فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح

 

“فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رو5 : 1)

حدث ذات يوم أن دخل على إنسان معبس الوجه بدرجة أوجعت قلبي فبادرته : مالك يا فلان ؟ فبادرني ؛ مالي ؟ اسأل عن خطاياي التي صارت كالجبال فوق ظهري . أنا لا أُحسب خاطئاً وحسب بل أنا الخطية ذاتها ، فقلت له مَرحا مَرحا فأنت صرت المسيح نفسه!! لأن لا أحد قال هذا وكان هذا بالفعل إلا المسيح الذي “صار خطية لأجلنا”. فعنفني ظاناً إني أسخر منه ، فجلست معه أحكي له ماذا عمل المسيح من أجل خطاياه ، وكيف حملها جميعها كماً ونوعاً ، وما من خطية عملها إلا والمسيح حملها في جسده على الصليب ، ودفع ثمنها جميعاً وأصبحت لا وجود لها إلا في تصور الشيطان الذي استولى على نفسه ليدخله هذه الكآبة ليميته حياً. وقليلاً قليلاً انفرجت أساريره ولم أتركه إلا مبتسماً!!

وبالمقابل حدث يوم أن دخل علي أخ كان يعاني من تأنيب الضمير وصغر النفس وإحساس أليم بالاكتئاب . دخل علي فرحاً مهللاً ووجهه يطفح بالبهجة بصورة غير عادية . وما أن حياني حتى أخذ يحكي لي معجزة حياته وهي لا تزيد عن كلمة ونصف : سمع عظة دخلت أعماق قلبه وشعر أن الله يحدثه ويشير إليه ، ففي الحال انفتحت روحه على المسيح ودخلت نعمة الله قلبه ، وعندها لم يطق نفسه من الفرح ، وسكنت البهجة روحه ، ولم تعد تفارقه أبدا .

الإنسان الأول صاحب ضمير الخطية ، أعطى أذنه للشيطان فدخل وخرب . أما الأخ صاحب الأذن المفتوحة على الإنجيل فدخل المسيح ودخلت النعمة ومعها فرحة القيامة وحولت أيامه أعياداً . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى