رؤ20: 8 و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الأرض: جوج و ماجوج…

 

“وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ” (رؤ20: 8)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا العالم،

جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.

فصعدوا على عرض الأرض،

وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة،

فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم.

وإبليس الذي كان يضلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت،

حيث الوحش والنبي الكذاب،

وسيعذبون نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين” [8-10].

وهنا نجد تفسيرين لهذا النص:

التفسير الأول: أن قبائل معينة خاضعة لأحد الملوك العشرة التي تعاصر ضد المسيح يجتمعون بمدينة أورشليم لمقاتلة إيليا وأخنوخ والباقين من الكنيسة في أورشليم ولكن الله يرسل نارًا ليحرقهم. ويرى البعض أن “جوج وماجوج” لا تعني قبائل معينة بل كل الشعوب المنحرفة التي يجتمع جنودها لمقاومة الكنيسة لكن الله يؤدبهم بنار سماوية.

التفسير الثاني: للقديس أغسطينوس. يرى أن الحرب هنا حرب روحية وليست مادية. يستخدم ضد المسيح وأنصاره “جوج وماجوج” كل طرق القسوة والعنف والخداع والتضليل للفتك بالقديسين لكي ينحرفوا عن الإيمان، لكن الله يسند الشاهدين الأمينين إيليا وأخنوخ بنار الروح القدس السماوية التي تحرق الأضاليل وتنزع الخوف وتسند الإيمان.

بهذه النار يثبت المؤمنون في أيام الشاهدين، وبالأكثر بعد استشهادهما وقتل ضد المسيح، إذ يبكت الروح القدس كثيرين من الأمم واليهود الذين انحرفوا وراء ضد المسيح، وقاوموا الكنيسة، لكي يتوبوا ويرجعوا عن شرهم. أما بالنسبة لإبليس فإن نهايته ستكون مع الوحش والنبي الكذاب إذ يُلقى الأشرار في البحيرة المتقدة بالنار.

تفسير القمص أنطونيوس فكري

“و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج و ماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الارض و احاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من عند الله من السماء و اكلتهم. و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين”.

 هذه الآيات تفهم بطريقتين 1) حرفية                     2) روحية

1) التفسير الأول :- أن الشيطان الذى هو قتال للناس منذ البدء (يو 44:8) هولا يرتاح سوى لمنظر الدماء والخراب، حينما يحل من سجنه سيثيرحربا رهيبة يجتمع لها ملوك من المشرق  من جوج وما جوج (جوج هو الملك وما جوج هى الأرض التى يحكمها). وربما هذه الحرب هى التى حدثنا عنها حزقيال فى إصحاحات (39،38) جوج وما جوج رئيس روش (قد تكون روسيا) ما شك (قد تكون موسكو) وتوبال (حز2:38). عموما روش وماشك وتوبال كانت قبائل موقعها حول بحر قزوين. وهناك من قال أنها ليست روسيا ودولها بل هى الصين.

وربما كانت هذه المعركة هى المشار لها بإسم هرمجدون.

معسكر القديسين والمدينة المحبوبة = هى أورشليم. هى محبوبة لماضيها وليس لحاضرها. حيث يسكن فيها، فى أيام هذه المعركة، ضد المسيح. ويسميها معسكر القديسين ليس بسبب اليهود الذين فيها طبعا، ولكن لأن هناك مؤمنين كثيرين أدركوا زيف ضد المسيح وآمنوا بالمسيح الحقيقى. ويقال أن فى إسرائيل الآن أكثر من 60.000 يهودى قد آمنوا بالمسيح ويسمون أنفسهم ماسيانيين. ونهاية هذه الجيوش ستكون بيد الله. ولكن فى نفس الوقت سيهلك الوحش والنبى الكذاب فى بحيرة النار. وينقذ الله المؤمنين من هذه الحرب الجهنمية.

2) تفهم هذه الآيات روحيا:- أى أن الوحش وأنصاره جوج وما جوج سيستخدمون كل طرق القسوة والعنف والخداع والتضليل للفتك بالقديسين.

فى هذا التفسير لا تكون المدينة المحبوبة هى أورشليم بالذات، ولكنها تكون إشارة ورمز للكنيسة عموما. ولكن الله سيساند الشاهدين الأمينيين إيليا وأخنوخ الموجودين بأورشليم، بنار الروح القدس التى تحرق أضاليل ضد المسيح وتساند الإيمان والأرجح أن كلا التفسيرين صحيح فهناك حرب مادية ستحدث وحرب روحية ضد الكنيسة. ونهاية هذه الحروب هلاك الوحش فى البحيرة المتقدة بالنار وتمجيد الكنيسة. ونلاحظ أن نجد هلاك إبليس والوحش والتابعين له فى الآيات التالية:-

  1. إلقاء إبليس فى البحيرة المتقدة بالنار.                           (رؤ 10:20)
  2. إلقاء الوحش والنبى الكذاب فى البحيرة المتقدة بالنار.          (رؤ 20:19)
  3. كل من لم يوجد مكتوبا فى سفر الحياة ألقى فى البحيرة.       (رؤ15:20)

تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

ع8-9: هذان العددان يوضحان لنا المعركة الأخيرة، وقد ذكرت بلا إسهاب ولا تفصيل.. ويمكن وصفها في الآتي:

  1. خروج الشيطان ليجمع أنصاره للحرب من كل أركان العالم “أربع زوايا الأرض“.
  2. كان عددهم لا يحصى وأحاطوا بالكنيسة في حرب شرسة إذ أتوا من عرض الأرض بشرهم لإهلاك الكنيسة “معسكر القديسين والمدينة المحبوبة“.
  3. كانت النهاية سريعة ومروعة إذ أنزل الله نارًا إلهية من السماء(جام غضبه: ص16) فالتهمتهم جميعًا.

جوج وماجوج: كناية عن الشيطان وأعوانه، أما في الأصل فهما ملكان للممالك الشمالية التي حاربت وعادت إسرائيل قديما وتنبأ عنها حزقيال (حز38: 2) وعن خرابها الشديد (حز38: 7-13).

 

رؤ20: 7 سفر الرؤيا رؤ20: 9
الرؤيا – أصحاح 20
تفسير رؤيا 20 تفاسير سفر الرؤيا

 

زر الذهاب إلى الأعلى