باركوا على الذين يضطهدونكم

 

“باركوا على الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا” (رو 14:12)

وصية المسيح : « باركوا لاعنيكم » ، هي أرفع مستوى من قول القديس بولس “باركوا ولا تلعنوا”. فالقديس بولس يطلب أن نبارك ولا نلعن ، والمسيح يطلب أن نبارك حتى الذين يلعنوننا . المسيح أغلق فمنا حتى لا تخرج منا لعنة قط ، لأنه إن كان ردنا على الذين يلعنوننا بالبركة ؛ فإلى من تخرج اللعنة ؟! المسيحي ليس له عدو ، لأن محبة الله التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا حولت العداوة فينا نحو الله والناس إلى صلح وسلام . فمن الصلح والسلام والمحبة نأخذ ونعطي .

فإن كان الإنسان الأول قد تقبل اللعنة بسبب الخطية ، وهكذا سرت فينا اللعنة وصار الإنسان ابناً لها ، فالمسيح جاء واحتمل اللعنة هذه من أجلنا على الصليب ، فصرنا أولاداً للبركة . لذلك أصبح علينا أن نبارك فقط ولا نلعن قط.

هؤلاء الذين يضطهدوننا ، علينا أن نطلب لهم الخير من الله ومع الخير كل ما هو جيد وكريم . وهكذا كان موقف المسيح تماماً من أعدائه . ولكن لا المسيح ولا القديس بولس أوضح ما وراء هذه البركة ، فهل حينما نصلي من أجلهم يكفون عن اضطهادهم ؟ لا نظن ، فإن هذا لم يكن قصد المسيح أو بولس . ولكن إننا في بركتنا وصلواتنا من أجلهم إنما نسلك بما هو حق لنا وحق علينا ، وأما هم فيسلكون بما لهم . وكل منا يجازی بحسب ما صنع . وبطرس الرسول يضع خاتمة هذه المعادلة : « إن عيُرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم » ( 1 بط 4 : 14 ) ، “وإن تألمتم من أجل البر فطوباكم “( 1 بط 14:3 ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى