كتاب ملكوت الله – القمص متى المسكين

صراع ملكوت الله في الحاضر

الفصل الثالث مع «أركان هذا العالم»، و«هذا الدهر»

كيف استحق يسوع المسيح أن يكون صاحب هذا الملكوت ومدبره :

ملكوت الله في الحاضر سواء في السموات أو على الأرض قد أعطي بجملته ليسوع المسيح «دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت 28: 17). وهذا لم يأخذه المسيح خلسة، فهو منذ البدء الصورة الحية المنظورة الله المحتجب غير المدرك، إذ فيه أعلن الله نفسه قبل أن تُخلق الموجودات بجملتها ، وفيه تصورت وخُلقت كل خليقة ما موجودة في السماء أو على الأرض وكل قوة منظورة كانت أو غير منظورة، وليس فيه فقط قد خُلقت هذه بل وبواسطته أيضاً ومن أجله !! الذي هو قبل الكل، وهي لا تزال تستمد حتى الآن وجودها منه!!

-«الذي هو صورة الله غير المنظور» ،
– «بكر كل خليقة ، فإنه فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى ، سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين»،
-«الکل به وله قد خُلق» ،
– «الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» (كو1: 15-17).

وإبن الله الذي هو رأس الكل وحامل كل المدركات في نفسه، أصبح من المحتم بسبب هذه الصفات الجوهرية أن يُدفع إليه ملكوت الله بجملته. وقد هيأ المسيح نفسه في الحاضر لهذه المسئولية بالإضافة إلى ما كان له أصلاً، حتى تكمل أولويته لكل خليقة ورئاسته لكل نظام ما في الوجود. لذلك فإنه تجسد لكي حينما يعطي الكنيسة هذا الجسد يصير رأس الكنيسة التي هي جسده أي نحن، وكذلك فإنه قام من الأموات فصار بذلك بكر القيامة ورأس القائمين من الموت، ولما قام بالجسد ممجّداً صار باكورة الخليقة الجديدة للإنسان، التي خلقها في نفسه و بنفسه، فصار المسيح بالنسبة للبشرية المصدر الذي تستمد منه حياتها الجديدة كخليقة روحانية الله، وبهذه الخليقة الجديدة التي بالمسيح وفي المسيح استطاعت البشرية أن تستمد منه دخولها إلى ملكوت الله في النهاية : «هكذا في المسيح سيحيا الجميع، ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه» (1کو 15: 23). 

وبهذا صار يسوع المسيح ابن الله بالحقيقة الباب الحقيقي لملكوت الله والطريق الحي إليه ونقطة الوصل والإتحاد بين الخليقة الجسدانية والخليقة الروحانية، وذلك بصفته إلهاً متجسداً وبصفته فادياً عتق الإنسان من الموت الأبدي، الموت الذي كان يعطل هذا الوصل وهذا الإتحاد ويمنعه.

وبهذا كله صار كل مجد الله الكائن في كافة الخلائق المادية والروحانية لا يمكن أن يُستعلن إلا بواسطة يسوع المسيح، لأن الله من جهته لا يعلن نفسه إلا في المسيح يسوع، وفـيـه فقط يستعلن مجده، ومن جهة أخرى لا يستطيع شيء في الوجود من جهة أي خليقة أو أي نظام أن ينتمي إلى الله إلا بالمسيح يسوع لأنه حامل الكل في نفسه!

لذلك فاستلام يسوع المسيح ملكوت الله هو حسب مشيئة الله تماماً، وقد مهد له بكل حكمة وفطنة قبل الدهور وأكمله في أواخر الأيام بموته وقيامته من الأموات : حسب غنى نعمته التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك (أف 1: 7-10)

عدو المسيح الأول

ولم يكن ملكوت الله سهلاً على المسيح ليضبطه بدون تضحية ولا على الذين يؤمنون بالمسيح، لينالوه بدون ثمن.

أما عدو المسيح الأول ، فهو الشيطان عدو كل بر» الذي اضطلع منذ البدء بمقاومة المسيح شخصياً، ومنع ) استعلان ملكوت الله على الأرض، وبمحاولة تقويض أركانه في السماء والعالم والإنسان بكل قوة ، لا بمجرد المقاومة الهوجاء وإنما بخطط ودهاء ومكر: أولاً بتزييف حقيقة الملكوت وصفاته لتضليل الناس عنه .

ثم بشكاية المختارين واتهامهم بالظلم. ثم بوقوفه كمجرب يدعي حقه في عرقلة كل السائرين في طريق الملكوت . و كغريم يطالب برقبة الإنسان ثمناً لأي موافقة معه في الشر. كطاغي ومحتال يبدأ بالغواية و ينتهي بالإستعباد والأسر. كمدعي الحرية وهو قتال للناس منذ البدء. كمشير بالسعادة وهو يحتفظ بنهاية تعيسة لمن يقع بين يديه .

طبيعة الشيطان :

معروف أن الشيطان رئيس ملائكة عصى الله قديماً مع جماعة كبيرة من الملائكة التي كانت تخضع له ، هؤلاء لم يحفظوا حدود رئاستهم فسقطوا وحرموا من نور الله : « والملائكة الذين لم يحفظوا رئاستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام» (يه 1: 6).

لذلك سميت مملكة الشيطان بمملكة الظلمة كناية عن خلوها من نور الله أي من الحق المحيي. كما سُمي الشيطان بسلطان الظلمة كناية عن رئاسته على الكذب كقول المسيح: «لأنه كذاب وأبو الكذاب» (يو 8: 44). ومن هنا أصبح له قدرة التأثير على أفكار الناس لتضليلهم وحرمانهم من الحق وملكوت الله.

ولكن كذب الشيطان ليس هو مجرد الكذب الأخلاقي الشائع، بل يشمل كل عطايا الشيطان الشهوانية ومواعيده الدنيوية الباطلة بصفتها أنها كلها زائلة وقادرة أن تلهي الإنسان عن الحق والله . وكان الله قد أعطى الشيطان منذ البدء، السلطان على ممالك العالم: «ثم أصعده إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان، وقال له إبليس: «لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهن لأنه إلي قد دفع وأنا أعطيه لمن أريد. فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع » ( لو 4: 5-7). و يلاحظ أن كلمة «قد دفع إلي وأنا أعطيه لمن أريد تفيد أن سلطان إبليس على العالم لم يغتصبه ولكنه كان يستمده من الله، ولكن الله أطال أناته على شروره لكي يبيده بالعدل وليس بمجرد القوة.

وقد تحددت سلطة الشيطان على العالم جداً بمجيء المسيح بصفته النور والحق والحياة، وانتهى مجد الشيطان في يوم الصليب كما سنرى، حيث فضحه ابن الله جهاراً وظفر به على الصليب وأسقطه من السماء بصعوده كما سبق ورآه الرب: «رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء ( لو 10: 18). وكانت المقابلة الأخيرة بين الشيطان والمسيح على الأرض مخيبة لآمال الشيطان نهائياً، «رئيس هذا العالم يأتى وليس له في شيء» (يو 14: 30).

كيف سقط الشيطان من رتبته

الملائكة عموماً ذات طبيعة مخلوقة على الخدمة » المنوطة بها من قبل الله. وهي ليست مخلوقة لأية غاية أو نهاية أخرى غير هذه الخدمة، لذلك فالخدمة . هي الصلة الوحيدة التي تربطها بالله، والعمل الوحيد الذي تحقق به الملائكة طبيعتها. لذلك فطاعة الخدمة بالنسبة للملائكة حسب درجاتها هو منتهى سعادتها : «أليس جميعهم أرواحاً خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص» (عب 1: 14).

لذلك أصبح رفض الشيطان للخدمة المنوطة به بمثابة قطع الصلة الطبيعية الإيجابية التي تربطه بالله، وبالتالي أدت إلى سقوطه من الوجود أمام وجه الله. والوجود بدون رضى الله عمل سلبي موجه ضد كيان طبيعة الشيطان نفسه. فالشيطان برفضه الخدمة قد مزق نفسه وأتعس ذاته إلى الأبد، لأن رفض الشيطان لطاعة الله ليس مثل رفض الإنسان لطاعة الله ، فالإنسان مخلوق أصلاً على صورة الله ومدعو للشركة مع الله ، لذلك فطبيعته مخلوقة وفيها إمكانية لتتحول من حياة حسب الجسد إلى حياة حسب الروح ، لذلك فطبيعة الإنسان كانت ولا زالت قابلة للتغيير إلى أفضل، وبالتالي فعنصر التوبة والندم والمغفرة عنصر أساسي في طبيعة الإنسان المخلوقة لتؤهله باستمرار إلى غايته النهائية أي الإتحاد بالله. فعندما يخفق الإنسان في تحوله إلى غايته بسبب ضعف الجسد فإن الله نفسه يسنده والتوبة تجدده…

ولكن الشيطان كملاك ليس مخلوقاً للتحول إلى أعلى، فهو غير قابل للإمتداد فوق طبيعته الخادمة، فغايته النهائية كانت خدمته فقط، وهي تساوي طبيعته تماماً وتوازي كل كفاءته. لذلك فهو إذا توقف عن الخدمة ورفض الخضوع والطاعة الله فإنه يكون قد نكص عن طبيعته، ولا يكون له توبة، لأنه غير مدعو للإمتداد أكثر مما له.

وكذلك فإن أحزان الشيطان وآلامه بسبب سقوطه من درجته ليست مثل أحزان الإنسان وآلامه، فبينما أحزان الإنسان وآلامه تنشأ بسبب إخفاقه في بلوغ الغاية الموضوعة في طبيعته ، أي أن يصير كاملاً وقدوساً كالله حسب الصورة المخلوقة فيه، وهذا الأمر هو فعلاً فوق طاقة الإنسان ويحتاج باستمرار إلى معونة الله ، لذلك فالام الإنسان تدخل إلى قلب الله وهو يستجيب لها باستمرار «في كل ضيقهم تضايق » (إش 63: 9)؛ أما آلام الشيطان فهو المسئول عنها وحده، لأنه لم يُخلق أصلاً ليصير مثل الله ، ولا ليكون أفضل مما هو، ولكن كان المطلوب منه فقط أن يبقى كما هو، فلم يبق، وخالف دون أن يكون له عذر من طبيعته. لذلك فالام الشيطان لا تدخل إلى قلب الله ، لأن مخالفته لیست واقعة تحت مسئولية ،الله، ولهذا فجزاؤه وموته لا يدخلان تحت رحمة الله ، وفي نفس الوقت لا توجد في طبيعة الشيطان فرصة للتوبة !! وهكذا وقع الشيطان ومن معه في يأس مطلق من أية رجعة إلى نور الله مرة أخرى ، ولذلك أبغض الشيطان الله بغضة لا تعرف المهادنة أو الرجوع، وأبغض أيضاً النور الذي خدمه أي الحق أينما كان وكيفما كان، كما أبغض الشيطان كل إنسان يعيش في هذا النور أو يسعى لكي يعيش فيه.

اتساع مملكة الشيطان

كان من غير المعقول أن الشيطان وهو ممتلىء شراً أن لا يكون له أعوان ملائكة مثله تخضع له وتخدمه، لأنه معروف أن طبيعة الشر هي التخريب والإنقسام والتنازع باستمرار. ولكن بسبب انقطاع عنصر الخير عن الشيطان ومن كانوا يتبعونه انقطاعاً مطلقاً، ساد عليهم عنصر الشر جميعاً إذ تساووا في التمرد والعصيان لأوامر الله ، وصاروا أداة مقاومة وإفساد لكل طرق الخير، وبذلك أصبحوا في ألفة شريرة يحكمها الميل إلى تدمير كل ما هو حق أو يؤدي إلى الحق أو يسير نحو الحق. واستخدموا معاً كل طرق الغش والخداع والتزييف، واستغلوا كل ضعف في الإنسان والطبيعة ليكملوا به شرهم…. «أيها الممتلىء كل غش وكل خبث يا إبن إبليس ياعدو كل بر، ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة.» (أع 13: 10).

ومن هذه الآية ومن آية أخرى قالها المسيح : «أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو 8: 44) يتضح اتساع مجال ملكوت الشيطان بواسطة دخول الناس تحت طاعته وتحولهم إلى عبيد وبنين له يعملون كل شهواته التي يشتهيها من جهة إفساد طرق الله.

لذلك لم تعد تقف هذه المملكة الشريرة بكل جنودها الروحيين غير المنظور ين عند حد شرورهم فقط لمعاندة الله ، بل امتدت فضمت إلى نفسها عبقرية الإنسان الذي بدأ يخدم الشيطان «بالخطيئة» التي هي . معادل «الشر» عند الأرواح الشريرة! فتكونت علاقة قوية مباشرة بين انتشار الخطيئة في الناس وبين قوة الشر في مملكة الأرواح الشيطانية غير المنظورة . وبذلك صار مبدأ «الشر» و«الخطيئة» واحداً باتحاد بني الإثم معاً من ملائكة ساقطين وبشر. أما مضمون هذا الإتحاد الأثيم بين شر الشيطان وخطيئة الإنسان فهو يتركز في الإنصباب الأناني ضد مشيئة الله ، واستخدام كل طاقات الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية بمؤازرة دوافع الشيطان الشريرة للإمعان في عدم الخضوع لله وارتكاب الإثم ومقاومة ملكوت الله . هذا الإتحاد النجس الذي استطاع أن يحصل عليه الشيطان مع الإنسان يشرحه بولس الرسول بوضوح : « وأنتم إلا كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية» (أف 2: 1-2).

ومن هنا تظهر خطة الشيطان في مقاومة ملكوت الله من داخله : « وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية» (مت 8: 12).

مراكز المقاومة

الكتاب المقدس يستخدم اصطلاحين هامين للدلالة على تجمع قوى الشر لمقاومة ملكوت الله:

الأول : «هذا العالم» أو «أركان هذا العالم».

الثاني: «هذا الدهر».

أولاً : هذا العالم:

وحينما يستخدم الكتاب اصطلاح « هذا العالم» أو «أركان هذا العالم» يشير إلى اتحاد قوى الشر الروحية لدى الملائكة الساقطين مع قوى الخطيئة العاملة في جسد الإنسان وعقله ونفسه بغواية الشيطان، لطمس معالم معرفة الله وملكوته في قلب الإنسان وتشجيعه على التعدي ،والعصيان وبالتالي يتحول الإنسان إلى طاعة الشيطان والتعبد له بدل الله القدوس .

ولكن لا تظهر قوى الشر الروحية في صورتها الحقيقية، ولا يستطيع الإنسان في غالب الأحيان اكتشاف مصيبة وقوعه في طاعة الشيطان وعبادته له بدل الله ، لأن الأرواح النجسة تجعل من الشهوات العالمية الطبيعية ومن الغرائز مجالاً لعملها وغوايتها ، وبذلك يصبح العالم والجسد ستاراً لها تختفي خلفه، وحينئذ ينجذب الإنسان إلى العالم وشهواته وغرائزه الطبيعية بسهولة، ويتعلق بها تعلقاً شديداً دون أن يدري أنه واقع تحت غواية الشيطان، الذي يعمل فيها وبواسطتها حتى يسلبه كل حرية إرادته و يطفىء ء منه بالنهاية كـل مـيــل لعبادة الله . ومن هنا يستخدم بولس الرسول اصطلاح «أركان هذا العالم» مشيراً به إلى تلوث طبيعة الأصول الأولى للعالم سواء كانت فكرية فلسفية أو عقلية مادية أو عاطفية نفسية، حتى صارت طبيعة العالم مفسودة جملة ، إذ هي تحت غواية وسلطان الشيطان بصفته رئيس هذا العالم ، ومتبنياً لجماعة الأشرار المندسة في كل ركن من أركان العالم الطبيعي: «هكذا نحن أيضاً لما كنا قاصرين ( في معرفة المخلص والفادي) كنا مستعبدين تحت أركان العالم» (غل 4: 3).

و يتضح من هذا أن الإنصباب وراء طبيعة العالم أصبح بسبب عبث الشيطان ينتهي حتماً إلى تعبد للشيطان !! 

-«إذاً إن كنتم قد مُتُّم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم؟» (كو2: 20). وهنا يجعل بولس الرسول الموت مع المسيح قوة تحررنا من طبيعة العالم. وأما الآن إذ عرفتم الله بل بالحري عُرفتم من الله فكيف ترجعون إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تُستعبدوا لها من جديد؟» (غل 4: 9). وهنا يضع بولس الرسول معرفة الله كقوة ترفعنا فوق طبيعة العالم.

-«انظروا ألا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح» (كو 2: 8). وهنا يوازن بولس الرسول بين نقيضين: حياة حسب أركان فلسفة العالم، وحياة حسب المسيح.

ثانياً: هذا الدهر: أما اصطلاح حسب هذا الدهر فيخصصه بولس الرسول ليشرح علاقة الحاضر الزمني للعالم بالروح الشرير الذي يوجه فكر العالم ومزاجه العقلي ضد المسيح بصورة مركزة . فكلمة هذا الدهر تفيد المزاج العقلي الزمني للعالم، وكيف يسيطر عليه الشيطان بصورة خطرة ليوقع تحت ظلمته كل الذين يعيشون في النور.

-«الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيـل مجـد المسيح» (2كو 4: 40). وهنا يتضح دور الشيطان الخطير مع كافة أعوانه التقويض أركان ملكوت الله، وذلك بإفساد روح العالم ومزاجه العام في نشر البدع والخرافات والـعـلـم الكاذب الإسم (العلوم المضلة الخطرة كعلم الأرواح وخلافه) والضلالات الفلسفية التي تحبذ الإلحاد وتزينه بأفكار عقلية محبوكة، والثقافات التي تدعو إلى الحرية المفسدة والفنون الخليعة، وغيرها من كل ما يتصل بعقل الإنسان وفكره .

« أخيراً يا إخوتى تقووا في الرب وفي شدة قوته البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس، فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم ، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم (المتولين) على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات» (أف 6: 10-12).

ملكوت الله واستعلان مجيء المسيح

كتب القمص متى المسكين

كيف أبطل المسيح قوة الشيطان

كتاب ملكوت الله
المكتبة المسيحية

 

زر الذهاب إلى الأعلى