معمودية الماء ومعمودية الروح
من كتاب المعمودية: الأصول الأولى للمسيحية
للأب متى المسكين
الفصل الأول
الجزء النظري
11 – معمودية الماء ومعمودية الروح
1 – الميلاد من فوق: هو فعل إلهي من فوق.
الميلاد الثاني: هو الميلاد الثاني من الماء والروح.
والاثنان بمعنى واحد يفيد أن المعمودية هي عامل الولادة الثانية:
+ » الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. «(يو 5:3)
+ » لا تتعجَّب أني قلت لك: ينبغي أن تولدوا من فوق. «(يو 7:3)
+ » بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. «(تي 5:3)
ولكن المذكور في (يو 7:3) هو ميلاد روحاني الذي يوحي إليه اصطلاح مولودين من فوق، أو مولودين ثانية، لأن الميلاد الثاني لا يمكن أن يكون من اللحم:
+ » الذين وُلِدُوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله. «(يو 13:1)
+ » المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح. «(يو 6:3)
بمعنى أن الميلاد الثاني يكون دائماً من أصل إلهي: “من فوق” من الثالوث الأقدس، من الآب (يع 18:1، 1بط 3:1)، ومن الابن (يو 12:1)، ومن الروح القدس (تي 5:3)، ولكنه يُدعى عادة من الروح. فالمعمودية هي الأداة التي يؤدّي فيها الروح القدس عمله في الولادة الثانية.
2 – الماء والروح (يو 5:3):
هو وصف تعبيري أو تفسيري للمعمودية بمفهوم أن المعمَّد يُعمَّد:
( أ ) في الماء:
+ » كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدِّسها مطهِّراً إيَّاها بغسل الماء بالكلمة. «(أف 5: 25و26)
+ » والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد. «(1يو 8:5)
حيث غسل الماء يشير لمغفرة الخطايا:
+ » توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. «(أع2 :38)
+ » والآن لماذا تتوانى، قم واعتمد واغسل خطاياك داعياً باسم الرب. «(أع 16:22)
+ » وهكذا كان أُناس منكم، لكن اغتسلتم، بل تقدَّستم، بل تبرَّرتم، باسم الرب يسوع وبروح إلهنا. «(1كو 11:6)
(ب) في الروح:
على قدر ما يُعطَى الروح القدس للشخص المعمَّد من أجل تجديده الروحي وتقديسه.
والاثنان يعملان معاً (أ، ب)، الماء والروح، حيث يكون الماء كالوسط العامل فيه الروح، والروح هو السبب والمؤثِّر، ويكوِّنان معاً عنصري المعمودية المنظور والسبـبي. ويمثِّل هذا الشرح قول ق. بولس لتيطس:
+ » لا بأعمال في برٍّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. «(تي 5:3)
هنا الماء كعنصر هام في المعمودية يعمل بالإيمان والكلمة لغسل الخطايا مضافاً إليه الروح كعنصر هام في المعمودية منوط به تجديد الروح للخليقة!! ويؤيِّد هذا قول بولس الرسول لأهل أفسس: » لكي يقدِّسها مطهِّراً إياها بغسل الماء بالكلمة «(أف 26:5). هنا الماء للغسل والتقديس بالكلمة أي الماء بالكلمة.
ويضمّها معاً ق. بولس قائلاً: » لكن اغتسلتم بل تقدَّستم بل تبرَّرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا « هنا عمل المعمودية وعمل الروح معاً دون أي تفريق لهذه كلها: الغسل والتقديس والتبرير.
3 – على أن كلمة الله الحيَّة التي هي العاملة في الميلاد الثاني حسب قول بطرس الرسول (1بط 1: 23)، هي في حقيقتها يد الله على المعمَّد للخلق الثاني بالروح القدس، تستقبلها يد الإنسان في المعمودية بالإيمان. واليدان معاً للعطاء والأخذ معاً هما سر المعمودية. يد الله تقدِّم الحق والإيمان والروح والفرح بالعطاء للخلق، ويد الإنسان هي التصديق والإيمان والفرح بالأخذ للحياة الجديدة.
4 – «هو سيعمِّدكم بالروح القدس ونار» (مت 11:3):
النار هنا جاءت بدون (ألـ) التعريف، فهي صفة لعمل الروح، أي الدينونة والتوبيخ الشديد الذي
يحرق كنار كل ما هو خاطئ ومنحرف عن البر. فـ“الروح ونار” هنا هما واحد لعمل واحد: أي الهدم للخطأ بفاعلية محرقة، والبناء للحق بفاعلية نارية. فإن كانت المياه على يد المعمدان تغسل بالراحة، فالمعمودية بالروح ونار تغسل بالإحراق، وكلاهما للتطهير؛ ولكن الروح ونار توضِّح العمل الأعلى الإلهي لحرق الشوائب الخارجية للجسد وإنارة المواهب الداخلية في النفس، وهي خاصة بتلاميذ الرب للإعداد والتأهيل.
5 – المعمودية بالروح القدس:
أولاً: لقد جاءت في الأربعة أناجيل كالآتي:
إنجيل متى:
+ » أنا أُعمِّدكم بماء للتوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه. هو سيعمِّدكم بالروح القدس ونار. «(مت 11:3)
إنجيل مرقس:
+ » أنا عمَّدتكم بالماء، وأمَّا هو فسيعمِّدكم بالروح القدس. «(مر 8:1)
إنجيل لوقا:
+ » أنا أُعمِّدكم بماء، ولكن يأتي مَنْ هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه، هو سيعمِّدكم بالروح القدس ونار. «(لو 16:3)
إنجيل يوحنا:
+ » وأنا لم أكن أعرفه، ولكن الذي أرسلني لأُعمِّد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه، فهذا هو الذي يُعمِّد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله. «(يو 1: 33و34)
+ » إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد. «(يو 7: 37-39)
+ » ولمَّا قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس، مَنْ غفرتم خطاياه تُغفر له ومَنْ أمسكتم خطاياه أُمسكت. «(يو 22:20و23)
هذه هي الشواهد التي جاءت في الأناجيل الأربعة عن المعمودية بالروح.
ثانياً: وقد جاءت في سفر الأعمال كالآتي:
+ » لأن يوحنا عمَّد بالماء، أمَّا أنتم فستتعمَّدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير. «(أع 5:1)
+ » لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أُورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض. «(أع 8:1)
وكان حلول الروح القدس يوم الخمسين تحقيقاً عملياً دقيقاً لما تنبَّأ به المسيح عن معمودية الروح القدس، وكانت معه:
( أ ) مظاهر الروح: – » صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. «(أع 2:2)
– » ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس. «(أع 2: 3و4)
(ب) وفعل الروح: «وابتدأوا يتكلَّمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا.» (أع 4:2)
+ » يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبَّأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبَّانكم رؤى، ويحلم شيوخكم أحلاماً. وعلى عبيدي أيضاً وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبَّأُون. «(أع 2: 17و18)
+ » توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. «(أع 38:2)
+ » فبينما بطرس يتكلَّم بهذه الأمور حلَّ الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. فاندهش المؤمنون (اليهود) الذين من أهل الختان، كل مَنْ جاء مع بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأُمم أيضاً. «(أع 10: 44و45)
+ » فتذكَّرتُ كلام الرب كيف قال إن يوحنا عمَّد بالماء وأمَّا أنتم فستُعمَّدون بالروح القدس. «(أع 16:11)
6 – ملاحظات هامة:
( أ ) في كل هذه الإشارات عن معمودية الروح القدس لم يُعطَ لأحد قط أن يعمِّد بالروح القدس إلاَّ المسيح وحده، بل التصريح هو فقط أنهم يُعمَّدون بالروح القدس، حيث الروح القدس هنا هو المسئول مع المسيح مباشرة عن عملية التعميد وكل ظروفها وإمكانياتها ونتائجها في معمودية الروح القدس.
(ب) الملاحظ هنا بوضوح من ترديد بطرس الرسول لنبوَّة يوئيل النبي أن الروح القدس قد جاء هنا في يوم الخمسين:
– بمظاهر مختلفة تماماً عن كل ما عرفناه عن حلول الروح القدس في العهد القديم.
– وبقوة مختلفة جديدة.
وواضح من حلول الروح القدس بحسب النبوَّة والواقع في يوم الخمسين أن حلوله منتشر ومتسع بلا قيود ولا حدود. وكان في العهد القديم يحل على أفراد معيَّنين من الله. ولكن هنا العطية على التلاميذ مجتمعين أي الكنيسة بل “على كل جسد”. وبينما كان حلول الروح القدس قديماً وقتياً وجزئياً ولغرض خاص، نراه هنا دائماً وملازماً ويجيء في ملء.
( ج ) في إنجيل القديس لوقا (49:24):
+ » وها أنا أرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أُورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي «
وأيضاً في إنجيل القديس يوحنا (26:15):
+ » ومتى جاء المعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي «
وأيضاً في إنجيل القديس يوحنا (16: 13و14):
+ » وأمَّا متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلَّم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلَّم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجِّدني لأنه يأخذ مما لي (كلمة يخبركم خطأ) ويستعلنه لكم «
واضح هنا أنه جاء ليُكمِّل عمل المسيَّا ويستعلنه، واستعلان كل الحق وإرشادنا » إلى جميع الحق «يعني أن تكون موهبة الروح القدس بكل الملء. وواضح أيضاً أن المسيح هو الذي أعطى الروح القدس من عند الآب. والروح هنا بهذا الوصف يكون قد أخذ وظيفة
المسيح الذي صعد ويستعلن بقية أموره.
بهذا نفهم معمودية الروح القدس التي حدثت يوم الخمسين أنها البدء التاريخي على أساس ميلاد المسيح وحياته وموته وقيامته وصعوده، وهي تحدِّد وتبرز بداية الزمن الجديد في ملكوت الله، وقد حوت كل الحركات التاريخية ورفعتها إلى المستوى الروحي، ووظيفة الروح مع التلاميذ بدأت ببشارة الإنجيل لكل العالم.
7 – الكنيسة ويوم الخمسين:
كان يوم الخمسين هو يوم ميلاد الكنيسة في الوجود المنظور، وقد حُمِّل التلاميذ بمسئولية الرسالة والرسولية في كل الأنحاء القريبة لهم في البداية. وقد اكتسبوا من حلول الروح القدس عليهم بالتساوي روح الألفة والاتحاد القوي بالروح. وبحسب وعد الرب قد تمَّ بالفعل أن تأيَّد الرسل بقوة من الأعالي ظهرت بوضوح شديد في بداية حياة الكنيسة وصراعها مع رؤساء اليهود وهيئاتهم، وشهادتهم أمام الملوك والرؤساء. كما وضحت القوات المعمولة من الكنيسة بمعجزات وأعاجيب أخرست مقاوميهم (أع 2:3 إلخ، 12:5 إلخ).
كما ظهر مؤخّراً في رسائل بولس الرسول كيف كان الروح القدس يقدِّس قلوب الكنائس بالجملة لحساب الإيمان والشهادة والسلوك المسياني المشهود له، وقد خدمته موهبة الألسن التي بها سمعت جميع الأُمم الإنجيل بلسانها. وهكذا خدم بعماد الروح القدس وفتح باب انتشار الملكوت في العالم بقوات مذهلة على أيدي التلاميذ الأُميين.
8 – ولكن كلمة المسيح لا تسقط، فالمعمودية بدأ مفهومها عند التلاميذ، بل وعند الناس عامة ممثلين في نيقوديموس الذي جاء إلى المسيح باعتباره “المعلِّم” مستفسراً عن المدخل لملكوت الله، فكان رد المسيح واضحاً ومؤسِّساً لمفهوم العماد: «إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.» (يو 3:3)
ولمَّا عَسُر على نيقوديموس فهم الولادة من فوق، كشف المسيح له أصلها ومبدأها من تحت: «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.» (يو 5:3)
وقد شرحهما معاً ق. بولس في رسالته إلى تيطس بقوله: » لا بأعمال في برٍّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلَّصنا: بغسل الميلاد الثاني regeneration، وتجديد الروح القدس renewal «(تي 5:3). حيث الغسل هو غسل خطايا للإعداد للعمل الثاني وهو تجديد الروح القدس. ولكن
في الحقيقة هما عمل واحد للروح القدس في الماء.
فإذا انتبهنا إلى بدء ذكر كلمة معمودية الماء في يوم الخمسين، نجدها في قول بطرس الرسول للذين حلَّ عليهم الروح القدس ونخسوا في قلوبهم عند سماع كلام شرح ق. بطرس لعمل المسيح، فأرشدهم ق. بطرس لتكميل عمل الروح القدس في تغيير حياتهم وإيمانهم من اليهودية إلى المسيحية قائلاً: «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس» (أع 38:2). فهنا عمل الروح القدس في نخس قلوبهم أي لإيمانهم بالمسيح كان عمل الروح الشخصي، وق. بطرس يطلب لهم عطية الروح القدس أو هبة الروح القدس بالعماد بالماء.
وبقية الكلام هام جدًّا: «واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس» (أع 41:2). هنا عماد بالروح القدس تكمَّل بالعماد بالماء باسم يسوع المسيح للتوبة ومغفرة الخطايا.
واضح هنا كل ما حدث يوم الخمسين: فبالوعظ وسماع عمل المسيح الفدائي والخلاصي، يبدأ القلب يقبل الكلام ويؤمن، وفي الحال يحل الروح القدس، فيُقاد المؤمن إلى المعمودية ليعتمد باسم المسيح، فيولد للمسيح ويتجدَّد بالروح القدس للخلقة الجديدة.
وظلَّت معمودية الماء قائمة بنفسها تنتظر معمودية الروح، كما رأينا عدة أمثلة عند الرسل، لمَّا اعتمد أهل السامرة ولم يحل الروح القدس عليهم، حتى أُرسل إليهم القديسان بطرس ويوحنا ووضعا عليهم الأيادي فحلَّ الروح القدس (أع 15:8). وأيضاً عند ق. بولس كما جاء في (أع 19: 5و6): » فلمَّا سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع، ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلَّمون بلغات ويتنبَّأون «
والعكس صحيح كما قلنا سابقاً وكما حدث مع ق. بطرس وكرنيليوس، إذ بعد أن حلَّ الروح القدس عند سماع كلمات الوعظ، بعدها عمَّده بالماء هو وأهل بيته.
وهكذا نجد أن معمودية الروح القدس هي مكمِّلة لمعمودية الماء، ومعمودية الماء لازمة لزوماً تأسيسياً لمعمودية الروح، وهما معاً معمودية “الماء والروح” حسب ترتيب الرب، غير منفصلين عن بعضهما قط. فالماء يعمل بالروح والروح يعمل بالماء. وأساس معمودية الماء لاهوتي عقائدي كما يحقِّق ذلك بولس الرسول: » أم تجهلون أننا كل مَنْ اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته «(رو 3:6)، باعتبار أن الدفن في الماء هو شركة موت مع الرب ليكون القيام من الماء هو شركة قيامة مع الرب. وهذان فيهما الغفران والحياة الأبدية، والذي يقوم بفعلهما وتكميلهما في الإنسان على مثال ما عمل
المسيح هو الروح القدس.
فالماء في المعمودية عنصر فعَّال للموت والقيامة، والروح القدس يكمِّل عملهما روحياً فينا لأنه يأخذ من المسيح ويستعلن لنا.
وكان الروح القدس في البداية يعمل، وله في عمله مظاهر مؤثِّرة كنوع من الشهادة لازمة في وقتها. ولكن شيئاً فشيئاً بعد أن صار الإيمان والثقة يغطيان كل عمل المعمودية، لم يصبح له أي مظاهر في المعمودية، فعمله صار سريًّا ولكن دون أن يقل تأثيره.
المعمودية والإيمان | كتب الأب متى المسكين | المعمودية أيام الرسل |
كتاب المعمودية الأصول الأولى للمسيحية | ||
المكتبة المسيحية |