يو47:1 هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه
“وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ:«هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ».”(يو47:1)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ورأى يسوع نثنائيل مقبلاً إليه فقال عنه:
هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه” (47).
امتدحه الرب بكونه إسرائيليًا لا غش فيه، أي بالحق جاء من نسل يعقوب الذي يجاهد من أجل الرب، فتأهل أن يُدعى “إسرائيل” (تك 32: 28). بقوله “إسرائيلي حقًا” يعني أنه أهل لأن يكون من نسل يعقوب، ليس فقط يؤمن بإلهه، وإنما أيضًا يتعبد له مجاهدًا بإخلاص وبحق. وبقوله: “لا غش فيه” يعني أنه وسط الفساد الذي اتسم به الشعب في ذلك الوقت احتفظ نثنائيل باخلاصه في إيمانه وحياته، يسلك بالبرّ والاستقامة.
v كمن يقول له: “وأنت تحت ظل الخطية أنا اخترتك”، وإذ تذكر نثنائيل أنه كان تحت شجرة التين حين لم يكن أحد هناك عرف لاهوته وأجاب: “أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل”. ذاك الذي كان تحت شجرة التين لم يصر شجرة تين جافة، فقد عرف المسيح.
تفسير الأب متى المسكين
47:1- وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً لاَ غِشَّ فِيهِ».
ومن هو اسرائيلى غير الحق؟ والذي كان فيه الغش؟ لأن يعقوب الذي تغير اسمه فيما بعد إلى إسرائيل أخذ بركة البكورية بالغش إذ غش أخاه وغش أباه. فقد لبس جلد معزى ليبدو ملمسه خشناً لإسحق أبيه الذي كان قد فقد بصره, ليظهر كأنه عيسو الابن البكر الذي كان أثسعر، وذلك لكي يصلي عليه أبوه ويعطيه البركة الأخيرة، وكأنه ابنه البكر، وهو ليس كذلك. وفعلاً سرق البركة وعاش بها وجازت عليه بالفعل لأن هكذا دعاء الوالدين الأخير يكون نافذاً.
«فدخل إلى أبيه وقال يا أبي، فقال هأنذا من أنت يا ابني؟ فقال يعقوب لأبيه: أنا عيسو بكرك… فتقدم يعقوب إلى اسحق أبيه فجسه، وقال: الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو (جلد المعزى)… فباركه، وقال: هل أنت هو ابني عيسو؟ فقال: أنا هو.» (تك18:27-24) ولكن هذه الحركة لم ترض الرب، وغير اسمه فيما بعد الى إسرائيل, ولكن ظلت هذه الوصمة لاصقة به كل أيام حياته وأولاده من بعده!
والآن نحن بصدد إسرائيل العهد الجديد أشخاصاً وشعباً, أي إسرائيل الحقيقي. فكان لما ظهر نثنائيل أمام المسيح أن رأى فيه شخصية ملتهبة صادقة تطلب البركة عن حق وليس عن غش. فبعين المسيح الفاحصة رأه «إسرائيلي حقا» بمعنى أنه يطلب وجه الله عن حق في بحثه عن شخص المسيا, ورأه أن لا غش فيه بمعنى أنه رأى استقامة نفسه وقلبه كأفضل ما كان عليه إسرائيل لما رأى حلمه والسلم المنصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وملائكة الله صاعدة ونازلة عليها (تك10:28-15).
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (47): “ورأى يسوع نثنائيل مقبلًا إليه فقال عنه هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه.”
لا غش فيه= أي مستقيمًا لا يلتوي ولا يكذب ولا يعرف الغش والرياء. يطلب بصدق أن يعرف الله، ويطلب وجه الله كما ينبغي أن يكون الإسرائيلي (رو28:2-29). وإسرائيل هو الاسم الذي أخذه يعقوب لأنه جاهد مع الله والناس وغلب (تك28:32). ولا يقصد جنسيته أو قوميته.
- تفسير إنجيل يوحنا 1 للأب متى المسكين
- تفسير إنجيل يوحنا 1 للقمص تادرس يعقوب
- تفسير إنجيل يوحنا 1 للقمص أنطونيوس فكري