يذكركم بكل ما قلته لكم
“يذكركم بكل ما قلته لكم” (يو 14: 26)
المسيح كان مع التلاميذ يرونه رؤية العين ، ويسمعونه سمع الأذن ، ويلمسونه لمس اليد . يسيرون معه أينما سار، يعزيهم بكل عزاء ، يدافع عنهم كمحام ، كباركليت ، ضد الكتبة والفريسيين وكل المعاندین والأعداء. استطاع أن يمدهم بقوة وبسلطان ضد الشيطان ، بل استطاعوا أن يشفوا المرضى، ويخرجوا كل روح ضعف وسقم في الشعب. ولكن ، بالرغم من كل هذا ، قال لهم : « خير لكم أن أنطلق ( أي أترككم ) ، لأني إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي » ( يو 7:16)
قد ينسى الإنسان كل ما رآه وما سمعه ، كما نسي بطرس كل شيء ، كل تعاليمه وكل معجزاته وإقامته للموتى ، حتى تجرأ وأنكره لاعناً بقسم ! من هذه الحادثة بالذات تظهر أهمية عمل الروح القدس القصوى ، فهو يذكرنا بكل ما قاله المسيح. بدون الروح القدس نسي التلاميذ وأقرب المقربين وصايا المسيح، ولم تسعفهم كل الآيات والمعجزات التي صنعها لهم ولغيرهم .
إذن ، ما أعظم الالتصاق بالروح القدس ، وأيضا ما أخطر البعد عنه !!
الالتصاق بالروح القدس هو سر جميع الأسرار ، شبهه القديس بولس ۔ بالتصاق الرجل بالمرأة في سر الزواج ، وفي الحال انتقل ليتكلم عن الحقيقة الأولى : المسيح والكنيسة . فزواج الرجل بالمرأة هو صورة لحقيقة أولى هي علاقة المسيح بالنفس البشرية ، لأنه بالروح القدس تتحد النفس البشرية بالمسيح ليصيرا معاً روحاً واحداً .
عمل الروح القدس هو أن ينقل لنا ما للمسيح ويطبعه في حياتنا لنكون على صورة المسيح .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين