االله مصدر سعادتنا

القديس أغسطينوس

 

من لي في السماء، ومعك لا أريد شيء في الأرض” (مز 73  :25).

 – أولاً عد إلى نفسك مما هو خارج عنك، عندئذ قدم نفسك ثانية لذاك الذي خلقك. فهو مصدر كل سعادتنا وصلاحنا الكامل.
 – أن تعبد االله هو أن تحبه، وأن تشتهي أن تراه وأن تترجى وتؤمن أنك ستراه. هذا هو الشوق إلى السعادة، أن تبلغ إليه، إذ هو السعادة عينها. اسأل نفسك: إلى أي مدى يزداد حبك؟ الإجابة هي أن قلبك هو معيار تقدمك.
الآن نحن نراه بطريقة غامضة، إذ يتزايد حبنا، لكن عندئذ سنراه بوضوح.
أيها الأحباء هذا الحب لا يأتينا بمحض اختيارنا، بل بالروح القدس الذي أُعطي لنا. إذ كيف يمكننا أن نلتصق باالله ما لم يتحدث هذا إلى قلوبنا؟…
هناك لا توجد بعد خطية، ولا يوجد شيء باطل، بل سنلتصق به بالحب، ذاك الذي نئن مشتاقين إليه.
سنعيش إلى الأبد في تلك المدينة التي نورها االله، ونجد فيه تلك السعادة التي نجاهد الآن من أجلها.
–  لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته.
–  أينما توجهت نفس الإنسان فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان، حتى إن التصقت بما هو محبوب لديها. إن كان هذا المحبوب خارج االله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك… هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء، يا إلهي، خالق كل هذه الأشياء. لكن لا تدع محبة
هذه الأشياء تلتصق بنفسي. لا يوجد في هذه الأمور موضعاً للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا.

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى