اطرحوا عنكم الكذب
“لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ.” (أف 4 :25)
لأن المسيح هو حياتنا ، وحياتنا امتداد منه ، إذا لزم بالضرورة الحتمية أن يخرج من كل معاملاتنا هذا الداء الوبيل الذي هو الكذب.
الكذب هو العمل الأول للشيطان ، الذي صفته الأولى الكذاب وأبو كل كذب ، لذلك فإن طرح الكذب هو من صميم خلع الإنسان العتيق وجحد الشيطان.
الكذب مرض خطير للغاية ، هو تعد على الحق ، والحق في المسيحية هو المسيح ، القائل : “أنا هو الحق”. والمسيحية كلها دخول في عالم الحق والحقائق ، في حين أن العالم وكل معاملاته كله مظاهر متغيرة تنتهي بالفساد والموت أو اللاشيء ، ولكن الحياة في المسيح والله . هي والدخول في جوهر الحياة القائم على الحقائق الثابتة غير المتغيرة والمسماة بالحياة الأبدية . ونحن مدعوون لميراث هذه الحياة القائمة على الحق .
إذاً فكل كذب هو بمثابة جحد لحق المسيح وللحياة الأبدية . أما الكذاب ، أي الذي صارت صفته الباطنية هي الكذب ، إنما بكذبه سجل على نفسه أنه ليس أهلاً للمسيح وللحياة معه ولا يصلح للحياة الأبدية التي يحكمها الحق والتي هي كلها حق : ” لأن خارجاً السحرة والزناة والقتلة وكل من يحب ويصنع كذبا” ( رؤ ۱۰ : ۲۲ ) ، “ولن يدخلها (أورشليم السمائية ) شيء دنس ولا من يصنع رجساً وكذباً” ( رؤ ۲۷:۲۱ ) .
وفي الختام نقول إن المسيحي عليه قول الحق ولو كان السيف على الرقبة ، فأعظم صفة للمسيحي هي قول الحق ، وعليه تؤسس كل الفضائل والسلوك .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين