من قال إنه ثابت فيه ينبغي أنه..
“من قال إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك ، هكذا يسلك هو أيضاً” (1یو 2 : 6)
هنا دعوة أن نعيش متمثلين بالمسيح في سلوكه الذي عاش بمقتضاه.
إن الثبوت في المسيح معناه حياة سعيدة هنية كلها تسابيح وتهاليل الليل والنهار ، وإلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس ، بنفسي اشتهيتك بالليل . أيضاً بروحي في داخلي إليك أبتكر” ( إش 8 : 26 ).
فالثبوت المتبادل هو حياة شركة ، المسيح فيها هو العامل والمُريد ، لا يجد فيها الإنسان أي فرصة للتراخي ، فالروح يشده ، والنعمة تقوده ، واسم المسيح لهجه ومسرته ، حيث يختبرشدة الله وبأسه : “في الضيقات وُجد شديداً” ( مز46: 1 ) . والرب من كل تجربة ينقذه ، وفي الأتعاب هو راحته وأنشودة نصرته . يشتهي أن يتألم من أجل اسمه ليتقدس في صليبه وتنعكس عليه نصرته وغلبته . يحلق قلبه في السماء لأن حبيبه جالس وسط ربوات ملائكته يقدمون له الخدمة . يحسب نفسه مع السمائيين فما يكف عن السجود والصلاة باكياً ، يشد من أزر المتعوبين ، ويطوف لعله يجد مسكيناً يحنو عليه ، أو فقيراً يشاركه اللقمة . يبحث عن الغرباء ويأوي الذين ليس لهم مأوى ، بعيش بلا هم ويحمل كل هم . أما نير المسيح فما استثقله يوماً قط . فرحة قلبه لا تفارقه ، ويوزع الحب على البائسين . ما كلت عيناه من قراءة الإنجيل ، وكتب الآباء هي مدخراته . يتودد إلى أعدائه ولا يئن من مضطهديه ، يبارك لاعنيه ويصلي من أجلهم . قلبه ثابت في المسيح بثبوت المسيح فيه ، بأخذ منه ويعطيه ، ولفرحه يشتهي الانطلاق فيزيده المسيح أيام وسنين.
هذا من يثبت في المسيح ومن يسلك بسلوك المسيح .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين