1كو 16:2 لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح
«لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ. 1كو 16:2
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح” ( ع 16).
أي إننا عرفنا ما في فكر المسيح والأشياء التي شاء فكشفها ، فنحن لنا فكر المسيح أي لنا فکر روحانی إلهی خال من البشريات ، أي لا يكون لنا عقل أفلاطون أو عقل فيثاغورس[3] بل المسيح وضع فكره في أذهاننا.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه؟
وأما نحن فلنا فكر المسيح” [16].
في اختصار أراد الرسول بولس في هذا الأصحاح أن يسحب قلوب الشعب من الانشغال بالانشقاقات الكنسية إلى البركات الإلهية التي تمتعوا بها خلال الإيمان.
بينما ينشغل الفلاسفة بالكلمات والتعبيرات الفلسفية غير المجدية ينال المؤمنون قوة اللَّه المجددة لأعماقهم فيصيروا كاملين. يجهل العظماء فكر اللَّه، بينما يستنير المؤمنون بالروح القدس ويدركوا حكمة اللَّه الأزلية. بينما يعيش العظماء بروح العالم كأناس طبيعيين، يتمتع المؤمنون بروح اللَّه كأناسٍ روحيين.
لا يقدر العظماء إن يحكموا في الإلهيات بينما يحكم الروحى فيها ولا يحكم عليه أحد. بينما يعيش العظماء بالفكر البشري المجرد، يتمتع المؤمنون بفكر المسيح.
يا لعظمة عطية اللَّه لنا، فقد صار لنا فكر المسيح معلنًا لنا بروحه القدوس.
v عندما يقود المسيح النفس لكي تدرك فكره، يُقال إنها تدخل في حجال الملك، الذي فيه تختفي حكمته ومعرفته.
v تسأل عروس المسيح عن أماكن الراحة في الظهيرة، وتطلب من اللَّه فيض من المعرفة لئلا تظهر كأنها أحد مدارس الفلاسفة، والتي يقال عنها أنها ترتدي حجابًا، لأن فيض الحق مخفي ومُحتجب. أما عروس المسيح فتقول: “وأما نحن فنرى مجد اللَّه بوجهٍ مكشوفٍ” (2 كو 3: 18).
v “لنا فكر المسيح“، أي ما هو روحي وإلهي، وليس فيه شيء بشري. فإن المسيح نفسه وليس أفلاطون ولا فيثاغورس يضع أموره في أذهاننا.
v اللاهوت عقل وكلمة. ففي “البدء كان الكلمة”. كان لأتباع بولس فكر المسيح [16] يتكلم فيهم. لم تُحرم البشرية تمامًا من هذا، فانك تري في نفسك كلمة وفهمًا، يتمثلان بالعقل ذاته والكلمة ذاته.
v يقول بولس ذلك لأن المؤمنين شركاء في الحكمة الإلهية.
أمبروسياستر
v بعطية الروح القدس لم يكن قلب الأنبياء قلبًا بشريًا بل كان قلبًا روحيًا.هكذا يقول هنا “لنا فكر المسيح“. وكأنه يقول: “قبل نوالنا بركة الروح وتعلم الأمور التي لا يقدر إنسان أن ينطق بها، لم يكن أحد منا ولا من الأنبياء مدركًا هذه الأمور في ذهنه. كيف يمكننا ذلك إن كان حتى الملائكة أنفسهم لم يدركوها؟”. يقول: أية حاجة لنا أن نتحدث عن عظماء هذا العالم إذ لا يوجد إنسان يدرك هذه الأمور، حتى القوات العلوية؟
v نحن نعرف الأشياء التي في فكر المسيح، والتي يريد أن يُعلنها لنا. هذا لا يعني أننا نعرف كل شيء يعرفه المسيح، بل بالأحرى كل ما نعرفه هو من عنده وهو روحي.
v يبرهن بولس بوضوح كافٍ أنه لا يوجد شيء ناقص في تعليم اللَّه. لا يعني هذا أنه يحوي كل المعرفة، لكن اللَّه يخرج لنا الحكمة كما من مخزنٍ لكي نفهمها بلياقة.
v يشير فكر المسيح إلى الآب، فيقول بولس أن لدينا أب المسيح فينا.
أوكومينوس
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 16 : – لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح
لأن من عرف فكر الرب فيعلمه = الاقتباس من (أش 40 : 13) أي الإنسان الطبيعي لا يُدرك ولا يستطيع أن يدرك الإنسان الروحي، فهو غير مستنير بروح الله، وهذا لا يستطيع أن يعرف فكر الله ومشيئته. مثل هذا الإنسان ليس من حقه أن يحكم علينا أو يعلمنا لأنه لا يعرف فكر المسيح. ما يُريد الرسول أن يقوله أن حُكم الفلاسفة على تعليمي باطل فهم لا يعرفون فكر الله. أمّا من عَرِف فكر الرب فهذا يستطيع وله الحق أن يُعَلِّمَهُ للناس، وهذا ما يعمله الرسول. وأمّا نحن فلنا فكر المسيح = الله في محبته حين رآنا غير قادرين أن نقترب إليه بسبب آثامنا، إقترب هو إلينا ليخلصنا، ووضع فينا أن نثبت في المسيح وتكون لنا الحياة هي المسيح (في 1 : 21) (راجع في المقدمة – نقطه (Ι) في “كيف فهم بولس الرسول أهمية الألم والصليب“) وبهذا وضع الله فينا كل ما للمسيح حتى فكر المسيح، وفكر المسيح هو فكر باذل وليس فكر شقاق وخصومات. وإن كان الله يعطينا فكره فكيف ننحاز لأشخاص. وهذا هو موضوع الإصحاح القادم الذي يتكلم عن الشقاقات.
ملحوظة :- من له فكر المسيح كيف يحكم فيه من أحد.
ولا يعنى هنا أننا صرنا نعرف كل ما يعرفه المسيح، بل أن ما نعرفه هو من عنده.
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القس أنطونيوس فكري