اركاديوس واضطهاد مرکیان و بولکاریا

 

ملك بعد ثيودسيوس على الشرق ابنه اركاديوس سنة ٣٩٥ م فسار على منهج أبيه وأمر بأن تغلق جميع هياكل الاصنام في ديار مصر ومنع التدين الا بالدين المسيحي فتأيد هذا الدين وصار الناس يدخلون فيه أفواجا حتى هجرت هياكل الاصنام فأعطى القيصر بطريرك الاسكندرية تصريحا ليتصرف فيها كما يشاء فهدمت وأقيم مكانها كنائس وضيق ارکادیوس على الاريوسيين وأمر بأخذ الكنائس منهم بعد أن حكموها نحو اربعين سنة واسقط من جيشة من كان اريوسيا وطرد من كان في ديوانه وخدمه منهم .

 وملك بعد ارکادیوس ابنه ثيودوسيوس الصغير سنة ٤٠٨ م و بعد موته خلفته اخته بولكاريا سنة ٤٥٠ م وكانت قد نذرت الرهبنة ثم نكثت العهد وتزوجت برجل متقدم في السن من أكابر المجلس يدعى مركيان ويلاحظ أنه بعد ان ملك ثيودسيوس الكبير سنة ۲۸۱م عمت مصر الديانة المسيحية وزادت العناية بتشييد الكنائس وفتح المدارس وتأسيس الأديرة وايقاف الاطيان والرزق عليها وكانت بولکاریا تحسد رؤساء الكرسي الإسكندري على ما وصلوا اليه من الشهرة والاعتزاز وحصولهم على شرف سام يفوق شرف الملوك وخشيت أمتداد نفوذ بطاركة القبط في القصر الملكي وارتفاع كلمتهم على كلمة الحكام الرومانيين وخافت من استقلال هؤلاء البطاركة ببلادهم وتأكدت ان ذلك في امكانهم لعلمها بان البطريرك الاسكندري يستطيع أن يقيم و يقعد بلاده بكلمة تصدر منه . فعملت على اذلال شرفهم في شخص البابا ديوسقوروس و رأى اسقف رومية أن ذلك من مصلحته ليحل محل البطريرك المصري في السطوة والنفوذ فاتفق معها على تدبير مكيدة لذلك القديس فابتدعوا هرطقة مؤداها أن المسيح طبيعتين ومشيئتين وأرادوا أن يرغموا البابا ديوسقوروس و کنیسته على التسليم بها والا يطرد من مركزه وتضطهد كنيسته و كانت النتيجة أنهم عقدوا ذلك المجمع الشرير بخلکيدونية وحكموا فيه بنفيه وكتب مرګیانوس الى جميع مملكته يأمر بقتل كل من لا يقول بقول مجمع خلقيدونية فاضطهد الكنيسة المصرية اضطهادًا  عنيفا ومع ذلك لم توافق الملك والملكة على رأيها واستمرت معترفة برئاسة بطريركها عليها وأدى كل ذلك إلى تعاظم أسباب الشحناء والبغضاء بين الأقباط الوطنيين و بين الرومانيين المقيمين بمصر وزادت عوامل الجفاء والخصام بينها خصوصا عندما عينت الملكة بطريركا لمصر غير ديوسقوروس فخضع له الاروام أما الأقباط فأبوا الاعتراف بسلطته عليهم مطلقا ورفضوا جميع قرارات مجمع خلکيدون رفضا باتا وكانوا يعتبرون أن الهزء بأعماله برهان على صدق وطنيتهم واخلاصهم لبلادهم وحبهم لكنيستهم .

وسارت الكنيسة الحبشية على عقيدة أمها الكنيسة القبطية وأبت الخضوع لبطاركة بولكاری ورفضت مطلقا رسامة مطارنتها بيد غير يد بطريرك الأقباط الارثوذكس ولا تزال على هذا الرأي الي يومنا هذا واستفحل الخلاف بين المصريين والاروام الذين كانوا معضدين من الحكومة . وانتشب القتال مرارا بينهم وبين المصريين فأريقت دماء كثرين من هؤلاء . ولما أقيم بروتيريوس بطريركا من قبل الحكومة ولم يسلم برئاسته الأرثوذكسيون حمل عليهم مندوب الملكة بفرقة من الجند كانت معه حال اجتماعهم ليلة عيد القيامة للصلاة ففرق شملهم وقتل كثيرين منهم واستولى على أمتع الكنائس وأموالها وسلمها للبطريرك الدخيل. 

فاصل

الملك ثيؤدسيوس

القرن الخامس العصر الذهبي

إضطهاد ليو ومساعدة

المملكة والكنيسة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى