يوقظ كل صباح

 

 “يوقظ كل صباح ، يوقظ لي أذناً كالمتعلمين ، السيد الرب فتح لي أذناً وأنا لم أعاند ، إلى الوراء لم أرتد” (إش 50 : 4، 5)

الخاطئ إنسان في عُرف الروح ميت .. ولكن لا توجد خليقة مدللة لدى الله قط مثل هذا الميت المنتن بالخطية!! .. “محب للعشارين والخطاة” …

فكل خليقة في الوجود عليها أن تتحرك وتثابر لتحيا ، إلا الخاطئ ، فهو لا يُطالب من الله أن يتحرك إلى شيء ، أو يثابر على شيء إلا أن يقبل فقط صوت الله الحنون ولا يرفض دعوة حبه « والسامعون يحيون »!! ..

صوت الله قوة ، ليست محيية فقط ؛ بل وجاذبية أيضاً ، تستطيع أن تجذب النفس من أعماق الموت وتقيمها من قبر الشهوات ، هذه الأمور يستحيل على النفس أن تؤديها من ذاتها ، ولكنها طالبة فقط أن لا ترفضها ..

وحينما تتفاعل الأذن الروحية مع هذا الصوت بنجاح ، فالروح ينسكب في النفس خالقاً قلباً روحياً جديداً من صنع الله ، يبدأ في الحال ينبض بالإيمان والولاء للذي فداه من الموت وخلصه ، وحينئذ يأخذ الإنسان قوة على التحرك نحو الله والاجتهاد لإرضائه والمثابرة على حبه.

هنا تبدأ سيرة جديدة للخاطئ تجاه الله الذي دعاه واجتذبه من موت الخطية وطهره من نجاساته … هنا يصبح الخاطئ مطالباً بعد أن ذاق ذلة الموت وتذوق مجد الحياة – أن لا يعود يسير في طريق الموت ، ويبغض الإثم .

وبقدر ما طهره الله – ببر المسيح – من نجاسات الخطية القاتلة ؛ أصبح مطالباً أن يسعى في إثر القداسة للحياة مع الله بقوة الله . بل وأصبح من صميم سيرة الخاطئ ، المُطهر بالدم الإلهي ، أن يسر ويفرح ويخبر بفضل الذي دعاه من الظلمة إلى نوره العجيب . ( ابط ۲ : ۹ ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى