توبوا.. من له أذنان للسمع فليسمع
“توبوا … من له أذنان للسمع فليسمع” (مت 11: 15)
سؤال : ماذا يحتاج الإنسان الخاطئ ليقبل الإيمان بالمسيح ؟
الجواب : لا شيء!! فقط لا يعاند الصوت الداخلي ولا يقاوم الدعوة.
بداية سيرة الخاطئ مع الله ، هي كبداية ميت في القبر …
ليس عليه واجبات ، لأن ليس له حقوق في شيء.
إن الخاطئ الذي غرته الخطية وقتلته يبدو وكأنه بلا نفس ولا قوة على العمل ، بلا حركة في الروح ، بلا أذن للسمع . من أجل هذا جاء ابن الله ، و كلمة الله الحية ، وأرسل صوته بالإنجيل ليزرع بكلمته أذناً جديدة في النفس الميتة لتسمع الإيمان وتعيه … وحين يسمع الخاطئ صوت ابن الله يحيا ويقوم من بين الأموات !!
الخاطئ في عُرف الروح ميت! ولكن لا توجد خليقة مُدللة ومحبوبة لدى الله مثل الميت المنتن بالخطيئة !! فقد كان معروفاً عن المسيح أنه محب للعشارين والخطاة .
صوت الله قوة ليست محيية فقط بل وجاذبة أيضاً ، تستطيع أن تجذب النفس من أعماق الموت وتقيمها من قبر الشهوات وتفكها وتدفعها . هذه الأمور يستحيل على النفس أن تؤديها من ذاتها ، بل ويستحيل عليها حتى أن تتشارك فيها ولا بشيء من الجهد ، ولكنها مطالبة فقط أن لا ترفضها …
وفي اللحظة التي يتقبل فيها الخاطئ صوت الله تنزرع في نفسه الميتة أذن روحية ، حينئذ تتفاعل هذه الأذن الجديدة مع صوت الله ، والروح ينسكب في النفس خالقاً قلباً جديداً روحياً من صنع الله ، يبدأ ينبض بالإيمان والولاء للذي فداه من الموت . وحينئذ يأخذ الإنسان قوة على التحرك نحو الله والاجتهاد لإرضائه والمثابرة على حبه .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين