أنا هو القيامة والحياة

 

“أنا هو القيامة والحياة” (يو11: 25)

كان الإنجيل أميناً أقصى ما يمكن في عرض الشهادة لقيامة الرب حينما قال : “وبعضهم شكوا” ( مت ۱۷:۲۸ ) . فالإنجيل يضع القيامة في موضعها الصحيح ، إنها أعلى من كل الإمكانيات البشرية حتى للتلاميذ أنفسهم !! إذ لابد للإيمان بالقيامة أن ينفتح وعي الإنسان لقبول الحياة الجديدة نفسها ، حيث الإيمان بالقيامة يكون نابعاً من قوة الله على الحياة الداخلية للإنسان.

إن حدث القيامة والإيمان بها إنما هو عمل إلهي، حركة سرية في القلب ، فعل إيمان متحرك داخلي لا يعتمد على براهین عقلية أو حسية ولا على حتى رؤية الرب نفسه بالعيان : إنما يعتمد على “الكلمة” ، كلمة الإنجيل أشد الاعتماد . فالكلمة في جوهرها هي القيامة وهي “الحياة الأبدية”.

فالقيامة عملية تحول عظمى في حياة المسيح ، نقلته من دائرة الحياة البشرية الزمنية وأدخلته في مُلكه الأبدي ، أي دائرة الحياة الأبدية الفائقة على الحياة البشرية ، من مسيح التاريخ إلى مسيح المجد الأبدي . وذلك لكي يصير منظوراً ومعلناً ومعروفاً لا لجماعة تلاميذ قليلة هم الاثنا عشر ، أو عدة الآلاف الذين رأوه وسمعوه في أيام خدمته الزمنية القصيرة على الأرض ؛ بل ليصير مستعلناً ومعروفاً لكل الناس على كل الأرض على مدى كل الدهور.

أخيراً، القيامة حدث جعل كل ما تم بالمسيح في الماضي من تعليم عن الخلاص والحياة الأبدية ، وكل ما أتمه المسيح في نفسه من أعمال الخلاص ؛ جعل كل هذا هوهو بعينه دائماً ومستمراً به وفيه الآن ومستقبلاً، لأنه قائم حي إلى أبد الآبدين .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى