وشعب سوف يُخلق يُسبح الرب
“وشعب سوف يُخلق يُسبح الرب” (مز ۱۸:۱۰۲)
ربما قد يصعب الاستطالة في الصلاة ، ولكن التسبيح والترتيل ليس لهما حدود لأنهما بهجة للقلب والفكر ودواء للقلق والملل ، وإن كانت الصلاة تُحسب خدمة روحية ، فالتسبيح والترتيل هو تقديس وتمجيد بشبه خدمة الملائكة.
العهد القديم كله قائم على تسابيح الله . فما من سفر من الأسفار إلا ويحض على تسبيح الله على كل حال وفي كل حال ومن أجل كل حال . وسفر المزامير كله سفر تسابيح وتهليل لله في كل الظروف ؛ حزينة كانت كاعتراف وتذلل، أو فرحة كتمجيد وشكر يدوم.
وقد انتقلت هذه الروح بأكثر قوة وأكثر سبباً للعهد الجديد ، فنحن الذين قيل عنا : « وشعب سوف يُخلق يُسبح الرب » (مز ۱۸:۱۰۲).
والرسول بولس في رسالته لأهل أفسس يوصي : « مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب » ( 5: 19 ) . وفي رسالة كولوسي : «لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى ، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ، بنعمة ، مترنمين في قلوبكم للرب » ( 16:3).
وهكذا جعل الله الحياة المسيحية وقد صارت ترنيمة وأنشودة من أولها لآخرها هو فيها الألف والياء . والأسرة التي تخلو الحياة فيها من التسبيح والترنيم تكون قد قصرت في حق الله وحق إسعاد أولادها.
السماء ترتل بأصوات ملائكية ، فكيف تصمت الأرض وقد حل فيها من سبحه الملائكة ؟؟
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين