الفلوس أم النفوس – رسالة فليمون
– ما رأيك … ماذا سيكون رد فعلك؟
لـو سـرق موبايلــك وكان غالى الـثمن وجديــد ووجدتـه مـع صديقك – ولما علم صـديقك بذلك، افتعل معك مشكلة وقطع علاقته بك لإحساسه بأنك قد كشفت أمره…
1- ماذا سـيكون رد فعلك… أيهما يهمك أكثر… عــودة الموبايــل أم عــودة صــديقك؟ أيهمــا كان أكثر ايلاماً لك… وهل ستسعى لعودة الموبايل أم علاقتك بصديقك…
2- لـو تخيلنـا أن هـذا الموقــف حـدث مـع أب كــاهن – خـادم – شـخص عــادى هل تتوقع اختلاف رد فعل كل منهما عن الآخر.
هل حدث مثل هذا الموقف مع شخصية كتابية مرموقة؟
حدث مثل هذا مع السيد فيلمون والعبد أنسيموس… وقد قـام معلمنا بـولس الرسول بدور المُصلح بـين الاثنين… تفحص الرسالة لـتعلم كيف قام معلمنا بولس الرسول بدورة ببراعة….
من هو فليمون
ولد بكولوسي أو ربما نشأ فيها…
ربما التقـى بمعلمنـا بـولس الرسـول فــى أفــسس.. إذ جاء الرسول إلى كولوسى، وقد أمن على يديه…
رُسم أسقفا على كولوسى.
أبفية: هى امرأة مسيحية فى كولوسى، ويحتمل أنها كانت زوجة فليمون.
أرخبس
اسـم يونانى معناه “سـيد الفـرس”، وكان عـاملاً مع فليمون وأبفيـــــةً ، والأرجح أنه كان ابناً لهما.
ويــذكر اســمه فــى الرســالة إلــى أهــل كولوسـى: “وَقُولُوا لأَرْخِبُّسَ:«انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا».” (كو 4: 17) وهــذا دليـل على أن أرخبس كانت له علاقة قوية بكنيسة كولوسي.
مكان وزمان كتابة الرسالة
كُتبـت مـن روما عام 61 – 63 ميلاديــــاً أثنـاء سـجن معلمنـا بــولس الرسـول الأول مـع رســالة كولوسى إذ:
1- ذكر الرسول عن نفسه أنه أسير (ع 1، 9)
ً 2- تحدث عن رجائـه فـى الخـروج منه طالبـاً منـه أن يعد له ً مسكنا (ع 22).
مضمون الرسالة
كــان فليمــون ســيداً غنيــاً يعــيش فــى كولوسى، وكــان أنــسيموس عبــداً عنده، وقــد سـرق أنــسيموس ســيده فليمون وهرب، ولكنــه سـُجن فــى روما، وهناك تقابل مع معلمنا بولس الرسول الذى كان أسير فى سجن روما.
وكان أنسيموس من ضمن الـذين آمنوا على يـد القـديس بولس الرسول فى سجنه بروما، رأى معلمنا بـولس أنــه بتوبـة أنـسيموس ٕواعترافــه بمـا فعل مع سـيده ينبغــى أن يرجع إلى فليمون لتكتمل توبته…
الموقــف كان صعباً لأنــه قــد يتــسبب فــى قتــل أنـسيموس، لأن الــسيد كــان مــن حقــه أن يقتــل العبــد الهارب أو يعاقبه عقاباً شديداً… خاصة لئلا يقوم العبيد الآخرين بنفس التصرف.
لكــن معلمنا بـولس كــان يريــد أن تكتمـل توبـة أنــسيموس، بإعتــذاره لــسيده عــن ما صدر منه، ومحاولة رد قيمة سرقته…
فالرسالة كلها خطاب من بولس الرسول إلى فليمون، الذى قبل الإيمان على يديه لكى يشجعه على قبول أنسيموس ليس كعبد بل كأخ…
لذلك جـاءت مقدمة الرسالة كلهـا حكمـة وحــب يفــــيض بـه معلمنا بــــولس، علــــى فليمون قبل أن يطلب منه الغفران.
أن الموضـوع حــساس وشخــــصى لأن فليمـون كـسيد له أن يـؤدب عبـده، حتى لا يقـوم عبـد آخـر بمثل هذا التصرف.
الرسالة مليئة بعبارات الحكمـة واللطف فى حديث بــولس الرسـول مـــع فليمون… لأنها تتعامل مـع أخطر قــضايا المجتمــع وهى قضية العبودية.
من هو أنسيموس
كان عبداً عند فليمون، وقد سرقه وهرب إلى روما، وهناك إلتقى بمعلمنـا بـــولس الرســول، وأمـن علــى يديـه واعتمد وتاب.
سبب كتابة الرسالة
هى رسالة شخصية، وجهها الرسـول بـولس إلـى صديقه فليمـون، مـن أجل عبـده الهـارب أنــسيموس بعــد إعترافـه وتوبته على يد معلمنا بـولس، وأرسل الرسالة مع أنسيموس يطلب فيها من فليمون أن يسامح أنسيموس.
هل تظن أن أنسيموس كان يخشى العـودة إلى سيده مرة أخرى؟
من هو العبد في ذلك العصر؟
1- كان يُعتبر مـن ضـمن المقتنيـات (كـأى قطعـة أثـاث
فى المنزل).
2- كان يحق لسيده أن يـضربه، بـل وأن يقتله بلا مساءلة.
3- لم تكـن تقـام للعبــد عنـد موته جنازة، ولا يبكى عليــه أحد.
4- كانت عقوبة السرقة تـصل للموت.
5- لم تكن لـه أى حقـوق، بل كان بلا كرامة، تهان كرامته
لأقل سبب بل وبلا سبب.
6- حـرم القـانون الرومانى العبيد مـن كافـة الحقــوق، فكانوا لا يـدخلون فى
التعداد السكانى بالرغم من أنهم كانوا يمثلون ثلث عدد السكان.
هل صيغة الرسالة أمراً أم طلب؟
أعتــاد الرســول أن يــسلك بــروح مــسيحية، لهــذا نجــده قبــل أن يـــأمر فليمـــون بـــشئ يفـــيض عليـــه بالحـــب… وبهذا يخجله من أن يرفض له طلبا..
إنــه يبـــدأ الطلـب بقــوة، إنه بالمـسيح يقـــدر أن يتجاسـر لا ليطلـب أمرا بـل ليـأمر .. لكنه يأمر بما يليق.
من وجهة نظرك ما سر لياقة هذا الطلب؟
1- إن المحبة تلزم فليمون بقبول أنسيموس
إذ ونحن بعد خطاة – مات المسيح لأجلنا… خاصة أن الذى يطلب هو بولس الرسول الأب والشيخ والأسير..
2- مركز أنسيموس الجديد
إذ صار ابنا لبولس الرسول … ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم “إنه لم يكن لأجل إخجال فليمون، ولا لإخماد غضبه، بل ليبهجه”.
3- سمات أنسيموس الجديدة:
إذ يعلن أنه لم يكن قبلاً نافعاً يخمد غضب فليمون ولكنه يستكمل الآن هو نافع
هنا مقابلة طريفة… فأنسيموس تعنى نافع… ومعلمنا بولس يريد أن يقول أنه أصبح اسما على مسمى… فالآن قد صار نافعا لك ولى، ولذلك أرسلته إليك لكى تتعرف عليه.. فإن كنت قد ذقت منه المرارة وهو غير مؤمن، فمن حقك أن تتلمس حلاوة حياته الجديدة…
4- لكي يصنع الخير أختياراً وليس كرهاً:
أنه لا يفوت الفرصة على فليمون أن يصنع الخير بإرادته، هكذا يتمثل معلمنا بولس بسيده، إذ لا يلزم الرب إنساناً على فعل الخير بل يعطيه مع حرية الإرادة إمكانية الإرادة الصالحة…
أنه بنعمته يسندنا ويسير معنا فى الطريق ولكن دون أن يقهرنا على أن نسير فى طريقة…
5- إدراك حكمة الله في ما حدث:
أولاد االله يدركون أن حياتهم مجموعة فرص يقدمها االله للانتفاع منها، فيليق بفليمون أن يسأل نفسه لماذا سمح االله أن يسرقه أنسيموس ويهرب لقد حول هروب أنسيموس فرصة لينتقل من حال العبودية الزمنى ليرتبط مع فليمون سيده برباط أبدى.
لاحظ أنه يراعى مشاعر أنسيموس فلا يقول (هرب) بل يقول “افترق عنك”.
6- بولس يفي عنه:
أننى أحسب أنسيموس كأنه نفسى.. لذلك أطلب إليك أن تقبله دون أن يرد إليك ما قد سرقه منك أو ظلمك فيه…
إنه نظيرى فأحسبنى عوضا عنه … ضامنا له وموفياً لك ما عليه، إذ يقول له: “ثم إن كان قد ظلمك بشئ أو لك عليه دين فأحسب ذلك على.”ً
هذا التعهد أكيد “أنا بولس كتبت بيدى أنا أوفى لاقول لك أنك مديون لى بنفسك أيضا… مع أنك مديون لى بحياتك إذ عرفتك طريق الحياة، لكننى أتعهد أن أفى لك بكل ما ظلمك به أنسيموس..
ماذا كنت ستفعل لو كنت مطان فليمون؟
ضع فى اعتبارك موقف فليمون كسيد وسط سادة آخرين، وموقفه من
العبيد الآخرين…
إسال نفسك
ً هل كنت يوماً غير أمين فى حياتك.. تصرفاتك… علاقاتك مع الآخرين… وقتك… دراستك… إلخ.
فى أى شئ كنت غير أمين…؟ هل ترغب فى الإصلاح.
إلى أى مدى يمكنك تصحيح هذا؟
ماذا سيكلفك هذا التصحيح؟
من المسابقة الدراسية – المرحلة الثانوية – مهرجان الكرازة 2010