فرح لا يُنطق به ومجيد

 

“فرح لا يُنطق به ومجید” (1بط 1: 8)

هل من يفرح بكيلة أذرة كمن يفرح بكيلو ذهب ؟ هذا هوفارق الفرح بالأرضيات إذا قيس بفرح السماويات الذي يفوق الذهب بلا قياس . لأنه ليس في الأرض كلها ما يساوي في فرحه فرح النصيب السماوي .

لقد حاول القديس بطرس أن يصف هذا الفرح فأتي بكل ما عنده من كلمات فظهرت أقل بكثير : « تبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد » . نحن كلنا نعرف فرح الأرض ، ولكن ما هو فرح السماء ؟ إنه سرور الآب بابنه الحبيب . “فقال له سيده : يا أيها العبد الصالح والأمين . كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ، ادخل إلى فرح سيدك” ( مت 25 : 21) .

ففرحتنا بالنصيب المعد هي “فرح السيد” ، وهي تقاس “بسرور الآب بابنه الحبيب ” ، شيء لا يمكن في لغتنا أن يعبر عنه . يكفي أن نكون في فرح السيد ومسرة قلبه كمسرته بابنه الحبيب ، عوض غضب الله الذي كنا نرزح تحت ثقله مدى الدهر السالف .

فرحة كفرحة الأعمى إذا انفتحت عيناه ورأى النور لأول مرة ، وفرحة الميت إذا دعاه السيد فقام من نتن القبر ليُعاين الحياة من جديد ، وفرحة المحكوم عليه بالإعدام إذا عُفي عنه وأُعطي التعويض ، وفرحة يونان عندما لفظه الحوت ، وفرحة دانيال بعد أن خرج سالماً من جب الأسود ……. ولكن هذه كلها لا تقاس بفرح السيد ومسرة قلبه لأن فرح السيد ينعكس على أولاده فلا يكفوا عن الحمد والشكر والتسبيح إلى أبد الآبدين.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى