ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل
“ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل” (لو4 : 14)
التجارب عموماً هي تفاعل حتمي بين روح الله الذي يقودنا إلى ملكوته وبين قوات الشر والظلام التي تحجزنا عن نوال نصيبنا الأسمى .
ولكن المسيح لم يتركنا لنبدأ طريق الصراع ونختمه بإمكانياتنا الهزيلة ، فالمسيح أسس لنا طريق النصرة إذ غلب رئيس هذا العالم ، رأس الشر ، قال : ” ثقوا ( تهللوا ) أنا قد غلبت العالم “، “رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء” ( يو 14 : 30 ) . فالمسيح أعطانا أن نغلب باسمه كل قوات الظلمة وأعمال الشر طالما نحن نتمسك باسمه وبالروح القدس .
المسيح غلب الشيطان لنا حتى لا ننغلب له . المسيح غلب لأنه ابن الله ، أما نحن فأعطانا أن نغلب لأننا صرنا أبناء الله فيه.
فالنصرة على الشيطان وقوى الشر هي بالدرجة الأولى علامة اختيار وتبني في المسيح وبالمسيح ، وأننا صرنا مكتوبين مع المختارين في السماء للخلاص ، وليس لمجرد السيادة على الشيطان .
لذلك فهو أعطانا سلطاناً أن ندوس كل قوة العدو لا لنفرح ونتباهی بقوتنا ؛ بل بالحري لكي لا نخاف منه حتى لا ننهزم لأوهامه وأباطيله ، فيسقطنا من سيادتنا ونصرتنا التي لنا بالمسيح ويحرمنا من خلاصنا واختيارنا الأبدي.
لقد أُعطي لنا أن نهزم الشيطان ليسود ملكوت الله ، وأن نُخرج الشيطان ليسكن الروح القدس ، وأن ندوس كل قوة العدو لتسود قوة الروح القدس على كل حياتنا .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين