مختصر تاريخ العهد القديم

 

نصحبك عزيزي القارئ – في موقع أوتار السماء – في جولة سريعة في تاريخ العهد القديم، وللتوسع اضغط على رابط الشخصية أو الفترة وسوف ينقلك الرابط لمزيد من التفاصيل.

ننبه ذهن القارئ لتاريخ العهد القديم أن يضع أمام عينيه كل هـذه الاعتبارات، فهو لا يقرأ قصصاً انتهت وتاريخاً فات عهده لأشخاص محـددين أو شعب محدد، بل تاريخ معاملات االله مع الإنسان – أي إنسان – يكشف فيها االله عن أُسُس تدبيره وأصول أحكامه، ويوضح المبادئ التي تحكم العلاقة بينـه وبين الإنسان سواء كان من عامة الشعب أو كان ملكاً أو كاهناً . بالإضـافة إلى إعلان االله عن مدى قدرته القوية الفائقة على كل تصورات واحتمـالات الإنسان والتي يضعها االله رهن إيمان وتعلُّق الإنسان باالله وحبه له والإيمان بـه .

كما أن هذه القصص وهذا السرد الطويل الدقيق للتاريخ يكـشف الهـدف النهائي الذي يصوب إليه االله كل تدبيراته، والغاية النهائية من عمله وإرادتـه وحبه للإنسان، الأمر الذي يكتشف درجته كلما خطا التاريخ خطوة.

 

1- البدايات

نبدأ رحلتنا حينما “كَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ” (تك 2-:1).. حيث رأى الله أن يخلق الإنسان على صورته ومثاله، ليمتعه بمحبته اللانهائية، وذلك بعد أن هيأ له الأرض، وزينها، وجعله متسلطًا عليها. فخلق الله آدم وحواء، ومن نسلهم جاء قايين وهابيل وشيثأخنوخ، متوشالح… نوح و الطوفان، سام حام يافث….برج بابل ….تارح، إبراهيم.

فاصل

2-عصر الآباء البطاركة 

بعد الطوفان تعاملت البشرية مع الله كخصم وليس كصديق محب، إلى أن جاء أبينا إبراهيم، ويدعوه الله ليعتزل شعبه لينطلق بالبشرية في علاقتها مع الله ببداية جديدة ويبدأ معه عصر جديد هو عصر الآباء البطاركة: إبراهيم وإسحق ويعقوب.. نقرأ قصتهم فى سفر التكوين، الذى ينتهى بدخول أبينا يعقوب مع أبنائه وأحفاده إلى أرض مصر، ليتغربوا هناك، مع إبنه يوسف، الذى صار متسلطًا على كل أرض مصر، حيث سكن بنو إسرائيل فى أرض رعمسيس أو جاسان (الشرقية حاليًا).

فاصل

3- عصر الخروج (موسى ويشوع) 

 عاش بنى إسرائيل فى أرض مصر، قصة ذل وهوان على يد فرعون والمصريين، بعد أن عاشوا بينهم 430 سنة (خر 40:12). وكان عند نهاية هذه المدة، أن خرج إسرائيل من أرض مصر تحت قيادة موسى النبي الذى إختاره الرب ليقود الشعب فى الخروج ومساعدة هارون أخيه، ليذهب موسى إلى فرعون ويطلب منه ان يترك شعب الرب ليعبدوه فيرفض فرعون وتأتي الضربات العشر وأول فصح. بعدها  يقود موسى الشعب فى الخروج ويشق الرب البحر نصفين ويجعل يابساً فى وسطه فعبر موسى وشعب بنى إسرائيل ونجوا من فرعون وقواته، ثم السير فى برية سيناء مدة 40 سنة، فى رحلتهم إلى أرض الموعد. وخلال هذه الأربعون سنة، سلمهم الرب بيد موسى الشريعة والناموس، ومنها الوصايا العشر التى كُتبت بأصبع الله (خر 18:31). 

 وبعد نياحة موسى النبي استلم تلميذه يشوع بن نون عصا القيادة، وهو الذى دخل بالشعب أرض الموعد، وتملكها، بعد سلسلة من الحروب الكثيرة مع سكان الأرض  مثل الكنعانيون, الفلسطينيون, الفرزيين, الحوريين….

فاصل

4- عصر القضاة 

يبدأ هذا العصر بعد موت يشوع، وعدم ظهور قائد آخر يخلفه… واستمر 450 سنة ظهر فيها أكثر من قاضى: نذكر منهم دبورة، وشمشون، ويفتاح الجلعادى وغيرهم كثيرين… كانت مهمتهم قيادة الشعب فى الحروب.. وفي نهاية هذا العصر في ووسط هذه الظلمة الحالكة لشعب إسرائيل وُلد الطفل صموئيل الذي قُدَّم نذيراً للرب . وصار بولادة صموئيل النبى آخر القضاة ليبدأ عصر جديد هو…

فاصل

5-عصر الملوك (شاول وداود وسليمان)

يبدأ هذا العصر بطلب بنى إسرائيل ملكًا أرضيًا لهم يدخل ويخرج أمامهم مثل باقى جيرانهم من الأمم. فأمر الرب صموئيل أن يمسح لهم شاول ملكاً لهم حسب قلبهم. وهكذا انكسر تقليد إسرائيل القديم، وبالرغم من موافقة صموئيل إلاَّ أنه حمل على شاول بروح استياء لم يستطع أن يخفيها، لأنه كان يشعر أن دخول إسرائيل تحت قيادة ملك سيكون بداية لتخلٍّ حقيقـي عن أن يملك االله عليهم.
لقد بدأ شاول حكمه بالروح تمشياً مع تقليد إسرائيل، ولكنه سرعان ما ارتد إلى ذاته، وكانت كـل أيام شاول حروباً بعد حروب ومات شاول في الحرب ( حوالي سنة 1000 ق.م).

إنحرف شاول فى تصرفاته، فرفضه الرب وطلب من صموئيل النبى أن يقيم داود بن يسى البيتلحمى الذى هو من سبط يهوذا بدلاً منه، ليكون ملكًا على إسرائيل… في مدة خيالية قصيرة للغاية استعادت إسرائيل كل قوتها بعد اليأس القاتل، وصارت أقوى دولة في فلسطين وحتى سوريا، وذلك بفضل داود النبي والملك .

وبعد موت داود، خلفه إبنه سليمان الذى أعطاه اللهحِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَأُعْطِيكَ غِنىً وَأَمْوَالاً وَكَرَامَةً” (2أخ 12:1). وهو ثالث ملك على إسرائيل، ولكن أول ملك بالميراث، وهو ابن داود من بثـشبع، وقـد مـسحه صادوق الكاهن مع ناثان النبي على عين جيحون وأركبه بغلة الملك داود وأعلن جلوسه على العرش ( ١مل ٣٣:١). 

فاصل

6- أنقسام المملكة

قبل أن ينقضي القرن العاشر ق .م، كانت إسرائيل قد فقدت عصرها الذهبي، وذلـك بـسبب سلوك الملك سليمان المشين تجاه المحرمات، وحلول غضب االله عليه، بالإضافة إلى سياسته التوسـعية وإسرافه في المظاهر والبذخ، واضطراره إلى بيع مدن بأكملها، مما أغضب الشعب وأثار حفيظة البلاد الشمالية (إسرائيل) وتحفزها للإستقلال عن يهوذا في الجنوب، مما عجل بالانقسام تحـت مـشاعر العداوة التي زادت بمضي الزمن .

وبالفعل تولى رحبعام إبن سليمان أمور المملكة بعد وفاة أبيه، لكنه رفض الإصغاء لمشورة الحكماء فى بداية ملكه، وإنساق لمشورة الأحداث، فتكلم مع الشعب بقساوة. وكانت النتيجة ان الشعب تمرد على رحبعام وأنقسمت المملكة إلى قسمين:
لقد استقلت مملكة الشمال ودُعيت إسرائيل، واختارت لنفسها يربعام أحد عبيد سليمان ليملك عليها، واستقلت مملكة الجنوب ودُعيت يهوذا وتملَّك عليها رحبعام بن سليمان الوريث الـشرعي .
وكانت الحدود الفاصلة بين المملكتين تمر شمال أُورشليم بمقدار عشرة أميال، وهي حـدود سـبط بنيامين الشمالية وبذلك انتهت امبراطورية داود وانتهى عصر الأبطال. واستمرت المملكتان تتناوبان أيام السلم والصداقة وأيام الحرب والعداوة 

فاصل

 أ-  مملكة يهوذا حتى السبي:

أما مملكة يهوذا فقد حكمتها أسرة الملك داود. فكل ملوكها كانوا من نسل داود النبى أى من سبط يهوذا، وظلت هكذا حتى السبى البابلى. وكان وجود الهيكل فى أورشليم سببا فى إستمرار العبادة بشكلها المعروف، غير أن الأمر لم يسلم من وجود ملوك أشرار جعلوا الشعب يخطئ إلى الله ويعبد الأوثان.

حكمتها أسرة الملك داود. فكل ملوكها كانوا من نسل داود النبى أى من سبط يهوذا، وظلت هكذا حتى السبى البابلى. وكان وجود الهيكل فى أورشليم سبباً فى إستمرار العبادة بشكلها المعروف، غير أن الأمر لم يسلم من وجود ملوك أشرار جعلوا الشعب يخطئ إلى الله ويعبد الأوثان.
والملوك الذين حكموها هم: رحبعام بن سليمان ٩٢٢-٩١٥ ق.م – أبيا بن رحبعام ٩١٥-٩١٣ ق.م – آسا بن أبيا ٩١٣-٨٧٣ ق.م – يهوشافاط بن آسا ٨٧٣-٨٤٩ ق.م – يهورام بن يهوشافاط ٨٤٩ -٨٤٢ ق.م – أخزيا بن يهورام ٨٤٢ ق.م – عثليايوآش بن أخزيا: ٨٣٧-٨٠٠  ق .م – أمصيا بن يوآش٨٠٠ – ٧٨٣ ق.م – عُزَّيـَّا بن أمصيا (عزريا): ٧٨٣-٧٤٢ ق.م – يوثام بن عُزيَّا: ٧٤٢ -٧٣٥ق.م – آحاز بن يوثام ٧٣٥-٧١٥ ق.م – حزقيا بن آحاز  ٧١٥ -٦٨٧ ق.م – منسى بن حزقيا ٦٨٧ -٦٤٢ ق.م – امون بن منسى –  يوشيا بن آمون ٦٤٠ -٦٠٩ق.م – يهوآحاز بن يوشيا ٦٠٩ ق.م – يهوياقيم ٦٠٩ – ٥٩٨ ق.م – يهوياكين – صدقيا الملك ٥٩٧-٥٨٧ ق.م – الثورة الأخيرة وخراب أُورشليم ٥٨٩-٥٨٧ ق.م 

ومن أنبياء مملكة يهوذا في هذه الفترة: 
إشعياء النبي: [نبوته من ٧٤٢ – ٧٠٠ق.م ]: دعي للنبوَّة في سنة وفاة عُزَّيـَّا ملك يهوذا (إش ١:٦) وذلـك سـنة ٧٤٢ ق.م،عاصر عزيا ويوثام وحزقيا وتوفَّى ربمـا سـنة ٦٩٢ ق.م. 
ميخا النبي[نبوته من ٧٤٢ -٦٩٢ ق.م]  معاصر لإشعياء النبي وحسب كتاباته فقد تنبأ في أيام ملوك يهوذا يوثام (٧٤٢-٧٣٥)، وآحاز (٧٣٥-٧١٥)، وحزقيا (٧١٥ – ٦٨٧)
حبقوق النبي: حوالي 705 قبل الميلاد.
ناحوم النبي: حوالي 623 قبل الميلاد
صفنيا النبي: حوالي 630 قبل الميلاد منذ اوائل الملوك ملك يوشيا في يهوذا
إرميا النبي: حوالي 626-586 قبل الميلاد عاصر يوشيا ويهوياكين ويكنيا وصدقيا في يهوذا.

فاصل

ب- مملكة إسرائيل حتى السبي

لقد استقلت مملكة الشمال ودُعيت إسرائيل، واختارت لنفسها يربعام أحد عبيد سليمان ليملك عليها.  بعد الإنقسام إنحرفت مملكة إسرائيل وراء عبادة الأوثان، بسبب بُعدهم عن الهيكل فى أورشليم. وتتابع الملوك عليها كالتالي

يربعام بن ناباط، ناداب بن يربعام ٩٠٠ ق.م، بعشا بن أخيا ٩٠٠-٨٧٧ ق.م، أيلة بن بعشا ٨٧٧-٨٧٦ ق.م ، زمري ٨٧٦ ق.م، عُمري ٨٧٦ -٨٦٩ ق.م، أخآب بن عُمري ٨٦٩ -٨٥٠  ق.م، أخزيا بن أخآب ٨٥٠ -٨٤٩ ق.م، يهورام بن أخآب ٨٤٩ -٨٤٢  ق.م، ياهو بن نمشى ٨٤٢-٨١٥ ق.م، يهوآحاز بن ياهو ٨١٥ -٨٠١ ق.م، يهوآش بن يهواحاز ٨٠٢-٧٨٦ ق.م، يربعام بن يوآش ٧٨٦-٧٤٦ ق.م، زكريا بن يربعام ٧٤٦-٧٤٥ ق.م، شلُّوم بن يابيش ٧٤٥ ق.م، منحيم بن جادي ٧٤٥ -٧٣٨ ق.م، فقحيا بن منحيم ٧٣٨-٧٣٧ ق.م، فقح بن رمليا ٧٣٧-٧٣٢ ق.م، هوشع بن أيلة ٧٣٢-٧٢٤ ق.م

ومن أنبياء مملكة إسرائيل: 

إيليا النبي: من تشبه فى جلعاد شرق نھر الأردن. عاصر أخاب الملك الوثنى وأخزیا أبنه.
أليشع النبي: من آبل محوله وتتلمذ لأیلیا النبي.
يونان النبي: حوالي 785-745 عاصر يربعام الثاني في المملكة الشمالية.
عاموس النبي: حوالي 760-746 قبل الميلاد عاصر عزيا في يهوذا، وعاصر يربعام الثاني في المملكة الشمالية.

هوشع النبي: حوالي 750-722 قبل الميلاد عاصر عزيا ويوثام وآحاز وخزقيا في يهوذا وعاصر يربعام الثاني في الممكلة الشمالية.
إشعياء النبي: [نبوته من ٧٤٢ – ٧٠٠ق.م ]: دعي للنبوَّة في سنة وفاة عُزَّيـَّا ملك يهوذا (إش ١:٦) وذلـك سـنة ٧٤٢ ق.م،عاصر عزيا ويوثام وحزقيا وتوفَّى ربمـا سـنة ٦٩٢ ق.م. 
فاصل

7- السبي الأشوري – سبي إسرائيل

جميع الملوك الذين ملكوا على إسرائيل (مملكة الشمال) كانوا من عائلات مختلفة، أى لم يكن هناك تسلسل لأسرة ملوكية واحدة. وحادت مملكة الشمال عن وصايا الله وعن شريعته وسارت بكل ملوكها الذين تعاقبوا عليها فى عبادة الأوثان، لهذا أسلمهم الرب لأيدى أعدائهم، فتم سبى مملكة الشمال (إسرائيل) بيد شلمناصر ملك أشور سنة 722 ق.م.

فاصل

8- السبي البابلي – سبي يهوذا

لم تزد أيام يهوذا كثيراً بعد سقوط إسرائيل في سنة ٧٢١ ق.م ووقوعها في سبي لم يكن له عودة، إذ بقيت يهوذا ما يقرب من قرن وربع في حالة مهدَّدة تدفع الجزية لأشور. ورغم السبى الأشورى لمملكة الشمال إسرائيل، لم تتعظ مملكة يهوذا، بل اعتقدوا ان الله لن يسلمهم للسبى رغم شرورهم، لأنهم نسل الملك داود، ولأنهم يعيشون فى أورشليم حيث الهيكل والمذبح.

فى هذا الوقت أخذ نبى الله إرميا ينصح بنى إسرائيل بالتوبة والعودة إلى الحق، فلم يعبأوا به. وبالفعل غزا البابليون أورشليم واستطاعوا أن يستولوا عليها. وقام ملك بابل نبوخذ نصر بنهب المدينة، ودك سورها ودمر الهيكل الذى بناه سليمان، وتم إجلاء شعبها إلى بابل، فيما يسمى بالسبى البابلى. وهكذا انقرضت مملكة يهوذا، ولم يترك فى أورشليم سوى مساكين الأرض أى الفقرء. وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الجزية لبابل ويحكمها والى تابع لملك بابل إلى ان ملكت مملكة فارس.
لكن الله الحنّان الموجود فى كل مكان موجود معهم أيضًا فى أرض السبى، وأوجد من بين المسبيين الأنبياء والقديسين أمثال: دانيال النبى، والفتية الثلاثة، ، حزقيال النبي، أستير، سوسنة العفيفة ،زربابل، عزرا، نحميا وغيرهم كثيرين.. وسمح بمعجزات فى أرض السبى.. 

فاصل

9- العودة من السبي وبناء الهيكل

تبدأ مرحلة العودة من السبي بأصدر كورش ملك فارس نداء بحرية العودة إلى الوطن (أورشليم) سنة 538 ق.م، وأمر ببناء الهيكل مرة أخرى، وأعطاهم من خزانته مالاً وفيرًا.

وقد رجع الشعب على ثلاث دفعات على يد ثلاث شخصيات قيادية هم: زربابلعزرا الكاهن والكاتبنحميا.

حينما بدأ شعب إسرائيل يعود من السبي سنة ٥٣٨ ق.م، بدأوا فوراً في بنـاء الهيكل سنة ٥٣٧ ق.م، وظلوا يعملون باجتهاد وحماس نادرين حتى تمَّ بنـاؤه في  سنة ٥١٩ ق.م، وذلك بإشراف وإلهام النبي حجَّي والنبي زكريا.

وكان لمجيء عـزرا الكاتـب سـنة ٤٥٧ ق.م، وكذلك مجيء نحميا سنة ٤٤٤  ق.م، واشتراكهما معاً في قيادة الشعب مثلما كان في زمن القضاة، أثر كبير في نهضة ما بعد السبي. فقد اضطلع نحميا بإعـادة بنـاء أسوار أُورشليم، وتجديد العبادة والشرائع الطقسية، والتدقيق في حفـظ الـسبت والعشور، ومسك سجلات الأنساب بتدقيق شديد. أما عزرا الكاتب والكـاهن فاهتم جداً بالناموس الروحي واجتماعات الشعب للوعظ وشرح الناموس المختص. وفي هذا الزمن ظهر عوبيديا ويوئيل و ملاخي النبي وبهذا فهو آخر الأنبياء.

فاصل

10- الحكم اليوناني ٣٣٣ -٦٣ق.م

بظهور الإسكندر الأكبر في بلاد اليونان بدأ نجم الدولة الفارسية في الأفول، وفي موقعة أسوس سنة ٣٣٣ ق.م سـقطت الدولة الفارسية وغزا الإسكندر الأكبر سوريا ومصر وأخضعهما، وبذلك دخلت إسـرائيل تحت حكم اليونان.
وبموت الإسكندر الأكبر سنة ٣٢٣ ق.م، حدثت اضطرابات وحروب محليـة بـسبب تنازع أربعة ضباط من جيشه على الحكـم، وكان منهم بطليموس وسلُوقس، اللذان ظلاَّ يتنازعا ن على حكـم سـوريا ومصر.
وبالرغم من كثرة المنازعات بين حكَّام عائلة البطالسة وعائلة الـسلوقيين، فإن النشاط الديني كان على أشدَّه، واشتدَّ بأس رؤساء الكهنـة وظهـر أولاً سمعان البار رئيس الكهنة الذائع الصيت، ثم أونياس الثاني ابن سمعان البار.
ظلَّت الحروب المحلية مستمرة بين السلوقيين والبطالسة وبين حكَّام سـوريا ومصر، والتنازع على التوسع والسلطان . فاستولى في بادئ الأمر أنطيـوخس الثالث على سوريا حوالي سنة ٢١٩ ق.م، وقد ظلت فلسطين تحـت حكـم السلوقيين ، ولكـن الجيش المصري تحت حكم البطالسة انتصر بقيادة بطليموس الرابع (فيلوبـاتير ) (ملك مصر من سنة ٢٠٣-٢٢١ ) ق.م في موقعة رفح (٢١٧ق.م ) ، وهـزم الجيش السوري الذي كان بقيادة أنطيوخس الثالث وتعقَّبه حتى لبنان، واستعاد البطالسة كل سوريا ولبنان (فينيقية) وفلسطين، وبموت أنطيوخس الثالث (١٨٧ق.م) ملك ابنه سلوقوس الرابع (١٨٧-١٧٥ق.م)  ومن بعده اعتلى أخوه أنطيوخس إبيفانس الرابع العرش، ودخـل اليهود في حقبة جديدة من التاريخ وهي عصر المكابين وثوراتهم ١٧٥-٦٣ ق.م

فاصل

 11- الحكم الروماني ٦٣ ق.م – ١٣٥ ب.م

ورث الرومان مملكة السلوقيين بما فيها اليهودية، ولم يستطيعوا أن يفرَّقوا مـن الوجهة السياسية بين سوريا واليهودية، فضموا اليهودية إلى سوريا تحـت حكـم واحد ولكن بعد أن سلخوا من اليهودية جميع البلاد التي لم يكن مواطنوها يهـوداً مثل مدن الساحل وجزءاً كبيراً من شرق الأردن. وبذلك تقهقر ظل المكـابيين السياسي وانحصرت اليهودية على نفسها جداً.

وكان أول والٍ تعين من قِبَل بومبي الروماني هو سكاروس والي سوريا ٦٣-٥٧ق.م والذي قام بتثبيت هركانوس الثاني والياً على اليهودية سنة ٦٣ق.م. وأتى بعد سكاروس جابينيوس والي سورية ٥٧-٥٥ق.م ثم تأتي بعد ذلك ثورة بيثولوس حاكم منطقة أورشليم السابق سنة ٥٣ ق.م. ليأتي بعدها النزاع بين قيصر وبومبي ٤٩ ق.م وتدخل بعدها اليهودية في أيام يوليوس قيصر ٤٨-٤٤ ق.م. ، ثم حكم أنتيجونيس كملك ورئيس كهنة ٤٠-٣٧ق.م – ويأتي عائلة هيرودس الكبير.  ليأتي العام ٦٦م وبداية الحرب اليهودية وسقوط أورشليم وخراب الهيكل (٦٦-٧٠م) وأخيراً فلسطين بعد الحروب اليهودية ٧٠-١٣٥م.

+ تنتهى نبوات العهد القديم بسفر ملاخى الذى نجد فيه هذه الآية: “هَأََنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِى فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِى. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِى تَطْلُبُونَهُ” (ملا 1:3).. فمن هو هذا الملاك إلا يوحنا المعمدان.. ومن هو هذا السيد إلا الرب يسوع المسيح.. 

فاصل

المراجع المستخدمة في البحث الرئيسي والمواضيع الفرعية:

  • تاريخ إسرائيل – الأب متى المسكين
  • تاريخ بني إسرائيل ج1 – الراهب أولوجيوس البرموسي
  • اطلس الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية – تيم داولي
  • تاريخ العهد القديم مبسط – القس مكسيموس صموئيل
  • تفسير العهد القديم – القمص تادرس يعقوب ملطي
  • تفسير العهد القديم – القمص أنطونيوس فكري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى