إلهي إلهي لماذا تركتني
“إلهي إلهي لماذا تركتني” (مر15 : 34)
المسيح أعطانا الصليب كنموذج حي لمنتهى الظلم والحكم الفاسد وشهادات الزور والقضاء المجحف بل والآلام والعذاب حتى الموت.
فكان كل ذلك ثمناً لتحريرنا من الخطية والموت وقبضة الشيطان ، وارتفاعناً لميراث الحياة الأبدية . وأصبحت كل ضيقة أو اضطهاد أو تعد أو ظلم أو إهانة ، هو شركة في الام الرب وشركة في حياة أبدية.
فكل ما يصيب الإنسان في حياته مهما كان ثقله ، هو مردود عليه بآلام الصليب . فالمسيح لما قال : « إلهي إلهي لماذا تركتني » ، كان يصرخ بفم كل إنسان عندما يبلغ به الضيق والاضطهاد حتى الموت ، ليكون عبرة لكل الصارخين أن الرب قد أحتمل ما احتمله الإنسان حتى إلى الصراخ ، فلا يعود إنسان بعد يقول : لماذا تركني الله أتألم وحدي ؟
فأنت مهما تألمت ، لن تتألم بأكثر مما تألم به الرب من أجلك . لذلك لا تعود آلامك تُحسب آلاما بل مجداً: « إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه » ( رو 8 : 17) . وكأن الألم أرسله لك الرب خصيصاً لكي يذيقك مجده ، فأصبحت آلامك تُقاس بالمجد العتيد أن ترثه مع المسيح .
فقل لي ، يا حبيبي ، ما هو ألمك ؟ وزد وفض بكل همومك وأحزانك وأوجاعك وأمراضك وظلمك واضطهاداتك ، والإهانات والشتيمة التي لحقتك ، والنهب الذي نُهبت به أموالك ، وأنا أقول لك : « يا غبي! (سامحني على هذا التعبير ) أما كان ينبغي أن تتألم بكل هذا لكي تدخل في شركة الابن الوحيد ؟
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين