تغيروا عن شكلكم (رو ۲:۱۲)
“تغيروا عن شكلكم” (رو ۲:۱۲)
الحياة المسيحية ، أي الحياة بالروح كميلاد جديد من الله ، تقوم أو تُبنى على عملية غاية في الأهمية وهي التغيير الدائم والمستمر في الطبيعة البشرية.
والله يعتبر هو المؤثر الأساسي والعامل للتغيير في صميم الطبيعة البشرية ؛ وذلك بالفعل المباشر للروح القدس ، من خلال الأسرار ، وبالعشرة اليومية : بالحب والتسبيح والشكر والاعتراف.
أما واسطة الإنسان في الحصول على التغيير المستمر بالإرادة والاجتهاد الشخصي فهي الإنجيل ، أي كلمة الله ، فهي واسطة روحية خالصة حية وفعَّالة.
ويُعتبر التغيير في الحياة المسيحية عملية أساسية ، تبدأ بها قصة الحياة مع الله ، وتستمر بواسطتها . فالتغيير عملية جذرية ، وبدون هذه العملية لا تكون بداية حياة ولا يكون استمرار في الحياة مع الله.
والتغيير في الحياة المسيحية له شقان : شق إلهي يكمل بعمل الله السري في سر الميلاد الجديد ، وهو أول وأهم عملية في الحياة المسيحية ؛ حيث يتم تغيير جوهري في خلقة الإنسان الأولى ، فيصبح الإنسان بالميلاد الثاني من فوق من الروح والماء ابناً لله عوض أن كان ابنا لآدم.
والمسيح لكي يضمن دوام هذه الحياة الجديدة وجعلها مستمدة منه ؛ أسس سراً آخرا هو سر الاغتذاء أو الأكل والشرب السريين من جسده ودمه لاستمداد قوة الحياة الجديدة منه .
والشق الإنساني هو التغيير الإرادي سواء بالفكر أو السلوك .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين