البابا كيرلس الرابع
البطريرك رقم 110
ولــد هذا المصلح العظيم حوالي سنة 1532 ش وسنة 1816 م ودعي داود بــن تومــاس، وهو من مواليد مديرية جرجــا، وتعلــم فــى كُتــاب الكنيســة المزاميــر والتســبحة والحســاب ومبادئ اللغة القبطية واللغة العربية، ثم عمل مع أبيه فـى الزراعـة. ولمـا بلـغ 22سـنه ترهـب فـى ديـر الأنبـا أنطونيـوس، ولبس اسكيم الرهبنة علي يد رئيسة القس اثانسيوس القلوصني. ولمـا تنـيح رئـيس الـدير اجتمـع الرهبـان علـى اختيـاره فرسـمه البابـا بطرس الجاولى ً قسا. وقد اهتم بتعليم الرهبان ففتح ُكتاب فـى عزبـة الـدير للرهبـان والعلمـانيين، ومكتبـة للقـراءة ودرس اللغـة العربيـة قواعـدها ونحوهـا.
أرسـله البابـا بطـرس إلـى الحبشـة لحـل مشـكلة بـين مصـر والحبشـة فحلهـا ولمـا رجـع كـان البابـا بطـرس قـد تنـيح وتـم اختيـارة ليكـون ً بطريركا بعـده،.. إلا أن الخـديوى عبـاس الأول رفـض رسامته بطريركاً فطلب منه الأقباط رسامته مطرانا ً عاماً باسم البابـا كيـرلس الرابـع وهـو الـ 110.
اهـتم منـذ البدايـة بإنشـاء مدرسـة كبيـرة مجانيـة بجـوار الكنيسـة المرقسـية بالأزبكيـة لتعلــيم الجميــع ولــيس المســيحين فقــط، كانــت جهــوده فــى المدرســة وحكمتــه ســبباً فــى اقتنــاع الجميع به؛ فأقيمت مراسم تجليسه بعد سنة وشهرين من رسامته مطرانا ً عاماً.
لما رأى البابا كيرلس أن تعليم الولـد دون البنـت يجعـل الفـارق بينهمـا كبيـر وأن تعلـيم البنـت يجعل منها أماً قادرة على تربيـة أولادهـا؛ بنـى مدرسـة للبنـات فـى حـارة السـقايين وبنـى بجوارهـا كنيسة والمدرسة للجميع ً أيضا. ولكن البعض ذهب واشتكى البابا لسعيد باشا ولكنه سانده.
اهـتم أيضـاً البابـا بـتعلم اللغـة القبطيـة حتـى أنـه درسـها مـرة أخـرى ليتقنهـا. لـم يكـن فـى ذلـك الحين مطبعة فى مصر غير المطبعة الأميريـة، فكلـف البابـا أحـد كبـار الأقبـاط بشـراء مطبعـة مـن فرنسـا وأرسـل 4 شـباب أقبـاط لكـى يتـدربوا علـى العمـل فـى المطبعـة الأميريـة لكـى تعمـل المطبعة من أول يوم تصل فيه إلى مصر، ولكن البابا تنيح قبل أن تعمل المطبعة.
أنشـأ ديـوان لإدارة أوقـاف البطريركيــة، وأهـتم بعمـل اجتمـاع أسـبوعى لكهنـة القـاهرة، وأعـاد تنظيم المكتبة الباباوية التى أنشأها البابا بطرس الجاولى.
مرة أخرى يحدث نزاع بين مصر والحبشة فأرسل سعيد باشا البابا كيرلس إلى الحبشـة لكـى يسـوى النـزاع بـدون حـرب، ولكـن ذهابـه كـان يـؤدى إلـى ضـعف الإرسـاليات الإنجليزيـة هنـاك فدبروا له مكيدة ووشوا به عند سعيد باشا أنه سينضم إلى الحبشة لأنهم رعاياه، فذهب بجيشـه وراء البابـا، وقـال الإنجليـز لملـك الحبشـة – وكـان منـدفعاً – إن البابـا جـاء ليسـهل لسـعيد باشـا أن يســتولى علــى الحبشــة، ســمع ملــك الحبشــة للبابــا ورحــب بــه، ولكــن لمــا رأى الجــيش آتيــاً، صدق روايـة الإنجليـز وسـجن البابـا، إلا أن زوجـة الملـك ذهبـت للبابـا فـى السـجن وطلبـت منـه أن يرسـل إلـى سـعيد باشـا يطلـب منـه أن يرجـع بجيشـة لأن المشـكلة قـد انتهـت فأرسـل ً خطابـا لسعيد باشا فرجع إلى القاهرة، ولما رأى ملك الحبشة أن مـا قيـل لـه لـم يكـن صـدقًا؛ ذهـب إلـى البابا يعتذر له وأطلقه فرجع إلى مصر.
ذات يـوم اسـتدعاه سـعيد باشـا لنـزاع داخـل عائلـة حـول تسـاوى ميـراث الأنثـى والــذكر، فسـألهم البابـا: هـل عنـدما تعمـل المـرأة ً صـلاحا يجازيهـا االله؟ فقـالوا نعـم، فعـاد وسـأل هـل يعطيهـا ًا أجـر كاملاً؟ فقالوا نعم، فقال لهم مادام االله يمنحها أجرها كاملاً فيليق بالمؤمنين به أن يعملوا مثله.
مــن اهتمــام البابــا كيــرلس الرابــع بــالمرأة أنــه منــع زواج البنــت أقــل مــن14ســنة. وجعــل العروسان يقران أمام الأب الكاهن رضاهم بالزواج.
بسـبب رفـض البابـا كيـرلس الرابـع خضـوع الكنيسـة القبطيـة الأرثوذكسـية لكـل مـن الكنيسـة الفرنسـية والإنجليزيـة.. ً ذهبــا قنصـلاً إنجلتـرا وفرنسـا كـل علـى حـدة إلـى سـعيد باشـا يبلغـاه أن البابا ينوى التحالف مع روسيا – عقب اجتماع البابـا مـع بطريـرك الـروم وبطريـرك الأرمـن فـى الــدير – فصــدقهما ســعيد وأرســل يســتدعى البابــا مضــمراً لــه الشــر، فــذهب البابــا ومعــه وكيــل البطريركية فقدم لهما قهوة، فلم يشرب البابـا ولكـن وكيلـه شـرب ولمـا رجـع البيـت تنـيح مسـموماً من القهوة فأدرك البابا أنه كان المقصود فأغتم ومرض، فلما علـم سـعيد أدعـى الأسـف وأرسـل طبيـب فرنسـى للبابـا الـذى أعطـاه دواء قاصـداً قتلـه، فـزاد مرضـه وفاضـت روحـه، لـذلك تعتبـره الكنيسة شهيداً.
وكانت مدة باباويته 7سنين و 8شهور. صلاته تكون معنا آمين
البابا بطرس السابع | القرن التاسع عشر | عصر النهضة | البابا ديمتريوس الثاني |
تاريخ البطاركة | |||
تاريخ الكنيسة القبطية |