مُتفرج أم مشارك؟
كثيراً ما يكون فهمنا الغير كامل وغير المتفاعل مع ما يُشرح لنا سبب في عدم استفادتنا بالشئ فمثلا:
إذا نظرت إلى وجه واحد فقط من شكل هندسي مثل المكعب , لن ترى سوى شكل المربع فقط ولكن إذا تجولت بنظرك حول الشكل بالكامل , فسوف ترى ستة أوجه يكونون شكل المكعب.
لذلك إن لم تفهم ما معنى الطقوس , ولماذا وضعت هذه الطقوس , وكيف أستفيد وأتعايش معها فسوف نصبح كمن ينظر لوجه واحد من المكعب.
الطقوس
ليست صلوات وحركات بلا معنى . بل لها معنى ووضعت للإستفاده الروحية واستفادتنا الروحية تؤثر في حياتنا, لأن محور كل هذه الطقوس هو رب المجد وتوضح عمل السيد المسيح بداخلنا وفي الكنيسة، وعندما يعمل المسيح في داخلنا لا تقدر الظلمة أن تشترك معه فيطرح الخطية إلى الخارج وتقودنا للتوبة.
+ كلمة طقس جاءت من الكلمة اليونانية ( طاكسيس ) وتعني ترتيب ونظام .
لماذا وضعت لنا الكنيسة هذه الطقوس ؟ ولماذا لا تترك كل كاهن يجتهد كما يريد؟
لماذا الطقس
1- إلهنا اله نظام : ليس من الممكن أن يكون إلهنا اله نظام وتكون كنيسته غير منظمة وغير مرتبة , فالله خلق الكون بنظام . وخلق جسم الإنسان بنظام دقيق . وفي معجزة إشباع الجموع طلب من التلاميذ أن ينظموا الجموع
2- كنيستنا كنيسة واحدة لجسد واحد : كيف نكون جسد واحد ويتجه كل عضوفی اتجاه مختلف الجسد كله يتجه ويتحرك كوحدة واحدة في اتجاه واحد .
3- الطقوس لمخاطبة الإنسان ككل
الروح : غير مرئية وغير منظورة وتخاطبها الروحيات ( ما نراه بعين الإيمان)
النفس ، وهي المشاعر البشرية وتخاطبها الكنيسة ( بالألوان و الألحان )
الألوان :
– عندما تدخل إلى الكنيسة وتجدها مكللة بالسواد تعرف أنها في حالة حزن .
– عندما تدخل الكنيسة وتجدها مزينة برايات بيضاء , يصل إليك إحساس الكنيسة وشعورها بالفرح
الألحان : موسيقى الألحان تؤثر في النفس البشرية بجانب العقيدة الموجودة في كلمات الألحان فمثلاً
+ لتستمع إلى لحن أبورو ( يا ملك السلام ) نقوله في ختام صلوات البصخة المقدسة ونقول نفس كلمات اللحن ولكن بنغمة مختلفة في سر الزيجة , وقت دخول العروسين وتشعر في المرة الثانية بحالة فرح مختلفة عما تشعر به في المرة الأولى :
+ لحن كيرياليصون نقوله مرتين في القداس، وقت رفع الحمل. ونقوله بنغمة مختلفة وقت القسمة. ولكن وقت القسمة تقوله بنغمة تناسب هذا الوقت.
حين يكون الأب الكاهن يقوم بتقسيم الجسد , رمزا لألام السيد المسيح فيجب أن نقوله بنغمة الحزن لأن المسيح يتألم .
الجسد : جسد الإنسان شي مادي ملموس تخاطبه الكنيسة بأشياء مادية
– حاسة السمع : بالصلوات والقراءات .
– حاسة البصر : بالحركات الطقسية .
– حاسة الشم بالبخور .
– حاسة اللمس : مادة السر .
حاسة النطق : في صلوات الكنيسة .
وبذلك تكون الكنيسة عن طريق الطقوس خاطبت الإنسان ككل . ولا ننسى أن الصلاة بخشوع وقت القداس تؤثر في الإنسان وتزيد حالة الهدوء والمهابة ..
أخيراً …
ماذا استفيد من فهمي للطقوس ؟
ط : طريقة بسيطة لفهم وحفظ الإيمان .
ق : قادرة على تحويل من يفهمها لشخص مشارك فعال .
س : سبيل لمشاهدة السيد المسيح والتفاعل معه .
تعالوا إلى قاعدة ط . ق . م .
أولاً : ط طريقة بسيطة لفهم وحفظ الایمان
سوف نستعرض هنا مثلاً واحداً .. هل تستطيع استخراج العقائد الموجودة في لحن بشفاعة والدة الإله فقط ؟
حيث أن : بشفاعة : هي عقيدة الشفاعة .
والدة الإله : كانت موضوع مجمع مسکونی واقرها في قانون الإيمان .
مغفرة الخطايا : الغفران والتوبة والاعتراف .
نسجد لك : اعتراف بالوهية السيد المسيح
نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس : سر الثالوث .
لأنك أتيت : سر التجسد .
خلصتنا : سر الفداء .
هل ترى بساطة في تثبيت الإيمان كهذا ؟
حاول أن تبحث عن ما يشبه ذلك في القداس .
ثانياً: ق قادرة على تحويل من يفهمها إلى شخص مشارك وفعال
إن من يفهم طقوس كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يُصبح شخصاً مشاركاً وفعالاً ومتجاوب معها , ومن لا يفهمها لا يستطيع أن يتفاعل بالقدر الكافي.
لنأخذ مثالا على هذه النقطة وليكن في
أ- طقس صلوات القداس الإلهي : نجد أنها وضعت في صيغة حوار فمثلاً
+ عندما يقف الكاهن على المذبح أمام الله وخلفه يقف الشعب يصرخ الكاهن ويقول ويجازي كل واحد كحسب أعماله , نجد طقس القداس يضع لنا رد الشعب وهو يرد على ذلك ويقول : كرحمتك يارب وليس كخطايانا .
+ عندما يقول الكاهن : القدسات اللقديسين يصرخ الشعب ويقول : واحد هو الآب القدوس . واحد هو الابن القدوس . واحد هو الروح القدس.(لأن الجميع غير مستحق).
لذلك من يفهم الحكمة من ترتيب الصلوات , ومن الحركات الطقسية ومن معاني الألحان وفائدتها , يكون شخص مشارك وفعال
ثالثاً : س سبيل مشاهرة السيد المسيح والتفاعل معه .
هل تأملت في عمله ورقية قبل ذلك؟ هل رأيت العلامة المائية الموجودة بها؟ إذا نظرت لهذه العملة نظرة عادية سطحية لن ترى العلامة المائية ولكن ان وضعت هذه الورقة في الضوء سوف ترى بوضوح هذه العلامة المائية
هکذا ……… طقوس كنيستنا القبطية إذا فهمتها . سوف ترى بها صورة واضحة وصريحة للسيد المسيح له كل المجد ، سوف تجده في كل القراءات في كل الحركات الطقسية . لأن مسيحنا هو محور حياتنا وهو المركز الذي تدور حوله . وتتجه أنظارنا إليه لذلك فطقوسنا تقتادنا إلى رؤية السيد المسيح له كل المجد في كل شئ . وعندما نثبت نحوه أنظارنا دائماً سوف يؤثر علينا روحياً ويقتادنا إلى ترك الخطية والتوبة , فيصبح هو مركز حياتنا .
وهناك حركات طقسية كثيرة هدفها رؤية السيد المسيح :
– اختيار الحمل وتقميطة باللفافة ( يذكرنا بالطفل يسوع وهو مقمط في المذود ) .
– وضع الصليب على الحمل في دورة الحمل ( يذكرنا بحمل المسيح للصليب ليغفر لنا خطايانا )
– عماد الحمل ( يذكرنا بمعمودية السيد المسيح )
س 1 : لماذا يرفع الكاهن اللفافة من على الصينية بعد قبلوا بعضكم ويتركها على الكأس ؟؟
س2- لماذا في نهاية القداس وقت توزيع الأسرار على الشعب يرفعها الكاهن مرة من ناحية اليمين ويرجع إلى المذبح ، ومرة من ناحية الشمال ويرجع إلى المذبح ؟
من المسابقة الدراسية – المرحلة الجامعية – مهرجان 2011