لا تخف! لتطأ الحيَّة وتسحقها!

القديس أمبروسيوس

 

ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء” (لو 10: 19).
يشتكي كثيرون حقًا بضعف البشرية ووهنها، لكن يفوقهم جميعاً القديسان أيوب وداود بأسلوبهما المتميز. اتسم الأول بالوصول للهدف مباشرة، وبقوةٍ وحِدةٍ مع سمو الأسلوب ورفعته، ذاك الذي أثارت حفيظته الآلام الكثيرة من التجارب. بينما كان الآخر ممنونًا (يملأه الحبور والامتنان)، هادئًا ولطيفًا يؤمن
بقضيته بأكثر رقة! ومن ثم كان يعكس حقيقة حال ما أَّلم  به كإيل ليكون نموذجا يحتذى به لدى الآخرين (قابل مز 42 : 2). لا تنزعجوا أن بدا عليَّ وقد مدحتُ ذلك النبي العظيم مشبهاً إياه بحيوان مفترس! إذ يُتلى على
مسامعكم ذلك القول المأثور الذي قيل للرسل: “كونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالحمام” (مت 10: 16)…
تشبه المسيح أيضاً بالإيل لأنه جاء إلى الأرض، وداس فوقَ الحية، الشيطان، دون أن تصيب نفسه أية أذية، وكشف عقبِه له، لكنه لم يُلدغ بسمها، ومن ثم قيل له: “على الصَّل والحيات تطأ” (مز 91: 13) .
فلنكن إذن أيائل لنقدر أن ندوس الحيات. نصير أيائل أن تبعنا كلمةَ المسيح الذي يعِد الأيائل (قابل 29: 9)، ويجعلها لا تخشى لدغات الحيات، وإن جرح أحد منها عرضاً يزيل سمها بإبادة خطيتها.

+++

واجه الضيقات بفرحٍ
تطلع إلي يا ابني، فإني وسط الضيقات أعينك.
وفي وسط الظلمة أكون لك نوراً.
لا توجد ظلمة ما في العالم تقدر أن تحجب نوري عن عينيك.
كلما قاومني العالم تجد في عذوبة وجمالاً مبهراً!
في وسط الأحزان تعزياتي الإلهية تلذذ نفسك.
في وسط الصعاب قوتي تهبك نجاحاً.
في وسط الوحدة أكون لك رفيقًا، لن يسحبني منك أحد.
لتختفِ يا ابني في داخلي، فأدخل أنا في داخلك.
لتقتنني يا ابني، فاعتز بملكيتي لك.
أنا هو الرب إلهك القدير، لا أعرف للقوة حدوداً، ولا للحب حواجز.
ينابيع حبي لك لن تجف، حكمتي تدعوك بلا توقف، اقتنها.
افرح يا ابني،
واجه الحياة ببشاشة الوجه وفرح القلب.
 ضع يدك في يدي، فأنا معك كل الطريق

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى