يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء

 

 “يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء” (رو 15 : 1)

الأقوياء الذين يضع القديس بولس نفسه بينهم ، هم الأقوياء أخلاقياً بسبب قوة إيمانهم . ولكن هذه القوة الإيمانية فرضت عليهم مسئولية في الحال : ” فكل من أُعطي كثيراً يطالبونه بأكثره” . لذلك كم تكون الكارثة لو تخلى القوي عن مسئوليته ولم يحتمل ضعف الضعيف ؟ إنه يقتل الضعيف نفسياً حزناً وكمداً ، ويخون نعمة الله في العطاء ليعطي هو بسخاء . فإذ هو يستحوذ على عطية الله لنفسه ويتعالى ، ويجور على صاحب النصيب الأضعف!!

الإنسان القوي مفروض عليه لا أن يحتمل ضعفات الآخرين فحسب ؛ بل أن يحملها!! لأني إن كنت أحتملها فيمكن أن أحتملها في داخلي وأنا صامت في حالي لا أتحرك . ولكن أن أحملها عنه فقد صارت ضعفات أخي هي ضعفاتي أعيشها وأبذل كل جهدي لأتلافي عثرتها ، وأُرضي أخي كأني أنا الضعيف وهو القوي!!

والمسيح هو مثالنا وهو النموذج الذي به نحتذي ؛ فهو لم يحتمل خطايانا فحسب ؛ بل حملها عنا، حملها في جسده على الخشبة.

ولكن العقل والمنطق يقولان : كيف أحتمل أو أحمل ما لا قوة لي به ؟! أقول : هذا فكر جسداني . فالقوة التي تستطيع أن تحتمل هذا هي من فوق من السماء ، هي تستطيع أن ترفع الجسد فوق مستواه الجسدي ، تُحلق به في الروح لينعم بقوى الأقوياء الروحانيين حتى ولو كان الجسد في حطيط القوة فارغ العافية : “لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي” ( ۲ کو ۱۰:۱۲ ) ، كيف ؟ “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل ” ( ۲ كو ۱۲ : ۹ ) . بمعنى أنك في الحقيقة لا تحمل همَّ ضعفك إذا حملت همَّ ضعف غيرك ، لأن الله سيتكفل بضعفك من أجل ضعفه هو .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى