لوسيان الأنطاكي (لوقيانوس)
يعتبر لوسيان أبو الآريوسية وبالتالي فهذه البدعة لم تبدأ جذورها في الإسكندرية بل نودي بها أولاً في أنطاكية.
انتقل بعد ذلك من أنطاكية إلى نيقوميدية حيث استقر بعدئذ كرسي الإمبراطور، وهناك اعترف بالإيمان أمام القاضي ومات في سجنه من تأثير العذابات التي لحقت به.
من الواضح أن عقيدته لم تكن موافقة للإيمان الأرثوذكسي المستقيم، حيث نجد أن آريوس ويوسابيوس النيقوميدي يفتخران بكونهما من تلاميذه، حتى إنهما كانا يطلقان على أنفسهما إنهما لوسیانیان.
التآلف الذي كان بين لوسيان وبولس الساموساطي – وبعد ذلك مع تلميذه آریوس – جعله موضع شك من أجل عقيدته ويبدو أنه تشرب بعض ضلاله فحكم عليه هو أيضا المجمع الذي حرم بولس الساموسطي بطريرك أنطاكية، وأبعده خلفاؤه الثلاثة من الكنيسة.
ويذكر البعض أنه ثاب إليه رشده. ورجع إلى الحق والإيمان القويم، فأعاده البطريرك كيرلس (ثالث بطريرك على أنطاكية بعد بولس الساموساطي) إلى رتبته السابقة وأقامه رئيسا للمدرسة الأنطاكية.
هكذا نجد أنه قد اختلفت الآراء بخصوص لوسيان الأنطاكي أو كما يسميه البعض لوقيانوس، يقول البعض إنه تاب وعاد إلى الإيمان القويم وترأس مدرسة أنطاكية وكتب ضد الوثنية حتى أنه استشهد في نيقوميدية بعد أن أمضى زمناً طويلاً في السجن متألما، ويعتبرونه قديساً وشهيداً. والبعض الآخر يسميه مؤسس البدعة الآريوسية مستندين على كون آریوس نفسه و أشهر مناصريه مثل يوسابيوس النيقوميدي وغيره هم خريجو مدرسة لوسيان، ومستندين أيضا على رسالة القديس ألكسندروس الإسكندري.
في محاولة لحل هذه المشكلة، ظهر اقتراح آخر وهو أنه من الممكن أن يكون هناك اثنان بنفس الاسم ولذلك حدث هذا الخلط ولكن هذا احتمال ضعيف .
و يعتبر الدارسون المحدثون أن لوسيان الأنطاكي هو المؤسس للمدرسة اللاهوتية في أنطاكية. وقد وقفت هذه المدرسة في اتجاه معارض للتفسير الرمزي الذي تبنته مدرسة الإسكندرية.
اعتقد في الوجود السابق للسيد المسيح، ولكنه أصر على أن هذا الوجود ليس من الأزل.
لم يكن كاتبا له مؤلفات عديدة.
كان عالما في اللغة العبرية ومعروفا بدراسته النقدية المنقحة لنص الترجمة السبعينية للكتاب المقدس والتي قبلت من جانب كبير من كنائس سوريا وآسيا الصغري ونالت تقديرا كبيراً.
يشير جيروم إلى النسخ التي كانت تعرف في أيامه ب “exemplaria Lucianea” ولكن في مواضع أخري فإنه يتكلم وبلهجة انتقادية فيما يتعلق بكتابات لوسيان.
أكمل لوسيان دراسته النقدية للعهد الجديد ولكنه اقتصر فقط على الأناجيل الأربعة.
و أشار جيروم إلى “مقالته الصغيرة في الإيمان بدون الإشارة إلى محتوياتها.
إن أقدم وثيقة متوفره عن تعليم لوسيان تتهمه بأنه تبع أفكار بولس الساموساطي، وأنه المنشيء لعقيدة خاطئة أصبحت سريعاً فيما بعد رديئة السمعة كالآريوسية. هذه الوثيقة هي رسالة كتبها البابا ألكسندروس الإسكندري بعد عشر سنوات من موت لوسيان.
من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي
بولس الساموساطي |
الكنيسة الجامعة |
|
|
آباء وكتاب أنطاكية وسوريا | |||
تاريخ الكنيسة |