وغرور الغنى … يدخل ويخنق الكلمة فتصير بلا ثمر

 

“وغرور الغنى … يدخل ويخنق الكلمة فتصير بلا ثمر” (مر4 : 18 ،19 )

غرور الغني تعني ” مخادعات ” ، ” أباطيل ” ، ” فخاخ” حيث يُقتص فيها غير الحكماء لأن فيها نوع من التعة الغاشة الكاذبة .

لاحظ أن الرب يفرق هنا بين الغنى وغرور الغنى . فأن يصبح الغنى مصدر غرور الإنسان يكون معناه أن المال قد انتقل من يد الله ليد الشيطان ، بمعنى أن يجد الإنسان في المال قوة وسنداً ليتعالى على الآخرين . فأين توجد عند ذلك الشخص كلمة الله والرب يقول : « ما أعسر دخول ذوي الأموال ملكوت الله » ، “مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله” ( مر 10 : 25 ) .

وكما أن الشوك غريم لحبة الحنطة ؛ هكذا المال غريم لكلمة الله لا يأبه بها ، لا يحترمها ، يتحداها ، يقتلها لأنها هي أيضاً أعدى أعداء الشوك . فكلمة الله جاءت لتقتلع اللعنة من الأرض لتحرقها من قلب الإنسان!

فقل لي يا صديق الرب : كيف يقتني الإنسان كلمة الله والمال معاً؟! وهل يمكن أن تثمر كلمة الله في قلب يقول : “إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء” ؟ مع أنه في واقع وحقيقة حاله كما يقول سفر الرؤيا : « أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعریان » ( رؤ 3 : 17 ) . هكذا يتصور الفني المغرور بغناه أنه فعلاً قد استغنى ولا حاجة له لشيء وهو في حقيقة حاله فقير وبائس وأعمى وعريان ..  وهكذا يزيف المال حقيقة حال الإنسان المغرور بغناه ، فيتصور له أنه قد استغني وهو في حقيقته فقير مُعدم بل وأعمى وعریان.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى