinensis insulae presbyteri ex universio beatae recordationis Augustini episcopi unum collecto وقد أعلن عن هذا العمل في Commonitorium . : وهو يحتوي على مقدمة وخاتمة من وضع فينسنت ، وباقي الكتاب يتكون من Summa Augustiniana أي كله من أغسطينوس ، يتعلق بتعاليمه في الثالوث ، والتجسد ، ويتفق فينسنت معه تماما في آرائه في هذا الكتاب ضد نسطور في
مقالات : عن السيدة العذراء كتب فينسنت في Commonitorium : حاشا أن يحتال أي شخص ليسلب القديسة مريم امتیازها بالنعمة الإلهية ومجدها الخاص . لأنه بالعطية الفريدة التي أعطاها لها ربنا وإلهنا وأيضا ابنها ، ينبغي أن يعترف بها أنها بكل الحق وبكل التطويب والدة الإله ” Theotokos ” . ولكن ليس بالمعنى الذي تتخيله بها هرطقة رديئة تنادي بأنها تدعى والدة الإله ليس بسبب آخر إلا لأنها ولدت إنسانا سوف يصير بعد ذلك إلها … لم تكن هكذا ، أقول ، القديسة مريم ثيئوطوكوس والدة الإله ولكن … لأن في بطنها المقدسة تشكل ( تكون هذا السر المقدس ” . ..