كم مرة اردت
“كم مرة أردت … ولم تريدوا” (لو 13 : 34)
يشير الرب بهذا القول إلى المرات الكثيرة التي حاول فيها أن يجمع شعب إسرائيل إليه بحبه وحنانه بواسطة الأنبياء الذين أرسلهم مبكراً ومؤخراً. ولكن كانت النتيجة دائماً ، أنهم رفضوه وأهانوا كل من أرسلهم …
ولكن الدعوة مجددة لك ، أيها الصديق ، فالجناحان الحانيان مفرودان على الصليب ، والجنب الحبيب يسيل بدم الشفاء والفداء. المسيح لا يزال ينادي خرافه ويرسل صوته مبكراً كل يوم ليجمعهم تحت ظل جناحيه إلى أن يعبر الشر، وهو لا ينادي فقط ؛ بل ويجري وراء الضال ليبطل جهالته ؛ ولكن ليس إلى ما لا نهاية .
والآن ، هوذا الصوت يأتينا مجدداً اليوم : يسألنا : هل تريدون ما أريد ؟
أنا أريدكم من نصيبي وأن تكونوا حيث أكون أنا ، فهل تريدون ؟؟
أريدكم بقلب وديع مثل قلبي ، أريدكم تطلبون ملكوتي وبري ، فهل تريدون ؟؟
أريدكم أن لا تهتموا بهموم الدنيا ؛ بل أن تحملوا نيري وأنا أحمل كل همكم ؛ فهل تريدون ؟؟
أريدكم أن لا تطالبوا بحقكم ولا تنتقموا لظلمكم ، وأنا أرد لكم مئة ضعف ؛ فهل تريدون ؟؟
أريدكم أن تحملوا الصليب ولا تجزعوا منه كما حملت أنا صليبي وصلبت عليه ، فهل تريدون ؟
أنا جزت هذا كله من أجلكم وغلبت العالم لتتشجعوا أنتم وتسيروا ورائي ، فهل تريدون ؟؟
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين