إنه قد قام من الأموات

“إنه قد قام من الأموات” (مت ۷:۲۸ )

هذا هو إيمان الكنيسة كلها من مشارق الأرض إلى مغاربها.

الكنيسة دائماً تربط الصليب والآلام بالقيامة . نحن نؤمن بالموت على أساس القيامة ، ونؤمن بالقيامة على أساس الموت . ليت تعبيراتنا عن القيامة تتحول من مجرد عقيدة محفوظة إلى مفاعيل وحركة داخلية .

حالة القيامة حالة غير منظورة ولا تدخل في طبيعة المادة والجسم في زماننا هذا . القيامة هي خارج دائرة المادة ، هي ليست كالآلام والموت ، فالموت نستطيع أن نحسه الآن بالجسد ، أما القيامة فيكاد يكون من المستحيل أن نحسها بالجسد .

لذلك ، فكل اعتمادنا – حينما نتكلم عن القيامة- هو على مفاعيلها الداخلية ، على فعلها داخل كيان النفس . ذلك لأن القيامة حركة داخلية تحرك أعماق الإنسان دون أن يتحرك الجسد ، إنها تغير الكثير جداً من ذهننا ومن سلوكنا ومن أفكارنا وحديثنا دون أن يحدث شيء ظاهري على المادة.

فاعلية القيامة داخل النفس قوية جداً وعميقة جدا ً، ولكننا للأسف عشنا كل أيام حياتنا نأخذ القيامة على أنها مفهوم عقائدي وتسبحة خريستوس آنستي ، آليثوس آنستي ، ولم نحس ولم ندخل في مجال فاعلية القيامة التي تستطيع أن تغير كل معالم النفس البشرية .

” المسيح قام” معناه إننا وطئنا الموت وكسرنا الخطية . ” المسيح قام معناه أننا صارت لنا طبيعية جديدة منتصرة على العالم . 

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين