يجب ان الذي

 

 “يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه” (عب 6:11 )

لا جديد في قولنا أن الرب يملأ الوجود ؛ هذا الإيمان تحصيل حاصل ، ولكن الثقة واليقينية والتمسك بوجوده تجعله فعلاً موجوداً لمن يطلبه ” الرب معكم ما كنتم معه ، وإن طلبتموه يوجد لكم ، وإن تركتموه يترككم” ( ۲ أخ ۲:۱۵ ) . هذه حقيقة هامة جداً في الإيمان بالمسيح . فبمجرد النداء باسم الرب ، إن في ضيق أو المسير في الظلمة أو مواجهة الأخطار يكون المسيح رهن النداء باسمه .

إن مجرد الإحساس بغياب الرب بسبب خطية ما ، كالكذب ، يربك حياتنا وتدق قلوبنا منذرة أن شيئاً خطيراً ومميتاً قد حدث ، فيكون الندم وسرعة التوبة حتى تحس النفس بالراحة . ففرحة الإحساس بوجود الرب تفوق أي فرحة أخرى.

والثقة بوجود الرب تجعل للإنسان قلب أسد ، لا يهاب مفازع الدنيا وأهوالها . فوجود الرب في حياتنا تأمين وضمان النصرة ، بل أعظم تأمين على الحياة .

يقول الكتاب إن الإيمان بالرب إن كان حقاً من القلب ، يكون له مجازاة ، كالجندي الذي يثق برئيسه ويؤمن أنه لابد سيجازيه على أمانته . والرب يقول : ” إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي ، اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً ” . هنا الرب يُحمسنا لكي نطلب في صلواتنا ما يزيده مجداً ويزيدنا فرحاً . إنه تجاوب عجيب أن تكون مسرة الله في طلباتنا مؤكدة أنه يستجيب ، نعم يستجيب طالبيه . بهذا يزيد إيماننا بالرب وتحلو الحياة معه ، فهو أخير رفيق للسير في الطريق الذي أعده لنا . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى