طريقك إلى قلب الأخر

الأخر هو كل من يعيش معنا، ونتعامل معهم أيضاً.. هم الأهل: (الأب والأم والإخوة والأقارب)، الأصدقاء والزملاء والمعارف، هم الأباء الكهنة والخدام والمدرسون. هم الجيران وزملاء الدراسة والكنيسة. هم كل من نتعامل معهم بشكل منتظم أو غير منتظم, كأصحاب المحلات والمتاجر وسكان الشارع والمنطقة، وبإختصار كل من يراكم أو يتعامل معكم يمجد أباكم الذي في السموات.

أولا ما أهمية أن نكسب الأخرين؟

1- شهادة للمسيح الذي بداخلی: فالإنسان المسيحي بطبعه إنسان مختلف، لأن روح الله القدوس يسكن فيه, فيساعده أن يحب الجميع، ولا يستريح في مشاعر البغض والكراهية, حسب الوصية” أحبوا أعداءكم. بارگوا لأعنیگم، أحسنوا إلي مبغضيكم” (مت 44:5 )، يراه الناس فيعرفونه من وجهه المنير “انتم نور العالم” (مت 14 : 5 ). ينشر السلام أينما حل, وعلاقاته طبية مع الجميع، وبهذا يشهد للمسيح: “فليضئ نورگم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” (مت16:5)

2- لكى ندعم أواصر المحبة والترابط بيننا وبين الناس: ففي محيط الأسرة عندما يشيع جو المحبة والألفة والتضحية يزيد الترابط بين أفراد الأسرة, وتقل المنازعات, ويزيد حجم التماسك الذي به نستطيع أن نواجه ضغوط المجتمع والظروف الخارجية والتحديات التي تواجهنا.
أما على نطاق الدراسة أو العمل، فإن ذلك يجعل من جو المدرسة أو العمل جواً دافئاً مشبعاً يشعر فيه الإنسان بالأمان والانتماء، وهذه المشاعر تساعده على نموه وتقدمه، خاصة أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولن يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس.

3- کسب الأخرين يبعث على السلام الذي هو ثمرة من ثمار الروح القدس الذي بداخلنا، والذي لن يتحقق إلا بعلاقات طيبة مع الأخرين. والسلام مطلب أساسي لكل إنسان لكي يكون ناجحاً في حياته، ونواة صالحة في المجتمع.

4- كلنا نحتاج لبعضنا البعض: فحينما نسعى إلى كسب الأخرين نجدهم بعد ذلك عندما نحتاج لمساعدتهم في مواقف الحياة المختلفة من أفراح أو ضيقات.

كما أن توطيد العلاقات بالمحيطين كالجيران يفيد في مواقف الحياة، والكتاب يعلمنا أن “الجار القريب خير من الأخ البعيد” (أم 10:27 ).. والعلاقات الطيبة المتبادلة دائما مفيدة للجميع الأطراف. سواء في مجالات الدراسة: (تبادل كتب – خبرات – ملخصات)، أو مجال العمل: (علاقات جيدة – فرص عمل – مجالات جديدة) وفي كل مجالات الحياة .

ثانيا: تعلم كيف تكون شخصية مُحبة

يظل الإنسان يبحث عن الحب، متعطشاً إليه، يشتاق إلى حب الغير له، وأن يسكب حبه على الغير، فالبداية هي رغبة عميقة في محبة الآخرين، وقلب مملوء بطاقات المودة والتقدير.

الحب هو إتساع القلب ليحمل في داخله الله المحبة، ومن خلاله يحب كل البشرية فوق حدود العواطف البشرية وفوق كل الطاقات الطبيعية. فالحب ليس استلطافاً للغير، ولا انسجاماً معه، ولا تعلقاً به، بل هو أسمى من ذلك كله، إنه بذل وعطاء بكل إمكانية من أجل كل أحد دون أن تنتظر نفعاً مادياً أو معنوياً ، بل هو حب من أجل الله المحبة.
اعلم أن لديك إمكانية المحبة… كيف !؟

1- بالمعمودية نلبس ثوب المحبة فلا يمكن أن نتذوق المحبة الحقيقية مادامت الأنا تحيا فينا. لأنه حيث توجد ذاتیتی، وتكون لى إرادتي الخاصة, لا أتذوق عذوبة الله ومحبة الناس. كيف نصل إلى هذا الحب الإلهي؟ يستحيل على الإنسان أن يقتنيه من ذاته، بل يتمتع به کنعمة مجانية ممنوحة له في المعمودية، يقدر بها أن يسلك طريق المسيح ويعمل مثله أعمال المحبة.

2- التوبة تجدد ثوب المحبة إن كانت إمكانية تنفيذ وصايا الحب الإلهي قد تلقاها بالمعمودية، نحتاج إلى التوبة والاعتراف حتى يتجدد ثوب المعمودية ثانياً، فإن عاد الإنسان بالتوبة لربنا يسوع المسيح سيجد أحضانه مفتوحة، وعندئذ يجد المحبة فيه سهلة وبسيطة

3- ممارسة أعمال المحبة: إن كانت المحبة هبة من الله لأولاده بالمعمودية، فإن الهبة تبقى كامنة ما لم يضرمها الإنسان بجهاده. فهذه المحبة لابد أن تولد أولا بالمعمودية، ثم بعد ذلك تكمل بممارستها عمليا.. فأعمال المحبة تأتي بالجهاد والنعمة, بجهاد الإنسان وإرادته المحبة, مع عمل نعمة الروح القدس العامل في أولاد الله. هل تعلم : أن المشاعر مثل المحبة والكراهية والغضب… الخ, ينتج عنها تغيرات في كيمياء المخ والأعصاب، تنتج تغبيرا في الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أجسادنا، ومن خلالها تحدث عملية التجاذب والتنافر بين البشر؟ فمن خلال هذه الموجات التي تنبعث من شخص الأخر تجعله يشعر بمحبة أو بمشاعر سلبية تجاه الأخر، فالحب إذن طاقة كما أن الكراهية كذلك. وكلاهما ينتقل للشخص الأخر من خلال هذه الموجات التي يصدرها الإنسان دون إرادة منه. وعليك الآن أن تأخذ قرارا أيا من هاتين الطاقتين ستطلق من قلبك ؟!

ثالثا. كيف تكسب الأخرين

1- الإهتمام بمشاعر الأخرين : الإهتمام العميق بالأخرين ومشاعرهم وإحتياجاتهم وآلامهم هو من أهم أسرار کسبك لهم. إن تقديمك المشاعر المحبة والإهتمام الصادق لابد أن يثمر جاذبية في الشخصية وترحيب بك من القلب.إن هذا الاهتمام بالأخرين هو الجسر الذهبي الذي يفتح لك القلوب، حيث تعبر من الأنا إلى الأخر، عندما تبدى إهتماما صادقا مخلصا بكل ما يهم الأخرين, فإنك تنال في قلوبهم المكانة والحب والتقدير، بل ويبحثون عنك دائما.
هناك بعض الناس يعتقدون أن لهم وحدهم مشاعر وأحاسيس يجب على الأخرين مراعاتها، بينما يتجاهلون هم مشاعر الآخرين. احرص على مشاعر الناس كحرصك على مشاعرك.
تذكر بالضرورة أن محاولتك السخرية من الأخرين أو الإستهزاء بهم، وإظهار ضعفهم لتظهر قوتك، يعني نهاية علاقتك بهم. إن استخدامك ألفاظا وتعبيرات تؤذي مشاعر الآخرين هو دليل على أنك غير متوافق مع نفسك داخليا واجتماعياً.

2- امدح الناس وأشعرهم بتقديرك لهم : الحاجة إلى التقدير تعتبر من أهم احتياجات البشر، وهي رغبة متأصلة في النفس الإنسانية. وعندما تضع إنسانا في مرتبة عالية اجتماعية فأنت تعطيه تقديرا ساميا بأسر قلبه في الحال، ويمنحه اعتبارا كبيرا, ويرفع من شأنه أمام نفسه وأمام الآخرين، وبهذا يصير هذا الإنسان أسير محبتك وتقديرك.

قد يكون من الطبيعي أن تقدم التقدير لكل من هو كبير سنا أو مكائة، ولكن أن تقدم تقديرا لمن هم أقل منك فهذا الأمر يستحق الثناء.

کن صريحا مع نفسك: من الطبيعي أن يسر الإنسان حين يمدحونه أو حين يقدرون ما فيه من مواهب وسمات، فكل إنسان في حاجة إلى كلمة مديح وتقدير. ولا أحد يقبل أن يكون مجهول أو بلا قيمة أمام الناس .. ولكن المبدأ المسيحى أسمى حين يتساوى المدح مع الذم.. أنه سماح من الله.. وقد وضع لنا ربنا يسوع القانون الذهبي للمعاملات، في الموعظة على الجبل حينما قال: قل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضأ بهم” (مت 12:7 ) إن كان الله يقدر أي عمل بسيط يقوم به الإنسان, حتى لو كان كاس ماء بارد تقدمه لغيرك، ويقول أنه: “لا يضيع أجره” (مت 42:10 ) فعليك أنت أيضا أن تقدر الأخرين وما يقدمونه من أعمال مهما كانت بسيطة. 

وقد طوّب الأرملة التي أعطت الفلسين من أعوازها، ولم ينس المرأة ساكبة الطيب، حيث قال: “حيثما يكزر بهذا الإنجيلي في كل العالم يخبر أيضا بما فعلتة هذه تذكارا لها” (مر 9:14). تذكر أن أكثر الناجحين في علاقاتهم الإنسانية يؤمنون بقوة الكلمات اللطيفة.

واعلم أن الآخرين يتلهفون إلى الشكر والتقدير والمجاملة. قليتك تشيع هذه الحاجة عند الآخرين، لا تبخل بتقديرك للناس، لا تهمل الكلمة الطيبة الرقيقة لأولئك الذين يستحقونها.

3- تعلم فن الإبتسامة

من أسرار التعامل الجيد مع الآخرين: الإبتسامة. فإن أردت أن يهرب منك الناس فارسم على وجهك تجهماً وكآبة ورفضاً للواقع وللأخرين.. فالبعض يعتقد أن المسيحية ديانة تدعو للكآبة والحزن والمشاعر الجافة، متعللين ببعض الآيات مثل “بكآبة الوجه يصلح القلب” (جا3:7). ولكن حتى الحزن في المسيحية لابد أن يقود إلى فرح التوبة. فمسيحيتا هي ديانة الفرح والبهجة.

من أهم ملامح التعامل المريح هو وجهك, الذي هو واجهتك. فهو بطاقة التعارف التي تقدمها للأخرين، ومن خلال واجهتك هذه تجذب الناس للتعامل معك أو للنفور منك.

تعلم أن تكون باشاً, لأن الشخص العابس يخسر الناس، ولكن البشاشة تجذبهم للتعامل معك، الناس أيضا يحبون الشخص الخفيف الظل الذي يشعرون بالمتعة في صحبته, وأنه سبب فرح لهم, فسروا بصحبته والتواجد معه بل ويبحثون عنه. على عكس الشخص العابس الذي يتجنبه الناس.

تعلم أن تعبر دائماً عن فرحك بوجهك المبتسم الهادىء البشوش. وتأكد أنك إذا ابتسمت ابتسامة صادقة من القلب, ليس بها تصنع أو تكلف أو نفاق، فإن الناس سيشعرون بحبك الهم فيبادلونك إبتسامة بابتسامة, ومحبة محبة

اعلم أن الفرح والسعادة قرار يأخذه الإنسان بغض النظر عن الظروف. وهذا القرار الذي تأخذه هو في البداية فكرة تنفعل بها بحيث تضر أن تكون مبتسما سعيدا. وهذه الفكرة تنتقل إلى مشاعرك. ومن ثم تعبر عنها بتصرف. فانظر أي الأفكار تتبني: أن تتبرم من ظروف الحياة, أو تبتسم لها حتى تستطيع التغلب عليها.. وماذا لو لم تستشعر حافزا على الإبتسام، ماذا تفعل؟ صمم على الإبتسام. واظهر بمظهر الشخص السعيد. فتجد إحساسك ينتقل إلى سلوك، فإذا فقدت السعادة تصرف وكأنك سعيد. وابنهج، لأن السعادة قرار.

4- كن لطيفاً

اللطف من ثمار الروح القدس، وهو من صفات الله أيضاً ولكي تكسب الناس كن لطيفاً وباللطف تصير إنساناً وديعاً وهادئاً. كما قيل عن السيد المسيح: “لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ” (مت 12: 19، 20). والكتاب المقدس يوصينا أيضاً أن نكون لطفاء : وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض” (أف 32:4).
اللطف هو: أن تُقدر الأخر إلى درجة أن تضع نفسك مكانه. فالإنسان اللطيف يتصف بالرقة والوداعة، والبعد عن الخشونة والعنف والقسوة والتعالي، ولذلك تجده سهل التعامل وحلو المعشر، لأن تصرفاته هي ثمر الروح الوديع الهاديء.

إن لم تكن لطيفاً في تعاملك فأنت شخص غير متدين على الإطلاق، لأن الإنسان المتدين لابد أن يسلك بطريقة روحية: فيكون مشفقاً على الغير، لا يجازي عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة. القلب العامر باللطف، يكسب الناس بمعاملته اللطيفة. وعلى العكس فإن الإنسان الشديد أو القاسی قد يخسر أصدقاءه لخشونته. ما أشد قسوة بعض الناس في معاملتهم للخطاة، أو من يظنونهم خطاة! وما أكثر ما يستخدمون من عبارات جارحة في توبيخهم! ويحسبون أن هذا غيرة مقدسة منهم على الفضيلة والبر, أو يعتبرون هذا شهادة للحق! أو أنهم بالتوبيخ الفز يقودونهم إلى التوبة، رغم أن السيد المسيح لم يستعمل هذا الأسلوب مع السامرية.

كيف تعامل السيد المسيح مع السامرية؟السامرية وقد كانت إنسانة خاطئة، عاشت في الخطيئة مع خمسة رجال والذي كان معها وقتها ليس زوجها؟ نفاجأ بأن الرب يسوع, له كل المجد يتعامل معها بلطف ويمدحها في وسط الحوار قائلا لها: “حسنا قلت” كلمات تحمل معنى اللطف والتشجيع على الرغم من أنها إنسانة خاطئة. لكنه لم يجرحها ولم يتعامل معها بخشونة وقسوة، ولم يخدش شعورها. بل مدحها فأصبحت كارزة لمدينة السامرة بأكملها، وبهذا ربحها بلطفه ومحبته للخطاة.

5- اجعل كلمات قاموسك فيها عذوبة :

لا تكن كثير التوبيخ: لا تجرح أحداً، ولا تسيء الظن بالناس, ولا تحاول أن تصطادهم بتصرف أو بكلمة، ولا تشعرهم بأنك تتخذ منهم موقف المنتقد والعدو.

يرغب البعض في توبيخ الأخرين، رغم أن الذي يوبخ أحداً أمام الناس قد يخسره. ولا يتغير السلوك الذي وبخ الأخر عليه.

– لا تكن دائم الإنتقاد: هناك دائما فرق بين النقد والإنتقاد. كثيرا ما يقع بعض الناس في هذا الفخ. فالنقد هو أن تتعرض لذكر السلبيات والإيجابيات بهدف إصلاح وتقويم السلبيات ومضاعفة الإيجابيات، أما الانتقاد فهو التركيز على السلبيات والتندر بها بهدف تعيیر الأخرين, أو الإقلال من قيمتهم، وبالتالي فإن الإنتقاد لا يبنی.

تذكر أن اللوم أو الإنتقاد يضع المرء غالبا في موقف الدفاع عن نفسه, فلا يقتنع بأنه مخطيء. بل قد يزيده إصرارا لمحاولة تبرئة نفسه، أو قد يستمر في خطئه ليظهر لك أو لغيرك أنه غير مخطىء إطلاقاً.

يستطيع كل شخص بكل سهولة أن ينتقد ويلوم غیره. ولكن المحاولة لإيجاد أعذار للمخطيء هي التي تساعد الناس أن تتغير, وتصير شخصية مريحة قادرة على كسب الأخرين واصلاحهم.

احذر… أنت أول الخاسرين عندما تنتهر وتنتقد وتهدم. فالبناء بأكمله سينهار فوق رأسك، وأنت بذلك تكسب أعداءاً وتفقد أصدقاؤك، وبهذا تهدم نفسك وعلاقاتك، وتخسر احترامك لذاتك وتقدير الأخرين لك.

لكي تكسب الأخرين كن بعيدا بقدر الإمكان عن الإنتهار والتهكم والنقد والتوبيخ، فهناك بعض الكلمات تكون أكثر حدة من السيف, وأكثر إيلامنا من القذف بالحجارة.. يظن البعض أن الشخصية القوية هي أن ينتهر غيره، ويفتخر بذلك. هذا لا يجدي شيئا، بل يجعلك تخسر الناس.

6- ازهد فيما في أيدي الناس:

قديماً قالوا: ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس، لا تشعر الآخرين أنك تتخذ منهم موقف المنافس، الذي يشتهى ما في أيديهم، أو ما يريدون الحصول عليه.

لكي تكسب الأخرين لابد أن تتبع معهم سياسة الميل الثاني، ويوصينا الكتاب المقدس قائلا: “من أراد أن يخاصمك ويأخد ثوبك فاترك لة الرداء أيضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين” (مت 41:5).
الشخصية التي تسعى أن تكسب الأخرين دائماً ما تقدم إحتياجاتهم ورغباتهم على احتياجاتها ورغباتها، وتحقق لكل منهم ما يصبو إليه، وهي بهذا تجد فرحها وبهجتها، ولا تسعى لمنافستهم بل تفسح لهم الطريق ليتقدموا أمامها.

فإن أردت أن تكسب الأخرين فلا تنافسهم في طريقهم، بل افسح لهم الطريق وساعدهم حتى وإن سبقوك.

7- اعمل على بناء الناس، وليس على تحطيمهم

“قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا تطفئ” (مت 20:12)، “لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما  قد هلك” (لو 10:19 ) وأمثلة الرب يسوع في بناء الناس كثيرة، وأبلغ مثل على ذلك المرأة التي أمسكت في ذات الفعل. عندما أراد الكتبة والفريسيون أن يجربوه: هل يكسر وصية موسي الذي أوصى أنها ترجم، أو يتنازل عن محبته للضعفاء والخطاة؟

لكن الرب الذي لا يشاء موت الخاطيء مثلما يرجع ويحيا. اهتم بتوبة هذه المرأة مرة أخرى، ولم يحطمها بل انحنى إلى أسفل بجانبها كي يتلقى الحجارة معها. وأخيرا قال لها: ولا أنا أدينك” (يو 11:8 )، لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها. وماذا عن المرأة ساكبة الطيب وشاول الطرسوسی؟ والشجرة التي لم تعط ثمرا لثلاث سنين ولم يحطمها بل أعطاها فرصة جديدة؟

وأنت يا أخي الحبيب.. أليس حري بك أن تتمثل بسيدك ولاتحطم الأخرين، حتى وإن كانوا في عمق خطيتهم، لأن الرب قادر أن يقيمهم؟

رابعا: هل يمكن أن يكون مكسب بعض الناس خسارة

قد يبدو أن هناك تناقضاً، فهل حقاً يمكن أن يكون كسب البعض خسارة؟ نذكر لك بعض الأمثلة:

1- أصدقاء السوء والذين يسعون لإقناعك بأفكار خاطئة، أو يسهلون لك الإنحرافات السلوكية، هؤلاء يكتفي بأن تقتصر العلاقة معهم على تبادل السلام 2- العلاقات المعثرة التي قد تثير عواطفك أو شهوتك, والتي قد تستنفذ كثيراً من وقتك وتفكيرك, كعلاقة الفتى بالفتاة في مرحلة من العمر لا تسمح لهما بالإرتباط، مما قد يؤثر سلباً على الأداء الدراسي

3- عندما تجد نفسك مضطرا إلى تغيير شخصيتك أو مبادئك لإرضاء شخص ما، كأن تتنازل عن تطبيق وصية كتابية لإرضاء أو كسب شخص ما. هذا بالطبع غير مقبول. 

أخيرا عندما لا تسلك بشكل صحيح مع الله، فإنك لن تسلك بشكل صحيح مع الأخرين أيضا. إذ ينبغي أن يكون المستويان الأفقي والرأسي في حالة توازن. فإن كلا منهما يؤثر في الأخر، ونقطة البداية هي تصحيح علاقتك الرأسية مع الله ومن ثم سوف يسهل تصحيح علاقتك الأفقية مع الأخرين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى