الحكمة المجانية واهبة التجديد

الأب لاكتانتتيوس


“ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3 : 1).
عظيمة جداً هي قوة الحكمة الإلهية؛ عندما تُسكب في صدر الإنسان تطرد الحماقة، مصدر كل خطية، دفعة واحدة وبصورة نهائية.
ليس لهذه الحكمة تكلفة مالية أو التزام باقتناء كتب أو ممارسة دراسة ليلية حتى نقتنيها. إنما تتحقق النتيجة المرجوة مجانًا وبسهولة وسرعة، وذلك إذا ما توفرت الأذن المفتوحة والصدر المتعطش لها…
إن ينبوع االله الغني الملآن متاح للجميع. يسطع هذا النور السماوي علي كل من له عينان.
هل استطاع أحد الفلاسفة أبداً أن يحقق مثل هذه الأمور، أو هل استطاع أن يبلغ إليها بدراسة الفلسفة؟ فإنهم مع تكريس كل حياتهم لدراسة الفلسفة لن يستطيعوا أن يقدموا أي إصلاح لدى إنسان ولا حتى لأنفسهم…
هذه الحكمة الإلهية في عظمتها لا تُمحى، بل تستر الخطايا بالفعل. من ناحية أخري فإن حفظ القليل من المباديء الإلهية قادر أن يغير الإنسان بكليته تماماً، ويجدده بخلع الإنسان العتيق، حتى أنك تراه بطريقة ملموسة لا يعود كسالف عهده

الحكمة الجهالة
ملكة تهتم بالبناء. امرأة جاهلة حمقاء.
تعد وليمة ثمينة. تدعو للملذات الباطلة.
تقدم خبرة الحياة الملوكية. تقدم العبودية للملذات. (تفسير أمثال ٩)

+++


لاقتنيك يا حكمة االله، فأتمتع بالحياة!

لاقتنيك يا حكمة االله، فأتمتع بالحياة!
لأسمع صوتك فأتمتع بحكمتك.
حكمتك هي الطعام النازل من السماء.
تشبع نفسي وترويها.
تهبني حياة فائقة،
كل كنوز العالم تتصاغر جداً أمامها.
لاقتنيك يا حكمة االله، يسوعي المحبوب!
فأحب الصلاح، وأبغض كل الشرور.
تهبني مشورة صالحة وقوة مع كرامة.
تملأ مخازن نفسي ببركاتٍ لا تفنى!
من أجلي تجسدت: وصرت إنسانًا،
التقي بك كمخلصٍ وصديقٍ شخصي.
أنت موضع سرور الآب،

جعلتني موضوع سرورك ولذتك كل يوم!
اسندني فلا انجذب إلى وليمة الجهل،
ولا أسمع لصوت غريب.
ولا أطلب ملذات زائلة،
لئلاَّ تنحدر نفسي إلى الهاوية.
اقتحم نفسي، ولتدخل إلى أعماقها.
افتح لي أبواب السماء، فادخل فيها.
لتسكن في أعماقي، واسكن أنا في سماواتك!
 أنت نصيبي وشبعي وتهليل قلبي
.

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى