أنبا صموئيل أسقف أوسيم
عاش عيشة الزهد فلم يقتن لنسفه شيئاً من مقتنيات العالم، فلم يكن له سوى ثوب واحد. وكان بهي الطلعة حسن السيرة يعظ الخطاة والمرتدين عن الإيمان فيسمعون له و يطيعون قوله. وكان مع البابا الكسندروس الثاني وقت ان دعاه جابي الخراج وهو ينوي به شراً ففرا كلاهما معا فتبعهما الجابي فوجد البطريرك قد مات والقي القبض على هذا الأب، وأتي به الى عبد الله الوالي الذي أتهمه بأنه حرض البطريرك على الهروب وطلب منه ان يدفع عوضاه ألف دينار. وكان الأنبا صموئيل فقيراً لايملك قوت يومه فاعتذر الموالي بعدم قدرته على دفع المبلغ، فلم يقبل منه و سلمه الى شرطين لتعذيبه فأخذاه وقدماه الى قوم من البرابرة لهم طباع الوحوش فجذبوه وصاروا يجرونه في شوارع مصر حتى أتوا به الى باب بيعة مار جرجس وجمع كثير يجرى خلفه .
وبعد هذا العذابا عادوا يطالبونه بدفع المبلغ ولما رأوه عاجز عن تقديمه، نزعوا عنه ثوبه وألبسوه مسح شعر وعلقوه من ذراعيه وهو عريان و جميع الشعب ينظرونه وهم يضربونه بسياط من جلود البقر حتى جرى دمه على الأرض، واستمروا معه على هذه الحال اسبوعاً وكبار الموظفين يتوسطون له عند الأمير وأفهموه بأن لا يد له في هروب البطريرك حتى أطلقوه بعد ان تجرع كؤوس الآلام اشكالاً. ولاشك أن ذلك العذاب قضي عليه فلحق بآبائه.