اني أُسر بناموس الله

 

فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ.” (رو ۲۲:۷)

الإنسان الذي قبل الروح القدس في المعمودية واستقى الدم الإلهي واغتذي بالجسد المقدس والنعمة ، وأصبح بذلك إنساناً جديداً حائزاً على روح الحياة في المسيح ، واقتبل الإنجيل وأصبحت وصايا المسيح هي ناموس ذهنه “أما نحن فلنا فكر المسيح” وصار يهذ فيها وقد انشغل بها وتسلحت إرادته بحب المسيح وصلاحه ؛ هذا الإنسان لن تقوى عليه أخطاء الجسد بل ليس عليه دينونة بعد ولن يكون . لماذا ؟ لأن وصايا المسيح وتعاليمه هي للإنسان الجديد ليحيا ويفرح بها ويسلح إرادته بها ، وليست هي للإنسان العتيق والجسد .

فطالما الإنسان الجديد متمسك بالإنجيل أي وصايا يسوع المسيح وتعاليمه ، وقد صارت هي ناموس ذهنه ومسرة نفسه ، وتسلحت إرادته باشتهاء عمل الصلاح والسلوك في أعمال الروح ومحبة المسيح ؛ فلن تحسب عليه ضعفات الجسد ، ذلك بحسب عدل الله ورحمته. لأن الإنسان لن يرث الحياة الأبدية بأعمال الجسد ولا بالجسد جملة ، بل بالإنسان الجديد الذي تهذب بالإنجيل وفرحت إرادته بأعمال الروح وتقدست نيته من الداخل بقداسة المسيح .

نخرج من هذا أن تعاليم المسيح ووصاياه سلحت الإنسان الجديد ضد الجسد العتيق والعالم ، وأبطلت عمله وسلطانه . فقد دسنا الخطية والموت مع المسيح ولن تعود ترعبنا ، فنحن مخلصون ومفديون ومصالحون مع الله في المسيح . فلا موت ولا حياة ( أرضية ) تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع . فنحن خطاة مُبررون.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى