ها ملكوت الله داخلكم
“ها ملكوت الله داخلكم” (لو ۱۷ : ۲۱)
كانت غاية المسيح من خلاص الخطاة هو أن يدخل الإنسان ملكوت الله . وكانت أمنية المسيح الكبرى : « أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني » ( يو 24:17 ) . لذلك كان محور تعاليم المخلص هو أن يأتي ملكوت الله ليحل في قلوب الناس . أُنظر كيف جعل كل صلاة نصليها نطلب فيها أن يأتي ملكوت الله : “ليأت ملكوتك” .
ملكوت الله ليس ملكوتاً زمنياً فلا نترقب مجيئه عبر الزمان ؛ هو موجود دائماً والحاجة أن نكتشفه داخلنا : « ها ملكوت الله داخلكم » . ملكوت الله ينمو في القلوب المستعدة شيئاً فشيئاً بواسطة كلمة الإنجيل إذا استطاع القلب أن يحتفظ بها ويقدسها ، بعكس القلب الجاهل : ” كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زُرع في قلبه” ( مت ۱۹:۱۳ ) .
السيد المسيح لم يهتم أبداً كيف يُرتب حياة الخاطئ عندما يتوب ، أو يُشرع قوانین مدنية ، ولا اهتم الرب كيف يُسعد الإنسان التائب بأمور الدنيا ومسرات هذا الدهر حتى يعوضه عن بؤسه السابق ، كذلك فإن المسيح لم يعد الخطاة التائبين بشيء من ملك هذا العالم بل ثبت قلب التائب نحو مُلك السماء . وأنذره أن الطريق إلى هناك ضيق وشاق ، وسيصادفه حتماً ذل وعنت واضطهاد وليس له مؤونة وتعزية على مدى سفره الطويل إلا فرحه بأن اسمه قد كُتب في سفر الحياة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين