اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين
“اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين” (1بط 1 :10)
الدعوة واختيار الله لنا أن نعيش بحسب الإيمان بيسوع المسيح هما أعظم هبتين يمكن لإنسان أن يحوز عليهما. فالدعوة إلهية ، وهي تخصيص من الله ، دون أن يكون لنا استحقاق لها ، لذلك أصبح كل من دُعي هو مختار فوق العادة.
وعلى الإنسان المختار أن يثبت في هذه الدعوة مهما كلفه الأمر . مع العلم إن الذي يختار دعوة الله يكون قد كسب لنفسه معيناً قادراً أن يحفظه في هذه الحياة المتقلبة ويثبته إلى النهاية في وجه تجارب وضربات العدو. هنا يعود الوحي وينبه ذهننا أن دعوه الله لنا هي نصرة على العدو والعالم وشهوات هذا الدهر، لذلك يدعونا الرسول بطرس على الثبوت في هذه الدعوة المجانية ، لأننا إن ثبتنا في دعوة الله لنا ننال رضاه ومزيداً من العطايا التي لا نستحقها.
إن المدعوين من الله يلزم أن يعرفوا أن العدو يركز عليهم ويزيد من ضرباته ، فلا نفشل ، بل نتمسك بالإقرار ، عالمين أننا موضوعون لهذا. فإذا انتبهنا أننا مرصودون من العدو ، وقد أعد لنا الفخ ليأخذنا على غرة ؛ هنا يطالبنا الإنجيل أن نجعل هذه الدعوة وهذا الاختيار موضع صلاة ، لكي يسندنا الله في ضعفنا حتى لا نزل.
وفي ثبات جهادنا في دعوة المسيح علينا أن نميز ما هو لله وما هو للشيطان ، حتى تصبح دعوة المسيح لنا واختياره غير متزعزعين ؛ بل نثبت في معرفة الله ، ووجهنا إلى أعلى ، منجذبين نحو مصيرنا في الروح . لأن مهما كانت أعمال العدو فهي زائلة ؛ أما دعوة المسيح فتبقى ثابتة ثبوت الأبد.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين