تفسير سفر عاموس أصحاح 5 للقمص مكسيموس صموئيل
الإصحاح الخامس
العظة الثالثة
مرثاة على إسرائيل والجزء الأول من الويلات
1- مرثاة على عذراء إسرائيل الساقطة (عا 5: 1-3)
- يشبه إسرائيل بعذراء مخطوبة الله ملك الملوك ورب الأرباب لكنه يرثي علي حالها لأنها سقطت ولن تعود تقوم.
- لم تجد أحد يقيمها لاعتمادها علي البشر وعلي مساعدة الأمم ولم تتكل علي إلهها لكي يسندها ويقيمها.
- إن المرثاة تقام علي الشخص الميت أما هذه المرثاة أقيمت قبل الموت لكن أقيمت عندما ماتت عذراء إسرائيل روحياً وقبل ذهابها إلى السبي.
- مازال الله يخاطبها كعذراء رغم أنها ذهبت من ورائه للعبادة الوثنية لأنها له مثلما قال معلمنا بولس في (2کو 11: 1،2).
- أما سر سقوطها هو هزيمتها الداخلية فإن انكسار الحروب والمعارك يُقال علي إسرائيل لأنهم لم يقدروا أن يثبتوا أمام أعدائهم بسبب خطيتهم، هكذا الإنسان إن أحيط بالأسود والسهام لا يتأثر إن لم ينهزم داخليا أولاً.
- لكن الله يبقي له شهودا هم 1/ 10 إسرائيل بقية أمينة لتشهد له.
2- أسباب سقوط عذراء إسرائيل (عا 5: 4-7 ، عا 5: 10-15)
1- تحويل الأماكن ذات الذكريات المقدسة إلى أماكن للعبادة الوثنية :-
- طالبهم الله ليحث عذراء إسرائيل علي أن يطلبوا الله فقط ولا يطلبوا الآلهة الوثنية بجواره.
- لا يذهبوا إلى بيت إيل والجلجال وبئر سبع لعبادة الله والتظاهر بالتدين إلى مشاركة الله بالآلهة الوثنية ففي بيت إيل الموضع الذي بات فيه يعقوب ورأى حلم السلم السمائي وفي الجلجال كان الموضع الذي ينطلق منه جيوش يشوع، وبئر سبع فيه تمت المعاهدة بين إبراهيم وأبيمالك بذبحه 7 نعاج.
- فالأماكن المقدسة تصير سبيا للبلاد إن لم يُحسنوا استخدامها، فالجلجال تسبى وبيت إيل تحرق بالنار، كأنه يقول لهم علي ما سوف يحدث لهم من سبي أشور وحرق السامرة بالنار.
- تصير الأماكن المقدسة التي تسر الله لأن الإنسان ينطلق بكل كيانه لعبادة الله تصير أماكن للشر فتصير المقدسات مدوسة وسبب تعب للإنسان بدلا من أن تكون سبب راحة.
2- تحويل الحق إلى مرارة :
حول بني إسرائيل الحق إلى مرارة مثل نبات الأفسنتين وهو عشب مر يطرح علي الأرض لكن صار الحق عندهم مرا مثل الأفسنتين بدل من أنهم يبحثوا عنه ويبتهجوا به صار البر لا يساوي شيء بل يُلقى علي الأرض بلا ثمن إلا التراب هو ثمنه عندهم.
3- يكرهون المنذر والمتكلم بالصدق في الباب في مجالس القضاة :-
- كانت مجالس القضاء عند باب المدن اليهودية (تث 22: 15؛ إش 29: 21).
- وكانت تنصف البار ضد الأثيم والظالم وكانت ترفع البائس من المزبلة.
- لكنها تحولت إلى مجلس لصوص مرتشين يكرهون من يقول الصدق أو يحكم به ومن ينذر مجلس القضاء علي حكمهم ضد الحق.
- كانوا يجاملون الظالم ضد المظلوم.
- . وكانوا يرتهنون الطعام بالربا وهذا منعته الشريعة (تث 23: 9).
- ومن هدايا الظلم يبنون بيوتا من الحجارة ولا يسكنوها لأن أساسها ظلم، ويغرسوا كروما شهية ولا يذوقوا من عصيرها فتكون لهم عوض الفرح حزنا!!
- كانوا يضايقون البار وقد تكون هنا نبوة عن مجلس السنهدريم أيام ربنا يسوع لأنه هو البار، وكانوا يحكموا بالرشوة وهذا ما فعلوه عندما جاء حراس القبر قبر ربنا يسوع وقالوا لرؤساء الكهنة عن القيامة فأعطوهم فضة ووضعوا في أفواههم كلاما كاذبا لا يصدقه العاقل إذ قالوا أن تلاميذه سرقوه ليلا وهم نيام.
- الصادين البائس أي يضعوا أمامه العثرات لكي لا يخلص مانعين عنه الرجاء في الإنصاف فلا يجد من يرفعه ويسنده!!
- لذلك يصمت العاقل في ذلك الزمان لأنه زمان ردي: العاقل هو من دافع عن المظلوم لكن وجد لا فائدة فليس معني هذا أن لا نسند أخوتنا المظلومين بل نسندهم لكن حين لا ينفع دفاع أو كلام فالصمت يكون أفضل، هكذا صار ربنا يسوع في محاكماته صامتا لأن هذه ساعة رؤساء الكهنة ومملكة الظلمة وسلطانها !!
3- يهوه الخالق والمخلص (عا 5: 8-9) :-
1- الخالق الثريا والجبار: وهما مجموعتان من الكواكب فهو الإله القدير الخالق يجب أن يثقوا به وبعمله.
2- الذي يحول ظل الموت إلى صبح: يحول ظل الموت أو الليل إلى صبح فقد كان الإنسان قبل الفداء في ظلال الموت إذ حكم عليه بالموت نتيجة الخطية كان الإنسان ساقط تحت الموت فبالتجسد والصلب حول ربنا يسوع ظلمة الخطية إلى حياة وقيامة.
3- يظلم النهار كالليل : النهار هو نهار الأشرار في حبهم للملذات العالمية ينتج الخطية والموت والظلام، وهو النهار ربنا يسوع الذي حمل خطية العالم كله وأظلم النهار والشمس حين صلب.
4- يدعو مياه البحر ويصبها على وجه الأرض: أي الذي يجعل مياه البحر تتبخر وتصير
سحبا تمطر علي وجه الأرض، والمطر يرمز إلى عمل الروح القدس حيث يمطر علي إسرائيل مطر مبكر في شهر 10 ومتأخر في شهر 12 وهما يرمزان إلى عمل الروح القدس في العهد القديم (المبكر) والجديد (المتأخر).
5- ” الذى يفلح الخرب على القوى، فيأتي الخرب على الحصن” : الخرب هو الإنسان البائس الضعيف يسنده ضد القوي الظالم فيتقوي الخرب علي الحصن أي يقوي الضعيف ويقوي علي حصن القوي.
- يذكرهم أنه يحضر في وسطهم لكن هذه المرة ليس للبهجة بل للحزن.
4- مجموعة الويلات الأولى (عا 4: 18-27) :-
تشمل ۳ ويلات :-
1- ويل للمشتهين يوم الرب: لأن إسرائيل كان يظن أن يوم الرب فيه يعطيهم نصرة علي كل الأمم ويفتخروا بالنصرة علي كل العالم لكن الله أوضح لهم أنه يوم عقوبة كمن يصادف أسد ويهرب فيصادفه دب وإن احتمي في بيته يجد عقرب يلدغه.
2- كره الله لذبائحهم وأعيادهم: لأن بني إسرائيل أصبح لهم الرياء فاصلا بين الطقس الخارجي وقلبهم الداخلي فكره الله أعيادهم واجتماعاتهم ومحرقاتهم وتقدماتهم وذبائح السلامة وضجة الأعياد وصوت الرباب وأغاني الأعياد، فهو لا يعود يسمع فعندما يغضب الله علي إسرائيل يقول أعيادكم وسبوتكم، وعندما يسير إسرائيل حسب إرادة الله يقول أعيادي وذبائحي.
3- حملوا العبادة الوثنية في قلبهم فسباهم إلى مركزها وهي أشور: ففي البرية لم يقدموا ذبائح إذ لم يتسني لهم هذا إلا عند وصولهم أرض كنعان.
لكنهم عبدوا داخل قلوبهم ملكوم إله العمونيين الذي يقدم علي أذرعته الأطفال وسط الطبول، والنجوم التي عبدوها لهذا سباهم ما بين النهرين مركز العبادة الوثنية.
تفسير عاموس 4 | عاموس 5 | تفسير سفر عاموس |
تفسير العهد القديم | تفسير عاموس 6 |
القمص مكسيموس صموئيل | ||||
تفاسير عاموس 5 | تفاسير سفر عاموس | تفاسير العهد القديم |