تفسير سفر يشوع ١٤ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الرابع عشر
آية (1): “فهذه هي التي امتلكها بنو إسرائيل في أرض كنعان التي ملكهم إياه العازار الكاهن ويشوع بن نون ورؤساء أباء أسباط بني إسرائيل.”
العازار الكاهن ويشوع= كان العازار يعرف إرادة الرب بالأوريم والتميم ويكلم يشوع ويشوع يكلم الشعب. ولكن هذه الآية تحمل معنى أن المسيح يعطينا ميراثنا بعمله الكهنوتي والقيادي.
الآيات (2،3): “نصيبهم بالقرعة كما أمر الرب عن يد موسى للتسعة الأسباط ونصف السبط. لأن موسى أعطى نصيب السبطين ونصف السبط في عبر الأردن وأما اللاويون فلم يعطهم نصيباً في وسطهم.”
- السبطين والنصف:- يمثلون رجال العهد القديم ولكنهم لا يتسلمون الميراث إلا على يد يشوع. وإذا بحثنا في العهد الجديد نجد من لا يزال يعيش في فكر العهد القديم أي مازال يطلب في مقابل عبادته بركات زمنية، هؤلاء أطفال روحيين لم ينضجوا بعد.
- التسعة أسباط ونصف:- يمثلون رجال العهد الجديد ملكوا مع المسيح وعبروا الأردن (موت عن العالم وقيامة مع المسيح). هؤلاء نصيبهم أرض تفيض لبناً وعسلاً إشارة لأن هؤلاء لا يبحثون عن بركات زمنية بل بركات روحية، ويبحثون لا عن مراع زمنية بل عن ميراث أبدي حيث الطعام الجديد،هؤلاء انطلقوا من الحرف إلى الروح.
III. اللاويين:- هؤلاء لا ينالون نصيباً في وسطهم،ولا يكون لهم نصيب في الأرض لأن الرب نصيبهم. هؤلاء هم الكاملين الذين يطلبون الرب ولسان حالهم يقول مع المرتل “معك لا أريد شيئا في الأرض” “مز25:73”.
الآيات (4،5): “لان بني يوسف كانوا سبطين منسي وافرايم ولم يعطوا اللاويين قسما في الأرض إلا مدنا للسكن ومسارحها لمواشيهم ومقتناهم. كما امر الرب موسى هكذا فعل بنو اسرائيل و قسموا الارض.”
مسارح:- حيث تسرح المواشي.
آيه (6): “تقدم بنو يهوذا إلى يشوع في الجلجال وقال له كالب بن يفنة القنزي أنا تعلم الكلام الذي كلم به الرب موسى رجل الله من جهتي ومن جهتك في قادش برنيع.”
الكلام الذي كلم به الرب موسى.. من جهتي ومن جهتك=راجع تث35:1-38،عدد22:13+عد24:14،30 +يش 9:14. فكالب قبل أن يبدأ يشوع التقسيم طالب بامتياز خاص سبق الرب ووعَدهُ به نظير أمانته (عد 13،14) وجميل أن نطالب الله بإيمان بما وعدنا به واثقين في أمانته ومحبته وأبوته.نلاحظ أن كالب قد نال الوعد من الله خلال موسى ممثل الناموس ولكن الوعد لم يتحقق إلا بيشوع (فيشوع رمز للمسيح الذي يعطينا الميراث).ولاحظ قوله “أنت تعلم الكلام الذي كلم به الرب..= فليس من يقدر أن يدرك الكلمة التي نطق بها الرب لموسى إلا يشوع وحده، فلا يدرك الناموس أحد إلا المسيح كلمة الله، ولذلك نري في تعاليم المسيح الفهم الحقيقي للناموس.وقولهُ من جهتي ومن جهتك فهذا يعني ميراثنا سيكون مع المسيح “نحن وارثون مع المسيح رو17:8” فما نناله إنما هو ميراث المسيح نفسه، وأمجاده التي ننعم بها فيه(أي خلال عضويتنا في جسده). ليس لنا في أنفسنا استحقاق لها بل من خلاله (أف 3:1،6،11).
الآيات (7-9): “كنت ابن اربعين سنة حين ارسلني موسى عبد الرب من قادش برنيع لاتجسس الارض فرجعت اليه بكلام عما في قلبي. و اما اخوتي الذين صعدوا معي فاذابوا قلب الشعب و اما انا فاتبعت تماما الرب الهي. فحلف موسى في ذلك اليوم قائلا أمروهم الأرض التي وطئتها رجلك لك تكون نصيبا ولأولادك إلى الأبد لأنك اتبعت الرب الهي تماما.”
التى وطئتها رجلك = المعنى أن كالب حين ذهب ليتجسس الأرض وطئت رجلاه أرض حبرون لذلك طلبها حسب وعد موسى لهُ.
الآيات (10-12): “و الان فها قد استحياني الرب كما تكلم هذه الخمس و الاربعين سنة من حين كلم الرب موسى بهذا الكلام حين سار اسرائيل في القفر و الان فها انا اليوم ابن خمس و ثمانين سنة. فلم أزل اليوم متشددا كما في يوم أرسلني موسى كما كانت قوتي حينئذ هكذا قوتي الآن للحرب وللخروج وللدخول، فالان اعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم لأنك أنا سمعت في ذلك اليوم أمروهم العناقيين هناك والمدن عظيمة محصنة لعل الرب معي فاطردهم كما تكلم الرب.”
الإنسان المؤمن لا يشيخ “فالله يجدد كالنسر شبابه” + 2كو16:4. فنحن نجد كالب شديداً حتى وهو فى سن الـ85 مستعداً أن يخرج ويحارب مثلما كان وهو شاب. وسر قوته “تبعت الرب تماماً آية 8” أى قبل وصيته وتممها فعطية الرب لا تعطى للمتراخين فى تنفيذ الوصية الإلهية وهو حين حاول أن يتبع وصية الله لم يتركهُ الله بل جعله متشدداً للحرب للخروج والدخول = فهو نجح بمعونة الله حين خرج يتجسس الأرض وهو لهُ ثقه فى الرب أن ينجحه ليدخل لأرض ميراثه. والله يعطينا دائماً أن نتشدد لنخرج من الإنسان القديم ومحبة الزمنيات وتدخل للإنسان الجديد وإلى الحياة السماوية والتمتع بالقيامة. ولاحظ طلب كالب “إعطنى هذا الجبل= فالقديس لا يطلب شيئاً منخفضاً أو دنيئاً بل يطلب ما هو مرتفع وسماوى. هذا الجبل الذى أقتناه كالب إنما هو الجبل المقدس الذى يُعلن فى أخر الأيام فيأتى (أش 2:2-4 + مز63:24) أى السيد المسيح نفسه، هذا هو ميراثنا الحقيقى.
الآيات (13-15): “فباركه يشوع وأعطى حبرون لكالب بن يفنة ملكا. لذلك صارت حبرون لكالب بن يفنة القنزي ملكا الى هذا اليوم لانه اتبع تماما الرب اله اسرائيل. و اسم حبرون قبلا قرية اربع الرجل الاعظم في العناقيين و استراحت الارض من الحرب.”
حبرون أعطيت لكالب حسب طلبه ثم ثبتت القرعة هذا إذ جاءت حبرون ليهوذا وبعد ذلك فى محبة كاملة ترك كالب حبرون للكهنة وصارت مدينة ملجأ وملك داود فيها لمدة 7 سنوات ونصف على يهوذا. ومعنى كلمة حبرون قران أو زواج وهكذا فالنفس الأمينة مثل كالب تقترن بعريسها يسوع.
تفاسير أخرى لسفر يشوع أصحاح 14